آخر الأخبار
  وزير العدل يهنئ رئيس المجلس القضائي   لماذا زار الصفدي بيروت على متن “طائرة عسكرية”؟   الملك يؤكد ضرورة تقديم تدريب عالي الجودة للمعلمين   جملة من القرارات يتخذها مجلس الوزراء اليوم الثلاثاء   هل ستتراجع الحكومة عن قرار رفع الضريبة الخاصة على المركبات الكهربائية؟   توضيح رسمي بشأن "كيك" يحتوي بداخله حبوب تسبب الشلل   تفاصيل حالة الطقس حتى الجمعة   الاردن: مطالب برفع الحد الأدنى للأجور وبأثر رجعي   هل التعميم بخصوص تعديل أوقات الدوام الرسمي للمدارس يشمل المدارس الخاصة؟ العمري يوضح ..   المعشر:معضلة كبيرة تواجه الأردن ما بعد غزة ولبنان   توقعات بإنخفاض شراء سيارات الكهرباء في الأردن .. وإرتفاع الطلب على المركبات التقليدية   العوران يعلق على قرار الحكومة بمنع منح تصاريح تصدير للاحتلال وفرض حصار مطبق عليهم   وزير الشباب يتفقد جاهزية ستاد عمان الدولي قبل مباراة الأردن وكوريا الجنوبية   البلوي يستضيف اجتماعا لدعم خطاب الملك في الجمعية العام للامم المتحدة   بنك الإسكان الراعي الفضي للمؤتمر الدولي والعربي للمتداولين بالأسواق المالية في الأردن   التربية: قرار تعديل دوام المدارس لا يشمل الخاصة   فرصة للشراء.. عيار الذهب 21 يصل لهذا المستوى في الأردن   ترجيح بدء التسجيل لتكميلية التوجيهي الأسبوع المقبل   الحكومة: ارتفاع سعر البنزين في الأسبوع الأول من أكتوبر   إحالة عدد من كبار ضباط الأمن العام إلى التقاعد - أسماء

المعشر:معضلة كبيرة تواجه الأردن ما بعد غزة ولبنان

{clean_title}
اعتبر وزير الخارجية الأسبق مروان المعشر، أن الأردن سيواجه معضلة كبيرة ما بعد الحرب الإسرائيلية الطاحنة على غزة ولبنان، من حيث مقاربته للعلاقة المستقبلية مع إسرائيل.

وأضاف المعشر، إن الأردن الرسمي استخدم تبريرا كان يبدو مقنعا في السابق، في سياق ترويجه لتوقيع معاهدة سلام مع إسرائيل أمام مواطنيه.

وتمثل هذا التبرير، وفق المعشر، في أن توقيع المعاهدة أرغم إسرائيل على الاعتراف بالدولة الأردنية وبالحدود الأردنية، ما من شأنه دفن مقولة الوطن البديل الذي يعني عمليا تفريغ الأرض الفلسطينية من السكان والزعم بوجود دولة فلسطينية في الأردن وليس على التراب الفلسطيني.

بل إن الأردن أصر ّعلى تضمين المعاهدة نصا صريحا ضد أي محاولة للتهجير الجماعي للسكان (أي من المناطق الفلسطينية الى الأردن)، بحسب المعشر.

إضافة لذلك، وبعد قدوم نتنياهو واليمين المتطرف للسلطة، كان لسان الحال الأردن الرسمي يقول إن موقف إسرائيل المتعنت بالنسبة للعملية السلمية لا يمثل نهاية المطاف، وإن نتنياهو سيترك السلطة في وقت من الأوقات، وعلى الأردن الانتظار حتى يأتي رئيس وزراء إسرائيلي أكثر مرونة واتزانا، ما سيسمح باستئناف الحديث مع إسرائيل حول السبل التي من شأنها إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية.

ولقد أضعفت الحرب الإسرائيلية على غزة هذين التبريرين إلى درجة كبيرة، فقد أصبح من الواضح أن أحد أهداف إسرائيل الرئيسية من الحرب، التخلص من أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين في غزة، إما عن طريق القتل المباشر أو عن طريق جعل غزة مكانا غير قابل للحياة بعد أن دمرت إسرائيل كل مقومات الحياة في القطاع من شبكات الطرق والكهرباء والمياه ومن المدارس والمستشفيات ودور العبادة.

