جراءة نيوز-اخبار الاردن:
وصلت لجراءة نيوز رسالة تطالب وزير الاوقاف بانصاف ائمة الاوقاف وتاليا نصها كما وردت لجراءة نيوز :
الحمد لله رب العالمين،والصلاة والسلام على سيدنا محمد بن عبدالله الهاشمي الأمين،وعلى آله وصحبه أجمعين،وبعد: فإن الانسان ابن عصره ووليد بيئته علما واخلاقا وفكرا وسلوكا، والبيئة التي تلقفت الانسان حين مولده تترك اثارها الواضحة في حياته ولا يستطيع الانسان ان ينكر هذه العوامل على شخصيته وسلوكه واخلاقه وثقافته ولكن قد يكون هناك انحراف عند بعض الاشخاص على الرغم مما يمكن من المحافظة على تأثير بيئته ومجتمعه فهناك من حافظ على ما تلقاه من بيئته من سلوك حسن وطاعة لله واخلاص للحق فلا يخاف إلا الله ولا تأخذه في الحق لومة لائم يجاهد بقول كلمة الحق عند كل مناسبة ويلتزم بما يفرضه شرع الله عليه وما تفرضه العدالة والنظام والمصلحة العامة لا مجال عنده للمصالح الخاصة ولا يداهن ولا يتحايل لتحقيق الاغراض بما يخالف العدالة
وبعض الناس يزين لهم الشيطان أعمالهم فيفسدون في الارض وتستهويهم شهواتهم في الدنيا فينغمسون في الظلم وقد يكون لاصدقائهم واخلائهم واقاربهم دور في ذلك فيندم يوم لا ينفع الندم كما قال جل وعلا {ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا. يا ويلتي ليتني لم اتخذ فلانا خليلا. لقد اضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للانسان خذولا} «الفرقان: 29-27. وكما قال سبحانه (يوم تقلب وجوههم في النار يقولون يا ليتنا اطعنا الله واطعنا الرسولا. وقالوا ربنا إنا اطعنا سادتنا وكبراءنا فاضلونا السبيلا.
ربنا ءاتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيراً} «الأحزاب 68-66». فالفساد في المجتمعات اعظم مصيبة تهلكها وتقضي عليها فاذا انتشر الفساد في اي مجتمع لم تعد هناك حياة في المجتمع وخسر افراد المجتمع دنياهم واخرتهم،فالله جل في علاه يقول: {ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون} (واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد عاد وبوأكم في الارض تتخذون من سهولها قصورا وتنحتون الجبال بيوتا فاذكروا آلاء الله ولا تعثوا في الارض مفسدين} «الأعراف: 74»..وقال تعالى {فأوفوا الكيل والميزان ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تفسدوا في الارض بعد اصلاحها ذلكم خير لكم إن كنتم مؤمنين} «الاعراف: 85»..
فآيات القرآن التي تحارب الفساد وتنبه المفسدين وتنصح المؤمنين كثيرة ولكن مع الاسف لم يتبع المسلمون في آخر زمانهم إلا اهل الاهواء: {وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض قالوا انما نحن مصلحون. ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون} «البقرة: 12-11». كما قال النبي عليه الصلاة والسلام «إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك ان يعمهم الله بعقابه» رواه الإمام أحمد باسناد صحيح عن ابي بكر الصديق رضي الله عنه..
ومن صور الفساد التي انتشرت وفشت في بلدنا الأردن مع الأسف الشديد (الرشوة) ومن آثار الرشوة على مصالح الناس ظلم الضعفاء وهضم حقوقهم أو اضاعتها أو تأخر حصولها بغير حق بل من اجل الرشوة. ومن آثارها ايضا فساد اخلاق من يأخذها من قاض وموظف وغيرهما، وهضم حق من لم يدفع الرشوة أو اضاعته بالكلية مع ضعف ايمان آخذها وتعرضه لغضب الله وشدة العقوبة في الدنيا والاخرة فإن الله سبحانه يمهل ولا يهمل ولا يغفل وقد يعاجل الظالم بالعقوبة في الدنيا قبل الآخرة كما في الحديث الصحيح عن النبي عليه الصلاة والسلام انه قال: «ما من ذنب اجدر عند الله من ان يعجل لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخره له في الاخرة من البغي وقطيعة الرحم».
