جراءة نيوز - اخبار الاردن:
ليس بوسع قيادات جماعة الاخوان المسلمين انكار حقيقة وجود خلافات بين مايعرف بتيار الصقور وتيار الحمائم خاصة وانه من الصعب اخفاء حقيقة وجود هذه الصراعات بعد ان تعمقت مبادرة زمزم وتغلعلت في اوساط الجماعة ووجدت في صفوفهم من يؤيدها وينحاز الى طروحاتها الفكرية ليشكل هذا التيار المعتدل الجديد قوة ضاغطة على القيادات المتشددة دفعت بالمراقب العام همام سعيد ونائبه زكي بني ارشيد الى اعلان حالة الطوارئ بحثا عن مخرج وحلول من شأنها ان تبقي التيار المتشدد ممسكا بناصية الامور وموجها لقارب الجماعة وذراعها السياسي حزب جبهة العمل الاسلامي.
قبل ايام معدودة اعلنت جماعة الاخوان المسلمين عن قرارات جديدة تم وفقها تعديل شروط العضوية لتصبح اكثر مرونة بهدف استيعاب اكبر عدد ممكن من الاعضاء لتتماهى هذه القرارات الجديدة مع النسق الفكري لمبادرة زمزم كما اعلنت عن خطة جديدة للتحرك في الشارع والتعاطي مع الربيع العربي بأطر فكرية جديدة وبطريقة اقل حدية وأكثر عقلانية انعكست حقيقة على حجم حراكهم في الشارع رغم انهم ينكرون مثل هذا الامر ويعتبرون ماحصل مجرد تكتيك جديد او استراحة محارب.
كانت تلك التطورات داخل الجماعة احدى ثمار مبادرة زمزم التي احدثت انقلابا سلميا خطيرا واوجدت تيارا اصلاحيا واسعا اصبح له حظوظا كبيرة في قيادة قارب جماعة الاخوان المسلمين وسط هذه الظروف والاحداث الساخنة التي تمر بها المنطقة العربية والتطورات الداخلية في الاردن..
لايوجد الكثير من الخيارات وربما ان الخيارات محدودة جدا فلايمكن مواجهة العاصفة والافضل هو الانحناء لها ولكن هذا الانحناء ليس مجرد تكتيك وقتي فالطرف الاخر ززمزمس يعمل بسرعة كبيرة ويتحرك بكافة الاتجاهات افقيا وعموديا ليكرس نفسه بديلا شرعيا ومقبولا من كافة الاطراف بديلا شرعيا تكون السطوة فيه للتيار المعتدل وربما لايطول امد هذه الفترة بل هو تطور طبيعي املته الظروف والمستجدات السياسية الخطيرة كما املته نتائج تجربة حكم الاخوان في مصر حيث انعكست مثل هذه النتائج على كافة الحركات الاسلامية في مختلف اماكن تواجدها،جماعة الاخوان المسلمين في الاردن على مفترق طرق وتحول سياسي جذري.