بالامس لاقاني صديقي المتشائم كثير الحكي في احد شوارع مدينة الزرقاء.... كان لابس سروال والغريب انه كان مشمر عن سيقانه للركبة ويهمهم ويترمس بعبارات لم افهمها جيداً لكن الوضع كان يوحي بان الرجال زعلان ... بادرته مداعبا ومستفهماً: اشوفك مشمر عن عصاقيلك مثل عصاقيل ابو سعد وماشي تتغزغز مثل البطة بالشارع ؟!..... جحرني بنظرة من فوق لتحت وقال : لا ما في اشي بسيطة ... بس كنت جاي من الدار اشتري شوية اغراض وبالطريق لقيت انه صاير في سيول وبحيرات بشارع ستة وعشرين بالبتراوي. - بحيرات ؟؟! ...
سيول ؟!.... له يا رجل ما نا خابر انه في مطر لا امس ولا اليوم وبعدين يا خوك افرض انه في مطر ... لويش اتّرمس وتهمهم وواصلة معك لابو موزه ؟... المطر خير وبركة . - خيوووه ... لا ابو موزه ولا ابو خياره ... ولا مطر ولا يحزنون ... ظنيتلك انه مسؤولين سلطة المياه بالزرقاء ودهم يستثمروا الشوارع ويفتحوا بيها برك للسباحة وتربية السمك حتى يستغلوا الميّه السايبة من المواسير المهترية بالشوارع .
- لا ياخوك انت غلطان السباحة تتبع لوزارة الشباب والسمك يتبع وزارة الزراعة ... ويش دخل سلطة المياه بالموضوع ؟ - لا خيووه ماني غلطان ... هذي ميّة الديسي الي انتظرناها لما نشفت ارياقنا تسيل وتنهدر بالشوارع ما الها والي ... منه ميّه تنهدر ونخسرها ومنه شوارع تدمّر وتروح حوينة ...ويا خوك البلدية يا دوب تلم النفايات من الشوارع وما بيها حيل لا تصلح ولا تزفت شوارع ... لهيك خليهم يستغلوا الوضع ويعملوا برك .... تعال معي شوف ... شارع ستة وعشرين بيه ثلاث برك ...وحده منها انا واقف عليها .... يخوك نبع طلع من بطن الارض مثل النافورة .... الزفتة اتفزرت والشارع خرب وحركة المرور تعطلت .
- لا يكون ما حدا بلغ سلطة المياه .. - لا... أبشرّك عرفوا ... وزارو الموقع ... معهم رجّال تقول دكتور ... معه صناته طويله يخوك يحطها على الارض ويتصنت ... ما ادري ويش يسمع ....بعدين اجا جكّ همر كبير مروح من هناك اله هدير معه جرافة سّوّا حفرة كبيرة ... الربع يخوك طلّوا بيها وطمروها وبعد يوم واحد ... نبّعت الميّه مرة ثانية ... ورجعنا محل ما .... شتقوه - الله العفوو ! العام كنتو تصيحوا وتشكوا من قلة الميه وهالسنة وصلت ميّة الديسي وارتويتو... وبعد تشكوا ... هي رمانة ولا قلوب مليانة ؟!
- يا خوك ...هذي الميّة الي تنهدر بالشوارع اكثر من الي تصل لبيوتنا ... وكل هاذ كلفة على المواطن وعلى البلد ... واقولك اركب سيارة واعملك جولة بشوارع الزرقا والله غير تشوف العجب بعيونك ... ما فيه شارع غير بيه ماسورة خربانة اذا مش اكثر ... وبين كل حفرة وحفرة ... حفرة ... وبين كل بركة وبركة... سيل ميّه .... البرك تنشف يوم يوقف ضخ الميّة وبس تشتغل المضخّة ... تعال شوف البلاوي ... وسلطة المياه اذن من طين واذن من عجين !
- ايش رايك نروح نعمل زيارة لمدير سلطة المياه ونسولفله الموضوع من طقطق للسلام عليكم ... - بالك يا خوك انه السلطة ما تدري عن المشكلة ؟ هذي سيارات السلطة يخوك تطارد كل يوم بشوارع الزرقا ... لكن ظنيت ان العين بصيرة واليد قصيرة ... ظنيتلك انه القربة مليانة (خزوق ) ... ترمم جانب ... يخرب جانب ... واطبب ما ينفع طبّه . قلت لصديقي المتشائم : يبدو يا صديقي انه استعصى الثقب على الراقع ... والمشكلة يا خوك ودها حل جذري قبل ما تجي الصيفيّة ....
الله يستر اذا ما انحلت المشكلة من جذورها ما تلاقينا بالصيف.. نغني ... على بير المي ... لاقاني ولاقيته ... ونصير ما نشوف الميّة غير بالشوارع ونصير مثل ما قال الشاعر .. كالعيس في البيداء يقتلها الظما ..... والماء فوق ظهورها محمولُ