لقد اثبت تاريخ الاسلام ان العدالة فيه كانت اعظم عدالة وكان أهل الولايات في التاريخ الاسلامي لا يماثلهم غيرهم في التاريخ من حيث النزاهة وكفاءة القائمين على ذلك والحكم بالعدل ومع الاسف ان نجد في هذا العصر في دولة عربية وإسلامية ان يدان كثير من المسؤولين بالفساد والظلم والبغي ومع الاسف ان نجد اليوم في الغرب عدالة قد لا توجد في بلاد العرب والمسلمين ويذكرنا ذلك عندما زار احد علماء المسلمين احد بلاد الغرب قال «وجدت اسلاما ولم اجد مسلمين» لما رأءه من عدالة ومساواة،ونصرة للمظلومين.
ويزداد الواقع سوءا،والإنسان حسرة وألما عندما يلمس بأن الفساد قد وصل للمؤسسات دينية يجب أن تكون من أطهر وأعدل وأنزه المؤسسات،خذ مثلا في بلدنا الأردن الحبيب(وزارة الأوقاف)فقد انتشر وفشا فيها الفساد بكل صوره وأشكاله من ظلم وبغي وهضم للحقوق،وفساد إداري يندى له جبين كل أردني حر شريف،ولا أريد أن أفصل في هذا المقام في كل ملفات الفساد في هذه الوزارة،ولكن الذي أريد أن أركز عليه في هذا المقام هو بيان المعاملة السيئة والدنيئة التي يتعامل بها مسؤلوا وزارة الأوقاف الأردنية مع العلماء والدعاة من أئمة المساجد
ولعل الكل يعرف مكانة العلماء والدعاة،ومنزلته الرفيعة في الإسلام الحنيف،وكذا مكانتهم في المجتمع الإسلامي الطاهر حيث كان الشيخ فيما مضى يدعى بـ: (العالم) وللعالم منزلته المرموقة في الإسلام حيث أنه نائب عن النبي صلى الله عليه وسلم في تبليغ الرسالة فقد جاء في الحديث النبوي الصحيح : (العلماء ورثة الأنبياء) ، وقد كان العالم يتمتع بمكانة مرموقة في الأمة، فهو موضع احترام من السلطة ومن الشعب على حد سواء، مسموع الكلمة، مقبول الشفاعة، ولكن المسميات تختلف باختلاف العصور، فأصبح للعالم مسمى آخر وهو: (الشيخ) أو (الإمام) وباختلاف التسميات،واختلاف ثقافة المجتمعات وأخلاقها وقيمها اختلفت مكانة العالم في الأمة، فأصبح العالم بغياب السلطة الدينية موظف حكومة
وفي عصرنا هذا نزلت مرتبة العلماء إلى ما دون أدنى موظف في الدولة، فمن حيث الدخل فهو أدنى موظف في الدولة ، ومن حيث الرتبة فهو يأتي أعلى قليلا من عمال التنظيف في وزارة الأوقاف، فموظف كاتب في المديرية أعلى مرتبة من الإمام ولو كان يحمل شهادة الدكتوراة، والواقع يصدق هذا وإن نفاه البعض . ومع الأسف الشديد وزارة الأوقاف تنظر إلى أئمة المساجد نظرة دونية،والمسؤولون فيها إلا من رحم ربي وقليل ما هم لا يحترمون الإمام،بل هنالك سياسة ثابتة في هذه الوزارة في محاربة أئمة المساجد والتضيق عليهم،ومحاولة إهانتهم بكل الطرق والوسائل،وأنا مطلع على ذلك وأجزم به.
والأنكى من ذلك كله أن إمام المسجد يكون في حالة خوف دائمة، واضعاً يده على قلبه ليخفف من شدة الأزيز، خاصة إذا كان يسكن في سكن المسجد، فإذا ما قام أحد المواطنين بالشكوى على الإمام لسبب ما، ولو كانت الدعوى عارية عن الصحة تقوم المديرية المختصة بمحاربة الإمام فورا من غير أن يحاول المسؤول أن يسمع من الإمام،ولو سمع منه فالنتيجة معروفة سلفا الإمام مكذب دائما،وأي إناس من الشارع مصدق عند مسؤولي الأوقاف ، ثم بعد يأمر المسؤول الظالم هذا الموظف (الإمام) بمغادرة المسجد، ويبدأ بعده بالتحقيق في هذه القضية، ثم بعد ذلك الناس وما تمليه عليه ضمائرهم، والأولى أن يكون الإمام حاضرا، لأن الذي يكذب لا يستطيع مواجهة الخصم .
