جوارديولا ينافس أبو تريكه ويحرج رياضيون عرب بتصريح بالغ الإنسانية
منذ انطلاق الأحداث في قطاع غزة ، والعالم بأسره يوجه الأنظار نحو ما يجري بحزن شديد على دماء الأطفال والنساء والشيوخ التي تراق ليل نهار على يد آلة الحرب الصهيونية المجرمة ، لتجذب هذه الجرائم جميع الأقطاب السياسية والاقتصادية والفنية والرياضية والاجتماعية للتفاعل معها وشجبها واستنكارها بما أوتوا من قوة .
وعلى الصعيد الرياضي عربياً فإن نجم الجماهير وحبيب القلوب أبو تريكه كان الأبرز من حيث الحديث والدعم والتأثير المستمر لأهلنا في قطاع غزة ، حيث غاب عن شاشات التحليل لفترة ، وحين عاد ، عاد وهو مثقل بالهموم النابعة من الحزن الشديد لمصاب قطاع غزة وأهله المساكين ، لترتفع أسهم اللاعب لدى الجماهير التي ترى في أبو تريكه قدوة حسنة لمن أراد من الرياضيين العرب الذين لم ينشروا كلمة واحدة عن القطاع ، إذ تأمل الجماهير أن يتبع هؤلاء اللاعبين أسطورتهم أبو تريكه في المواقف الإنسانية المشرفة .
أما في أوروبا القارة العجوز فالآراء انقسمت بين داعم للكيان الصهيوني وبين داعم لأهالي القطاع وصمودهم أمام هذا الإجرام ، وهذا نابع من أصول اللاعبين الأوروبية وأصول زوجاتهم أحياناً ، حيث يضطر اللاعب لدعم الكيان الصهيوني "كرمال" عيون زوجته أو صديقته .
وبفي الوقت الذي صمتت فيه الأصوات الأوروبية وهدأت ولم يعد لها أنين يُسمع ، خرج المدرب الأيقوني والأسطوري بيب غوارديولا بتصريح شديد البلاغة كبير المعاني مُثقل بالرسائل الإنسانية والسنن الكونية لأولئك الصامتين وهم يتابعون تلك الجرائم التي تصيب جيرانهم ، حيث قال : الناس يشتكون من أشياء كثيرة.. هذا العالم أصبح مليئًا بالظلم في جميع أنحاء العالم، أصبح الجميع يهتمون بمنازلهم فقط، وليس بمنازل جيرانهم .
وتابع الإسباني : انظر إلى ما يحدث اليوم في جميع أنحاء العالم، ونحن نجلس هنا، كل واحد ينظر إلى نفسه، ولا نفعل أي شيء، نعم أي شيء، الظلم أمامك، أنت تشاهده بدون ردة فعل، إنه هناك، ولكن تأكد يومًا ما سيأتي إليك وسوف يصيبك .
تصريح جوارديولا كان رسالة إنسانية واضحة للغرب فاضحة ، فحين يُعتدى على الشرق والغرب صامت ، فإن الغرب سيذوق من ذات الكأس مرة أخرى ، وهاهو غوارديولا يُظهر للعالم من أين أتت مواقف وشخصية ابنته الناشطة ، والتي تقوم بحظر جميع الداعمين للكيان الصهيوني وتبعدهم من حساباتها ، امتعاضاً واعتراضاً على ما يرتكبه الكيان من جرائم مستمرة منذ أكثر ما يزيد على سبعة أشهر ، ليحرج جوارديولا الرياضيين العرب والمسلمين الصامتين منذ السابع من أكتوبر على ما يجري في بلادهم وعند جيرانهم في غزة ، وسكوتهم المستمر على الدماء السائلة والأجساد الممزقة والأرض المحروقة ظلماً وزوراً .