آخر الأخبار
  الامن العام يحذر مجدداً من هذه المدافئ   السلامي: لا يمكن مؤاخذة أبو ليلى أو غيره على الأخطاء   حسان للنشامى: رائعون ومبدعون صنعتم أجمل نهائي عربي   البوتاس العربية" تهنّئ المنتخب الوطني لكرة القدم بحصوله على لقب وصيف كأس العرب   علي علوان يحصد لقب هداف كأس العرب 2025   الملك للنشامى: رفعتوا راسنا   الملكة: فخورون بالنشامى، أداء مميز طوال البطولة!   منتخب النشامى وصيفاً لكأس العرب 2025 بعد مواجهة مثيرة مع المغرب   الشوط الثاني: النشامى والمغرب ( 3-2 ) للمغرب .. تحديث مستمر   تحذير صادر عن "إدارة السير" للأردنيين بشأن المواكب   تحذير صادر عن مدير مركز الحسين للسرطان للأردنيين   رئيس وزراء قطر: اجتماع وشيك للوسطاء بشأن اتفاق غزة   أبو الغيط: الأردن في قلب الاحداث ودبلوماسيته نشطة للغاية   النائب الهميسات يوجه سؤالاً للحكومة بخصوص مديرة المواصفات والمقاييس   الحكومة الاردنية ستنظر برفع الرواتب بموازنة عام 2027   الملك يهنئ أمير دولة الكويت بذكرى توليه مقاليد الحكم   عثمان القريني يكشف عن موعد مباراة الاردن والمغرب وحقيقة تغير موعدها   تفاصل حالة الطقس في المملكة حتى السبت   العيسوي يلتقي وفدا من أبناء عشائر حلحول- الخليل بالأردن   وزير البيئة: بدء إعداد البرنامج التنفيذي للحد من الإلقاء العشوائي للنفايات

عائلة تعيش بمغارة في السلط!!!

{clean_title}

جراءة نيوز - اخبار الاردن :

في مغارة مهجورة تُطلُّ على وادي شُعيب، ذلك المَعلم السَّلطي الشهير بمناظره الخلّابة، تقبع عائلة رجب عطا أبو زر المكونة من أحد عشر فرداً، تكالب عليهم الجوع والمرض وحرمان المأوى اللائق ببشريتهم.

هذه البانوراما من صور البؤس المؤلمة، أخرجت على مدى عامين من إقامتهم في مغارتهم الموحشة مشهداً موغلاً بالقهر والمأساوية، يُعبّر عن مرارة عيش شريحة لا يستهان بعددها في الأردن لم يسبق أن استوقفت حاجتهم الماسَّة للعون مسؤولاً ما يستقل مركبة بنمرة حمراء داخل أوقات الدوام أو حتى خارجه ليطمئن على حالهم ويسأل عمَّا ينقصهم ليؤمنه لهم كواجب يفرضه عليه تقلده لمنصب المسؤولية، تكليفاً لا تشريفاً.

من الخارج لم تكن المغارة المأوى أو المثوى بالأحرى كأي مغارة أخرى، فلها واجهة أمامية مبنية من طوب لعلها تقيهم شيئا من البرد ونظرات المارّة، يتوسطها باب حديدي مهلهل، ونافذة مكسورة توشك أن تقع من أدنى هبَّة ريح.

طرقنا باب المغارة وإذا بزوجة رجب عطا (أم محمد) ترحب بنا وتدعونا للدخول، فعرّفناها بأنفسنا ، طالبن منها إجراء حوار معهم حول أوضاعهم وما جدَّ عليها من تطورات بعد تبرع أحد المحسنين ببناء منزل لهم، فلم تمانع بعد أن أخبرتنا عن ذهاب زوجها للمستشفى لأخذ جرعة علاجية شهرية.

عرّفتنا أم محمد بنفسها وبأسرتها بإيجاز بقولها: "أنا مواطنة أردنية أحمل الرقم الوطني ولدي دفتر عائلة يخصني لوحدي، فزوجي غزَّاوي يحمل وثيقة فلسطينية وجواز سفر أردني مؤقت".

وأضافت: "اضطررنا للالتجاء إلى هذه المغارة الرطبة والشديدة البرودة والتي تغرق بمياه الأمطار مع كل منخفض جوي بصحبة الزواحف والحشرات بعد أن طرقنا كافة الأبواب ذات الشأن"، مشيرةً إلى أنها وجّهت العديد من الكتب لمنظمات حقوق الانسان، وإلى سفارة دولة فلسطين، وللديوان الملكي لطلب المساعدة.