وبعدها يتلقى هذا الإمام المسكين الصدمة العنيفة بنقله إلى مسجد آخر...ثم يمكث ما شاء الله له أن يمكث حتى تأتيه صدمة أخرى... بعض أئمة أوقاف المساجد رحل (25) مرة، خلال خدمته بالأوقاف، مع أنه من أكثر الناس التزاما بدوامه، والتزاما به، وفي هذا الموضوع حدث ولا حرج... يل حدث بكل حرج وخصوصا إذا كان المشتكي على الإمام بينه وبين مدير الأوقاف علاقة ودية،ويا حبيبي إذا كان هذا المشتكي قد أولم لسعادة المدير،وخصوصا إذا كان هذه الوليمة(منسف بالجميد الكركي)هنا وفي هذا الحالة سوف ينسف الإمام نسفا،وسوف تدمر حياته وسمعته،وسوف تشتت عائلته...
أحد أئمة المساجد في العاصمة عمان نقله المسؤول من مسجده إلى مسجد آخر،والمفاجئة كانت أن هذا المسجد المنقول إليه لا سكن فيه بحث هذا الإمام المسكين الفاضل عن بيت ليسكن فيه تكون أجرته معقولة يستطيع دفعها فلم يجد،ماذا فعل هذا الإمام المظلوم المسكين ؟!!!
توسل إلى المسؤولين لكي ينصفوه ولا لا حياة لمن تنادي،وكانت النتيجة تشتت العائلة بكاملها زوجته وأولاده أقاموا عند بيت أصهاره،وهو وضع جزءا من أثاث بيته عند أمه وأقام عندها،وباع بقية الأثاث،هذا المشكلة منذ ما يقارب عاما ومازالت قائمة...وهذا المسكين يصيح ويصرخ ولا مجيب... أحد العلماء من أئمة المساجد أخبر أوقاف العاصمة عن ملفات فساد في مسجده،ونهب لمستلزمات المسجد،واعتداء على أرض الوقف باستغلالها بما يناقض الوقف من قبل بعض الأشخاص،فما كان من وزارة الأوقاف من باب تكريم هذا الإمام إلا القيام بمحاربته،ونقله نقلا تعسفيا من مسجده إلى مسجد آخر،ثم بعد ذلك تهديده بفصله من عمله...
وأشد من ذلك وأنكى أن المسجد الذي نقل إليه سكنه عبارة عن خرابه لا يصلح أبدا لكي يسكن فيه إنسان بأدنى درجات الكرام،وعلاوة على ذلك الكهرباء والماء مفصولان عن السكن بسبب فواتير متراكمة.. ومع ذلك كله مازال الأمين العام مصرا على التمادي في إهانة الإمام والإصرار على أن ينفذ النقل،علما يا معالي الوزير أن هذا الإمام نقل من مسجده نقلا تعسفيا بناءا على شكوى كيدية من قبل ثلاثة أشخاص،ولما صدر كتاب النقل اعترض أهل الحي جميعا على نقل إمامهم وقدموا عريضة لوزارة الأوقاف تطالب بتثبيت الإمام في مسجده وقد وقع عليها أكثر من 350 شخصا من أهل المسجد... والفساد والمخالفات الإدارية والقانونية في المسجد ما زالت قائمة إلى هذه اللحظة وتم التستر عليها والتخلص من الإمام بنقله ...
محتويات المسجد التي نهبت وزارة الأوقاف غير قادرة على استرجاعها،ولكنا مع الأسف الشديد قادرة على ظلم الإمام وإهانته،والله المستعان. والواقع أشد من ذلك وأنكى هنالك مئات من العلماء والأئمة الفضلاء مظلمون مقهورون يصيحون ويصرخون من وطأة ظلم وبغي وزارتهم... أقسم بالله العظيم يا معالي الوزير الأكرم لو التقيت بالأئمة وأعطيتهم الأمان لسمعت العجب العجاب من الظلم والقهر الواقع عليهم من بعض مسؤولي الأوقاف...
