آخر الأخبار
  الفايز يحذر من هلاك الشرق الأوسط   عضو بالمركزي الأميركي يتوقع خفض الفائدة في كانون أول   توقعات بانقلاب كامل على الأجواء وكميات أمطار كبيرة قادمة للأردن   جنايات عمان: سجن سائق حكومي حول وظيفته في مكافحة التسول إلى شبكة "اتجار بالبشر"   إغلاق جسر عبدون المعلق الجمعة - تفاصيل   وزير المياه السابق: مشروع الناقل الوطني ليس حلا جذريا لأزمة المياه بالأردن   تفاصيل حالة الطقس في المملكة حتى الاحد   هل تؤثر اضطرابات المطارات الأمريكية على الحركة الجوية في الاردن؟ "الطيران المدني" توضح ..   إجراءات حكومية لتوفير زيت زيتون "مستورد" بأسعار أقل من الزيت البلدي   مصدر أمني يكشف تفاصيل العثور على جثة ثلاثيني متوفياً داخل منزله في جبل الزهور   هل موسم انتاج زيت الزيتون لعام 2025 في الاردن ضعيف؟ دائرة الإحصاءات العامة تجيب ..   فوز الأردنية آية الزعبي بعضوية مجلس كامبريدج   وزيرا التربية والاقتصاد الرقمي يطلقان منصة التعليم الالكتروني   القضاة يحذر الأردنيين: "جوس السجائر المُهرب يحتوي على مواد مخدرة"   مهم من وزارة الزراعة بشأن استيراد "زيت الزيتون"   عمّان تسجيل درجات حرارة قياسية الأعلى منذ عقود في شهر نوفمبر   وزير العمل يؤكد أهمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة في تشغيل الشباب   وزير الأوقاف يبحث ونظيره الفلسطيني تعزيز التعاون لخدمة الحجاج   مدير الضمان: هدفنا توفير حياة كريمة للعاملين والمتقاعدين بالأردن   وزير المالية: عجز موازنة 2026 ينخفض إلى 4.6% من الناتج المحلي

التعليم الجامعي بين فقدان الاتزان واستعادة النهضة

{clean_title}
جراءة نيوز - الدكتور أمجد الفاهوم يكتب ..

أشار أ. د. كامل محادين بجرأة ووضوح إلى جملة من الظواهر السلبية التي تهدد حاضر التعليم الجامعي ومستقبله في الأردن، حين قال: "عندما تفقد الجامعات اتزانها، عندما يفقد البحث العلمي مكنوناته، عندما تصبح أطروحات الماجستير تباع وتشترى على أبواب الجامعات، عندما يصبح العبء التدريسي للبروفيسور ١٥ ساعة وأكثر، عندما تصبح المكتبات خالية من علوم جديدة، عندما يصبح التعليم تلقيناً ونقلاً مباشراً لأسئلة الامتحانات من الإنترنت، عندما يصبح الأستاذ موظفاً يرضى بالمهانة، عندما يصبح تعيين رؤساء الجامعات والعمداء بالواسطة، عندما تصبح شهادة الدكتوراه في متناول الجميع بلا ضبط أو ربط، عندما يفقد التعليم نظمه الأخلاقية، عندما تتهاوى المختبرات وتتردى وسائل التعليم، نكون بذلك فقدنا اتزاننا وفقدنا صلاح الأمة.” هذه الكلمات القاسية ليست مجرد تشخيص لواقع مأزوم، بل جرس إنذار يدق في أسماع الطلبة والأساتذة والإدارات الجامعية على حد سواء، لتذكيرهم بمسؤولياتهم ودورهم النهضوي في صون أمانة العلم وإعلاء شأن الجامعات.

إن الطالب ليس مجرد متلقٍ، بل هو محور العملية التعليمية وروحها، وعليه أن يدرك أن الغش والتلقين لا يصنعان مستقبلاً ولا يبنيان أمة. والأستاذ الجامعي ليس موظفاً يؤدي ساعات محددة، بل هو حامل رسالة علمية وتربوية، يقع على عاتقه أن يزرع في طلابه قيم البحث والنقد والإبداع. أما الإدارات الجامعية فهي الحارس الأمين على هيبة المؤسسات الأكاديمية، مسؤولة عن اختيار القيادات بالكفاءة لا بالواسطة، وعن توفير بيئة تعليمية غنية بالمراجع الحديثة والمختبرات المجهزة والمناهج المتجددة.

ولا بد من التأكيد بأن المسؤولية لا تقف عند حدود الأفراد داخل الجامعة، فثمة دور جوهري للهيئات الرقابية ومجلس التعليم العالي، يتمثل في سن التشريعات التي تضمن النزاهة الأكاديمية، وتطبيق الإجراءات الصارمة ضد أي تجاوز أو فساد علمي، ومتابعة الأداء بصورة دورية، وإرساء معايير موضوعية مبنية على الكفاءة والخبرة والمصداقية لاختيار القيادات الأكاديمية، وضبط برامج الدراسات العليا بما يحفظ قيمتها العلمية. وعليه، فالإصلاح الحقيقي يتطلب رقابة فاعلة وإرادة سياسية وعلمية تضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، وتعيد للتعليم الجامعي مكانته كرافعة للمعرفة والتنمية.

ورغم قسوة التشخيص وحدّة التحديات، فإن الأمل يظل قائماً. فالأمم العظيمة لم تنهض إلا حين واجهت أزماتها بوعي وإصرار، وجعلت من النقد الصادق دافعاً للإصلاح لا ذريعة لليأس. من هنا، فإن الطريق نحو النهضة يبدأ من إيماننا بأن التعليم الجامعي هو عماد المستقبل، وأن الاستثمار فيه هو الاستثمار الأجدى لبناء الإنسان والمجتمع. فلنرفع الهمم، ولنحفّز الطموح، ولنجعل من كل قاعة درس ومختبر ومن كل مكتبة ومنبر مساحة للحلم والإبداع. فبالعزيمة والإصرار والالتزام بالعلم سنصل إلى أهداف الأمة في الرقي والرفعة، ونصون للأجيال القادمة حقها في جامعات قوية وتعليم يليق بأحلامها.