وأكدت أن تلك الجهات لم تقدم لهم شيئاً سوى الإيعاز لمركز حماية الأسرة باستقبال بناتها " وهو أمر لم نقبله على الإطلاق، فنحن فقراء والحمد لله، ولكن فقرنا لن يدفعنا أن نمتنع عن رؤية بناتنا ونسجنهن بإرادتنا". وفق قولها.

فيما لا يمتلك الأبناء التسعة لرجب أبو زر من الاثباتات الرسمية سوى شهادات ميلاد، فضيق ذات اليد يمنعهم منذ 15 عاماً من تجديد جواز سفر والدهم، مع أنهم بأمسِّ الحاجة لتجديده لإضافة أسمائهم عليه لاستخدامه كوثيقة، ولأن انتهاءه يقف عائقاً أمامهم لاستخراج تقارير طبية جديدة تبين حالة والدهم الصحية، فهو يعاني من تخلف عقلي بنسبة عجز 75% حسب التقارير الطبية التي اطّلعنا عليها.

وبالرغم من ضآلة مدخول الأسرة الشهري، إلا أن له معادلة حسابية معقدة، حيث تقول أم محمد: "كوني أردنية؛ تقدِّم لي وزارة التنمية الاجتماعية 40 ديناراً شهريا، ومنذ فترة وجيزة بات صندوق الزكاة يساعدنا بـ 30 ديناراً شهرياً بعد اطلاع لجنة مبتعثة منه على وضعنا المزري".

وأضافت: "ندفع 45 ديناراً لكل جلسة علاجية شهرية لزوجي في مستشفى الفحيص، فلا يتبقى من مصروفنا الشهري سوى 25 ديناراً، نضيف عليها 20 دينارا مما يأتينا من المحسنين لدفع قسط شهري لقرض قيمته 500 دينار استدنته لبناء مطبخ وحمام من الطوب لم يكتملا، ونعتاش على مساعدات الخيِّرين".

وبالرغم من هذه المعاناة والأحوال المريرة؛ فإن أم محمد تصرّ على تعليم أبنائها، فهي ترى في تعليمهم بصيص النور الوحيد للخروج من ظلمة المغارة وقسوة الحياة، ولكنها تخشى من عدم تحقيق هذا الحلم، مع أنها تزرع في نفوسهم حب العلم، كما تقول.

طفلاها التوأم عبدالله وعبدالرحمن في الصف الثاني الأساسي يذهبان إلى مدرسة أم عمارة في منطقة الميدان البعيدة عن مكان سكنهم سيراً على الأقدام صيفاً أو شتاءً.

عبد الرحمن يعاني من لحمية في الأنف تجعله يتنفس بصعوبة بالغة.. يقول بصوت غير واضح: "عندما يتساقط الشتاء نعود راكضين من المدرسة تجنباً للبلل... أتمنى أن أصبح مهندساً لأبني بيوتاً للفقراء".

قبل حوالي 6 أشهر وصلت معاناة " أسرة المغارة" لأحد المُحسنين من خلال شخص يهتم بهكذا حالات إنسانية، فتكفل المُحسن ببناء منزل صغير لهم على نفقته الخاصة، فباشرت أم محمد من حينها بالسير بالمعاملات اللازمة للترخيص، لتبدأ عملية البناء بجانب المغارة منذ أسبوع.

تتوجه أم محمد ببالغ التقدير والعرفان للمُحسن الذي لا تعرفه وأثبت لها أن "الدنيا بخير"، وتحمل في نفسها احتراماً لا يوصف لخيِّرين آخرين يساعدونها ولا يحبون الإفصاح عن هوياتهم كي لا يؤذوها، حيث "يضعون المساعدات أمام المغارة وينصرفون بلا إظهار لوجوههم" كما تقول.

ببناء مسكن بسيط لعائلة رجب يُحلَّ جزء كبير من معاناتها، وما تطمح أم محمد لتحقيقه في القريب العاجل تأميناً صحياً لأبنائها، وتجديد جواز سفر زوجها وإجراء عملية لولدها عبدالرحمن.

في ختام مقابلتنا لزوجة رجب؛ طلبت والدته من "السبيل" زيارة مسكنها والاطلاع على مأساتها هي الأخرى، ففوق المغارة بناء صغير من طوب يعلوه صفيح من "الزينكو" وتقطنه أربع عوائل لأشقاء رجب.

حالة عائلة رجب أو ( أسرة المغارة) نموذج لحالات عديدة في بلادنا تنتظر إقبال فاعلي الخير لمد يد العون لهم لانتشالهم من واقعهم المرير، بعد أن فُقِد الأمل بحكومات متعاقبة تنظر إلى جيب الفقير بعين الأخذ لا بعين العطاء.>>>>>شاهدوا الفيديو ....