جراءة نيوز - اخبار الاردن :
بعد مرور اكثر من عقدين على اندلاعها يحيى المعانيون ذكرى هبة نيسان التي اندلعت شرارتها الأولى من رحم مدينة معان نيسان 1989 ، لتشكل آنذاك حالة الإنفراج السياسي والحزبي والنقابي، والسماح بعودة المبعدين عن الوطن بسبب أرائهم السياسية ، وعودة الحياة النيابية وإلغاء الأحكام العرفية السائدة انذاك ، بعد أن غيب الشعب لعقود طويلة عن كافة اشكال المشاركة الحقيقة بصناعة القرار ، سيقام مساء السبت المقبل مهرجان خطابي قبالة نادي معان الرياضي ، وسط مشاركة الفعاليات الشعبية والنقابية والحزبية وممثلي ائتلاف حراك معان الإصلاحي .
وياتي المهرجان الخطابي تخليد لـ الذكرى الرابعة والعشرون تخليدا للشهداء ممن قضوا في هبة نيسان ابريل من العام 1989 ، قبل ا تساع نطاقها لتشمل عدد من المحافظات الجنوبية ، احتجاجا على سياسة النظام وحكومة زيد الرفاعي الاب والتي اتخذت جيوب المواطنين الحل الاسهل للخروج من الازمة الاقتصادية التي عصفت في البلاد في اعقاب نهاية حرب الخليج الأولى ، لتتطور لاحقا بعد الاشتباكات المسلحة بين القوى الامنية موقعة عدد من الاصابات والوفايات في صفوف المواطنين للمطالبة بالحريات العامة ، لتشكيل حالة الانفراج للحياة الديمقراطية والحريات الصحافية ، وعودة الحياة البرلمانية والحزبية والنقابية ، وإسقاط الحقبة الامنية العرفية السائدة في البلاد آنذاك والدفع بالحرية والانفتاح والتعددية السياسة واستعادة الحقوق المسلوبة .
وتسببت المظاهرات الشعبية في حينها بإقالة حكومة زيد الرفاعي، وتكليف الراحل الحسين للامير زيد بن شاكر بتشكيل اولى الحكومات التي يترسها احد الافراد المحسوبين على العائلة المالكة في البلاد ، ليتم لاحقا إقرار قانون الانتخابات البرلمانية بعد توقفه لعقود ، وتشريع العمل النقابي والحزبي ، وإلغاء قانون الطوارئ الذي كانت تعيشه البلاد منذ نكسة 1967.
الناطق الإعلامي بأسم ائتلاف شباب معان للإصلاح والتغيير محمد جرار آل خطب اشار إلى ان القوى النقابية واالحزبية والشعبية والحراكية في المدينة دعت لـ إقامة المهرجان الخطابي تخليدا لهبة نيسان ، وسط مشاركة فعاليات قوى نقابية وحزبية وحراكية من مختلف محافظات المملكة.
واشار إلى ان المهرجان الخطابي ياتي تخليدا لذكرى هبة نيسان التي تفجرت جراء السياسات الرسمية ، والتي قادت البلاد إلى أزمة حقيقة ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻓﺔ الاصعدة ، وتسببت بتفجر ﺍلاﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ، جراء اتباع العقلية وإتباع ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻌﺮﻓﻴﺔ ﻭﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﻘﺒﻀﺔ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﻭﺳﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﻨﻄﻖ ﺍﻻﻣﻨﻲ ﻭﺗﻮﺣش ﻛﺎﻓﺔ أﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﻘﻤﻊ والقهر ﻭﻟﻌﻘﻮﺩ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺍﻧﺘﻬﻚ فيها ﺍﻟﻌﻘائد الاجتماعية ﺍﻟﻨﺎﻇﻢ للعلاقة ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻭﺍﻟﻤﺤﻜﻮﻡ وبشكل صارخ ، ﻏُﻴﺐ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻻﺭﺩﻧﻲ ﺧﻼل تلك العقود ﻋﻦ ﻛافة ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﺑﺎﻟﺤﻜﻢ ، ﻭﺍﻧﺘﻬﻜﺖ ﻛﺎﻓﺔ ﺣﻘﻮﻗﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ والاقتصادية وعطيلت ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﻴﺔ ﻭﺣﻈﺮ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺤﺰﺑﻲ وﻣﻄﺎﺭﺩﺓ ﻛﻞ ﻣﻮﺍﻃﻦ ﺷﺮﻳﻒ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺣﻘﻮﻗﻪ ﻭﻭﻃﻨﻪ ﻣما ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻔﺮﺩ ﺑﺎﻟﺤﻜﻢ ﻭممارسة نهجاً ﺳﻴﺎﺳياً واقتصادياً مشوهاً ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺇﻓﻘﺎﺭ ﺍﻟﺸﻌﺐ وتجويعه وتهميشه .
ولفت إلى ان المشاركين سيؤكدون على ضرورة إعادة فتح ملفات الفساد مجددا وإحالة المتورطين فيها للقضاء ضمن محاكمة عادلة وشفافة وإعادة الثروات الوطنية التي استبيحت جهارا نهارا بحجة الاستثمار والخصخصة باتفاقيات معيبة ومشوهة ، وتوزيع المكتسبات والثروات بصورة عادلة وكيف يد الاجهزة الامنية عن ملاحقة نشطاء الحراك الشعبي الاصلاحي .
محذرا في الوقت نفسه من مغبة اتباع سياسة المماطلة وعدم الاكتراث بالمطالب الشعبية ، خصيصا وان الشارع الاردني بات يعاني من حالة غليان غير مسبوقة ، معتبرا بان المرحلة الحالية لم تعد تتحمل المزيد من المسرحيات الإصلاحية الهزيلة،يشار إلى ان الحراك الاصلاحي المعاني اقام فعاليتين لمرتين على التوالي خلال العامين السابقين منذ اندلاع الإاحتجاجات الشعبية المطالبة بالإصلاح السياسي والاقتصادي ،وسط مشاركة شعبية ونقابية جزبية وطنية واسعة النطاق .