إحتمالات رقعة شطرنج كِشْ عربي بداية لنعرّف ما هي نظريّة الإحتمالات وهي من العلوم القديمة ولكنّ الإستنباطات المهمّة منها ذات عمر متوسط وتستخدم بشكل واسع في التكنولوجيا الحديثة وهي احد اهم ابواب علم الإحصاء .
نظرية الاحتمال هي النظرية التي تدرس احتمال الحوادث العشوائية، فالبنسبة للرياضيين تعتبر الاحتمالات عبارة عن أرقام محصورة في المجال بين 0 و 1 تحدد احتمال حصول أو عدم حصول حدث معين عشوائي أي غير مؤكد. يتم تحديد احتمال حدث مابعدد مرات احتمال حدوثه حسب بديهيات الاحتمال
بدأت الأبحاث الأولية لنظرية الاحتمال في البحث العلمي في اواخر القرن الخامس عشر، وبالتحديد عام (1494)، حين نشر الرياضي الإيطالي «لوسا پاسيولي» كتابه والذي ناقش فيه ألعاب الحظ . ولعل لعبة الشطرنج والتي يقال عنها لعبة الملوك والعباقرة خير مثال على حسن التفكير ونجاعة التدبير وتعتمد على التركيز وحساب النقلات بدقه لعدة حركات متتالية مع اخذ جميع الاحتمالات الممكنة عند تحريك الجندي والحصان والقلعة والوزير حتى ينهزم الملك بمحاصرته ويفوز اللاعب الاذكى
ولعل العرب يتباهون بالالعاب التي يلعبونها لقتل الوقت سدى لان الوقت لديهم بلا معنى ولذلك يتباهون بل يتناحرون في العاب التسلية تلك مثل لعبة طاولة الزهر والنرد والليجو والشدّة وغيرها وجميعها تستلزم ذهنا صافيا وعقلا ذكيّا وحظّا قويّا وما يحيط بالامّة العربيّة من مآسي يفقد الحليم عقله ويشتّت للحكيم ذهنه ويبقى الحظ الذي يعتمد عليه اللاعبون اللاهون من الاعراب وحيث ان العرب اتّخذوا الحظّ سلاحا للمقاومة ودرعا للدفاع وتلقّي الضربات منذ اكثر من مائة عام واقصد هنا منذ بدأ الصهاينة بمساعدة بريطانيا وفرنسا التخطيط لغزونا في عقر دارنا قبل وبعد استقلالنا المزعوم حيث دخلت امريكا الى جانبق الصهاينة وبالاخص بعد ان فكّكت امريكا الاتحاد السوفيتي في نهايات الثمانينات وها هي امريكا تحاول ان تجني ثمار ذلك التفكيك في اوكرانيا مناكفة في الوس وتحقيقا لمصالحها في القرم بالرغم من التدخّل الروسي السريع والعنيف وهؤلاء من يدرسون الاحتمالات ويضعون البدائل لتكون جاهزة حين اللزوم
أمّا نحن العرب وبعد ان حكمنا حكّام من بين ظهرانينا يعرفون آلامنا وآمالنا فزادوا آلامنا وعمّقوا جراحاتنا وحرمونا آمالنا وطيّروا احلامنا وما زالوا لم يصلوا بنا للقاع وبتنا لا نعرف مصيرا ولا ندرك نهاية ،وكان حظّنا في الحروب وبالا وفي السلام سرابا وفي الربيع دمارا وفي القوميّة شعارا وفي المجتمعات شجارا وفي التفاوض انهيارا وفي التنمية فسادا وفي الخلق والقيم اندحارا وفي التعليم انتفاعا وفي الجهل ارتفاعا .
وتعلمنا من نظرية الإحتمالات كيف نضع التوافيق والتباديل ولم يصدق لنا اي احتمال ووضعنا بدائل منتهية الصلاحيّة فاسبدلناها ببدائل جاهزة من العدو وهكذا ارتحنا من التخطيط فهم يخطّطون ونحن ننفّذ وهم يقيّمون تنفيذ الحكّام وكلّ من يخطئ مصيره الربيع العربي بايدي شعبه نحن نخترع الاسماء فتلك نكبة والثانية نكسة واؤلئك لاجئون وهؤلاء نازحون وتلك دول الردع وتلك دول الصمود والتصدّي وذاك امين القوميّة لاكثر من اربعين عاما نقتله ونضع السيخ في قفاه وذاك الخليفة نفبّل يديه خوفا من غياهب السجون وتنهار الامة من البكاء لأنّ الطفل حفيد الرئيس انتقل لرحمة الله الرئيس الذي حكم هو وزوجته لإثنين وثلاثين عاما ثمّ تبيّن انه نهب خيرات البلد وجوّع اهلها ولكن بالرغم من كثرة الادلّة فها نحن متردّدين بين البراءة والحكم المخفّف .
كنّا نغنّي الأغاني الوطنيّة في المقاهي والبارات والاندية الليليّة ونرقص على انغامها مع العاهرات حتّى نسينا الاغاني وتبعنا السيّدات واصبحت اغاني المعارك والامة التي تحارب مخبأة في الجوارير بعد ان شعرنا بالخجل لأننا غنّينا للنصر في قلب الهزيمة وروّجنا للقاهر والظافر بينما طائرات بني صهيون تقصف الهاربين على عربات الكارّو لأنّهم لوّحوا للفانتوم بالكرباج فقصفت البغل الذي يجرّ العربة ومن على ظهرها .
منذ ستّون عاما كان اجدادنا ضليعون في نظريّة الاحتمالات فقرّروا ان يبقوا السراج شاعلا لأن الإحتمال الارجح ان يعودوا قبل ان يجف الكاز من السراج ولكن الاحتمال كان ضعيفا حيث مات الاجداد ولحقهم الآباء اما الأبناء فبعضهم في القبور والبعض الآخر رجل على حافّة القبر والرجل الأخرى تنتظر لتعيد للسراج الشعلة .
اصبح معظم حكّامنا إلاّ من رحم ربّي كاحجار على رقعة شطرنج تتبارى بها الدول الغربيّة وامريكا واسرائيل وهؤلاء يلعبون حسب بديهيّات الاحتمال ولكنّهم في الغالب لهم نفس البديهيّات المحتملة ونفس الاهداف النهائيّة ومتّفقون على حصّة كل منهم فهم يتنافسون على الرقعة ويحرّكون الاحجار كما يشائون ولكن كلّ منهم يقول في نهاية الشوط كش عربي .................
وهكذا تحوّلنا بفضل بعدنا عن ديننا واخلاق رسالته وجهلنا وضيق افقنا وانانيّتنا وحبّنا للاستحواذ وعدم استعدادنا للإستماع للآخر وعدم احترام الكبير ونصرة الضعيف والمظلوم ونحن امّة لا تحتاج لصلوات إستسقاء لأنّه خير ومنّة من ربّ العباد إنما بحاجة لصلوات لإستبعاد الإستقواء ولكلمة حقّ عند سلطان ظالم والسلطان لا يكون ظالما إلاّ بضعفنا وغياب ضمائرنا وظلمنا لبعضنا البعض وطأطأة رؤوسنا كالنعام وآن لنا ان نتعلّم من غيرنا من الشعوب المتحضّرة فهي قد دفعت كثيرا حتّى وصلت الى ما هي عليه ونحن ندفع الكثير الكثير ولكن لا يوجد اي احتمال اننا سنصل برّ الأمان .