آخر الأخبار
  الامن العام يحذر مجدداً من هذه المدافئ   السلامي: لا يمكن مؤاخذة أبو ليلى أو غيره على الأخطاء   حسان للنشامى: رائعون ومبدعون صنعتم أجمل نهائي عربي   البوتاس العربية" تهنّئ المنتخب الوطني لكرة القدم بحصوله على لقب وصيف كأس العرب   علي علوان يحصد لقب هداف كأس العرب 2025   الملك للنشامى: رفعتوا راسنا   الملكة: فخورون بالنشامى، أداء مميز طوال البطولة!   منتخب النشامى وصيفاً لكأس العرب 2025 بعد مواجهة مثيرة مع المغرب   الشوط الثاني: النشامى والمغرب ( 3-2 ) للمغرب .. تحديث مستمر   تحذير صادر عن "إدارة السير" للأردنيين بشأن المواكب   تحذير صادر عن مدير مركز الحسين للسرطان للأردنيين   رئيس وزراء قطر: اجتماع وشيك للوسطاء بشأن اتفاق غزة   أبو الغيط: الأردن في قلب الاحداث ودبلوماسيته نشطة للغاية   النائب الهميسات يوجه سؤالاً للحكومة بخصوص مديرة المواصفات والمقاييس   الحكومة الاردنية ستنظر برفع الرواتب بموازنة عام 2027   الملك يهنئ أمير دولة الكويت بذكرى توليه مقاليد الحكم   عثمان القريني يكشف عن موعد مباراة الاردن والمغرب وحقيقة تغير موعدها   تفاصل حالة الطقس في المملكة حتى السبت   العيسوي يلتقي وفدا من أبناء عشائر حلحول- الخليل بالأردن   وزير البيئة: بدء إعداد البرنامج التنفيذي للحد من الإلقاء العشوائي للنفايات

الحاجة فاطمة .. سجينة جسدها منذ 15 عاماً: "حلمي أمشي وأسجد لله"

{clean_title}
في أحد أحياء مدينة العاشر من رمضان، تعيش الحاجة فاطمة حياة لا تُحتمل، حياة أشبه بـ"السجن الصامت"، لكنها ليست خلف القضبان، بل خلف جدران من المعاناة، أثقلها جسدها الذي وصل وزنه إلى 400 كيلوغرام، حتى غدت أسيرة الأرض لا تقوى على الحركة، لا ترى الشارع، ولا تعرف ملامح النهار.

ولم تغادر فاطمة (60 عاما)، التي كانت يوماً ما ربة منزل نشيطة تخدم أسرتها المكونة من 7 أفراد، لم تغادر منزلها منذ أكثر من 15 عاماً. فهي تعاني من سمنة مفرطة شديدة أفقدتها كل قدراتها الجسدية، فلا تستطيع تحريك ذراعيها، ولا تبديل مكانها. هي تأكل وتستحم وتنام في نفس الموضع، وتعاني من قرح الفراش ومضاعفات جسدية ونفسية قاسية، أبرزها الاكتئاب الشديد والعزلة التامة.

فشل عملية.. وانهيار حياة
تقول ابنتها: "بدأت معاناة أمي مع الوزن الزائد قبل 20 عاما، حيث وصل وزنها حينها لحوالي 200 كلغ، إلا أنها كانت لا تزال قادرة على الحركة وخدمة نفسها، وأداء بعض المهام المنزلية البسيطة".

وأضافت الابنة أنه قبل خمس سنوات، قررت الحاجة فاطمة الخضوع لعملية تكميم للمعدة من أجل إنقاص وزنها والسيطرة عليه لتعيش بصحة أفضل، وبدأ بالفعل وزنها في التراجع قبل أن تعاني من بعض المضاعفات ليتبين لاحقا فشل العملية.

وقالت نجلتها: "كانت سعادة والدتي بعد العملية وتراجع وزنها لا توصف، لكن الفرحة لم تدم طويلا، حيث عانت بعد 3 أشهر من نزيف، ليتضح لاحقا فشل العملية، ويبدأ وزنها في الازدياد بشكل سريع".


ومنذ تلك اللحظة، بدأت رحلة أخرى من التدهور الصحي، إذ بدأ وزنها يرتفع بشكل مفرط وغير طبيعي ليصل وزنها قرابة 400 كيلوغرام، وفقدت تدريجيًا السيطرة على جسدها بالكامل.


وبحسب الابنة، نصح أحد الأطباء بضرورة نقل الحاجة فاطمة إلى مركز متخصص للعلاج، بعدها يتم إخضاعها لعملية "تحويل مسار" في محاولة لإنقاص وزنها الكبير.


"أريد أن أسجد"
ووسط هذه المعاناة، لا تطلب فاطمة شيئًا كبيراً، إنما تقول: "نفسي أتحرك.. نفسي أخدم نفسي.. نفسي أنزل أشوف الناس.. نفسي أسجد لله وأنا واقفة زي زمان".


فهي لا تطلب ترفًا، بل أبسط حقوق الإنسان: الكرامة، والعلاج، والحركة.


مشاركات فاعلي الخير.. ومناشدة
ويصل صوت فاطمة اليوم عبر فاعلي الخير الذين بدأوا محاولات لإجراء التحاليل والفحوص اللازمة، على أمل بدء رحلة علاج جديدة تنقذها مما هي فيه، لكنها بحاجة إلى دعم مؤسسي حقيقي.

يقول السيد أشرف محروس (فاعل خير)، إنه قام بزيارة الحاجة فاطمة في منزلها أمس الثلاثاء، واندهش من الوضع المأساوي الذي تعيشه السيدة التي لا تفارق الأرض، وفقدت القدرة على السيطرة على كل مناحي حياتها.


وأضاف: "تواصلت مع أحد معامل التحاليل لعمل التحاليل اللازمة لها بالمجان، كما تواصلت مع صديق يملك "أوناش" للنقل، "للمساعدة في نقل السيدة من المنزل حيث يتعذر تحريكها مع هذا الوزن الثقيل الذي قارب النصف طن".


ومن قلب هذه المأساة، تناشد فاطمة وزارة الصحة المصرية، والجهات المعنية بالرعاية الصحية والاجتماعية، والجمعيات الإنسانية للتدخل العاجل لإنقاذها من المصير الذي تقترب منه يوماً بعد يوم.