إضافة لذلك، فإن المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية، ماضون في مهاجمة التجمعات السكانية الفلسطينية، وبمساندة الجيش الإسرائيلي، في محاولات مكشوفة للتطهير العرقي للفلسطينيين، تمهيدا لخلق أو الاستفادة من ظروف تسمح بالتهجير.

وأما الحجة الثانية، التي كانت تأمل بقدوم رئيس وزراء إسرائيلي يستطيع الأردن التفاهم معه حول إقامة الدولة الفلسطينية، فقد سقطت أيضا، خاصة بعد أن أقر الكنيست الإسرائيلي في شهر تموز الماضي، وبموافقة كافة الأحزاب الرئيسية الإسرائيلية من موالاة ومعارضة، قانونا ضد إقامة الدولة الفلسطينية.

الانقسام الحالي في إسرائيل هو فقط بين من مع نتنياهو ومع الفريق ضد نتنياهو، أما فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، فهناك شبه إجماع إسرائيلي على رفض الدولة الفلسطينية.

وليس من المتوقع لهذا الموقف المتعنت الشعبي والرسمي الإسرائيلي أن يتغير، فالمجتمع الإسرائيلي آخذ في التطرف بشكل متزايد منذ ما يزيد على العشرين عاما، وليس هناك أي كتلة حرجة شعبية إسرائيلية وازنة تنادي بالسلام، لا الآن ولا في المستقبل المنظور.

تبعا لذلك، هناك معضلة حقيقية تواجه الأردن في مرحلة ما بعد الحرب، وهي استئناف التعاون الاقتصادي والأمني مع إسرائيل، الأمر الذي سيعرض الحكومة لمواجهة مباشرة مع رأي عام غاضب ورافض، وسيعطي إسرائيل الانطباع أن الأردن ليس جادا في معارضته للسياسات الإسرائيلية، أما الاستمرار في الموقف الأردني الحالي المتقدم على غيره من الدول العربية من ناحية انتقاده اللاذع لإسرائيل، فسيعرضه لضغوط جادة من الولايات المتحدة وغيرها.

من هنا، فإن نتيجة الانتخابات الأردنية في غاية الأهمية، فعوضا على أنها تعبير صارخ على أين يقف الرأي العام الأردني، يمكن لصانع القرار الأردني استخدام هذه النتيجة لمقاومة أية ضغوط خارجية قد يتعرض لها الأردن.

إن مفترق الطرق الذي سيواجهه الأردن من الأهمية بمكان، يستدعي حوارا وطنيا جادا حول مستقبل العلاقة الأردنية الإسرائيلية.

وفي حين إن إلغاء معاهدة السلام قد لا يكون مطروحا على الطاولة لاعتبارات عدة، فإن دراسة باقي الخيارات وانتقاء الأفضل منها ضرورة وطنية، لأنه من الواضح أن العودة للوضع القائم بين الأردن وإسرائيل قبل السابع من اكتوبر للعام الماضي، ليس ممكنا ولا مقبولا.


وأوضح المعشر "لا يبدو أن لدى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أي استراتيجية واضحة المعالم غير بقائه في السلطة لأطول وقت ممكن".

وبعد اغتيال إسرائيل للأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، يبدو أن شعبية نتنياهو آخذة في الصعود ما يعزز إمكانية بقائه في السلطة اليوم.

كما أنه ليس من المستبعد أن يعمد لإطالة الحرب لسبب آخر وهو عدم رغبته في إعطاء المرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة الأمريكية كامالا هاريس أي دور إيجابي لإيقاف الحرب، وتفضيله انتظار نتائج الانتخابات الأمريكية في حالة نجاح دونالد ترامب، لأنه يتعامل معه بشكل أفضل من الديمقراطيين، رغم الوقوف الصارخ لللرئيس الأمريكي جو بايدن مع إسرائيل وتزويدها بكل الأسلحة التي تحتاجها لإدامة الحرب.