إنني في هذا المقام أناشد ولي أمرنا جلالة الملك المفدى عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله تعالى ورعاه،لكي ينصف ورثة جده الأعظم سيدنا محمد بن عبدالله الهاشمي الأمين عليه الصلاة والسلام. يا صاحب الجلالة أدرك ورثة جدكم،أدرك هؤلاء العلماء الذين هم صمام الأمان في هذا البلد الحبيب المستهدف... أقسم بالله يا جلالة الملك المفدى لو أنك تعطي الأمان لأئمة الأوقاف على أنفسهم وأرزاقهم لسمع العالم كله صوتهم وألمهم من شدة الإهانة والتهميش والظلم الواقع عليهم....
وأناشد بعد جلالة الملك معالي وزير الأوقاف الأكرم الدكتور الفاضل محمد نوح القضاة-هذا الرجل الشريف النظيف-المعروف بذلك عند كل الأردنيين الأحرار- بأن ينصف الأئمة والعلماء والدعاة المظلومين المقهورين... وملفات الفساد في هذه الوزارة كثيرة كثيرة.... فأين مكانة العلماء يا وزارة الأوقاف؟؟ وأين أنتم من حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويوقر كبيرنا ويعرف لعالمنا حق... ألهذا بلغ الحد في امتهان العلماء؟؟؟
ثم بعد ذلك تشكو الوزارة من قلة الأئمة...ألا تقوم وزارة الأوقاف كغيرها من بقية الوزارات بحماية موظفيها من أيدي العابثين والمغرضين؟؟ ألا يوجد في الوزارة عقوبات غير النقل، ألا يتخذ فضيلة المدير قانون التدرج في العقوبة؟؟؟ بأن يبدأ بأقل العقوبات كالتنبيه، والإنذار....الخ حدثني بعض الأئمة الذين تعرضوا لمثل هذه العقوبات: أن المديرية المختصة تخشى من أولئك الذي يقومون بالشكوى ضد الأئمة أن يشهروا بهم في بالصحف، لذا تجنباً لهذه الفضيحة (بزعمهم) يقومون بنقل هذا الإمام المسكين.... وللحديث بقية يا وزارة الأوقاف الأردنية....
أرجو أن يعلم معالي وزير الأوقاف الأكرم بأنني لا أريد في مقالي هذا مصلحة شخصية وإنما أريد الدفاع عن ورثة نبينا الهاشمي الأمين عليه الصلاة والسلام... سوف يقال لك يا معالي الوزير الأكرم بأن عمر البطوش عنده مشكلة معينة مع الوزارة ولذلك هو متحامل على المسؤولين فيها،وأنا أقول لكم يا معالي الوزير والله الذي لا إله غيره ولارب سواه لا أريد من هذه الرسالة المفتوحة لكم أي دفاع عن نفسي،ولا أريد جلب مصلحة لي،وأنا أعلنها على الملأ لم يعد لي أي رغبة في العمل في وزارة الأوقاف بسبب مارأيت من ظلم وإهانة للأئمة والعلماء في هذه الوزارة.
ولكن يا معالي الوزير إن أردت أن تعرف الحقيقة فيما يخص مشكلتي مع مسؤولي وزارة الأوقاف وخصوصا الأمين العام الحالي،فالذي أرجوه منكم أن لا تسمع من طرف واحد،يشرفني مقابلتكم لكي تسمع مني ماسوف يذهلك من ظلم وبغي وإهانة وتستر على ملفات فساد من قبل بعض مسؤولي الأوقاف وخصوصا الأمين العام الحالي الذي ما فتئ يظلم الأئمة ويتجبر عليهم،وإنني لأقول في هذا المقام وهي صرخة مظلوم(الظلم ظلمات ياهاني طعيمات)...
إنني ككثير غيري من أئمة المساجد والعاملين في الأوقاف استبشرنا خيرا بالثقة الملكية السلمية بتعينكم وزيرا للأوقاف،ولعل تعينكم هذا جاء استجابة من جلالة الملك المفدى لصرخاتي وصرخات غيري من أئمة المساجد التي وجهناها في الآونة الأخيرة لجلالته حفظه الله وأكرمه.... يا معالي الوزير الأكرم أقول لك أعانك الله على تطهير الوزارة من مافيات الفساد،والنهوض بها لكي تقوم بدورها العظيم تجاه الأردنيين الأحرار.... وفقكم الله....وأعانكم.... وسددكم... وللحديث بقية...