عقب الفوز الساحق الذي حققه اليساري المتضامن مع القضية الفلسطينية جورج غالاوي في الانتخابات الفرعية في روتشديل، خرج رئيس الوزراء ريشي سوناك، أمس، بخطاب مثير للجدل من داونينج ستريت.
وألقى سوناك خطابًا رُتب على عجل مساء الجمعة؛ يزعم فيه استهداف ما وصفهم بالمتطرفين للديمقراطية البريطانية، مستهدفًا بشكل خاص النائب المنتخب حديثًا جورج غالاوي.
قال سوناك أيضًا إن فوز غالاوي في الانتخابات الفرعية التي جرت الليلة الماضية في روتشديل كان"مثيرًا للقلق" وزعم أن هناك قوى داخلية متطرفة تحاول تمزيق بريطانيا وتقويض الديمقراطية، حسب وصفه.
وأضاف سوناك أن فوز جورج غالاوي في الانتخابات الفرعية في روتشديل يتطلب ردًا حاسمًا من الشعب البريطاني.
وتحدث عن تداعيات الحرب الإسرائيلية على غزة وتأثيرها على المجتمعات في المملكة المتحدة، قائلًا إن الأطفال اليهود "يخافون من ارتداء الزي المدرسي" وإن النساء المسلمات "يتعرضن للإيذاء في الشارع بسبب أفعال جماعة إرهابية ليس لهن أي صلة بها".
وبشأن الاحتجاجات الداعمة لفلسطين والداعية لوقف إطلاق النار، قال: إن الشرطة "لا ينبغي أن تدير الاحتجاجات فحسب، بل يجب أن تقوم بمراقبتها"، وقال إن الحكومة ستضع إطارًا لضبط الاحتجاجات.
وفي رد قوي على انتقادات رئيس الوزراء لفوزه الانتخابي وموقفه تجاه القضية الفلسطينية، وجه جورج غالاوي توبيخًا شديدًا لسوناك.
ودافع غالاوي، غير المنزعج من تصريحات سوناك، عن نجاحه الانتخابي باعتباره تفويضًا حاسمًا من ناخبي روتشديل، رافضًا انتقادات رئيس الوزراء باعتبارها انتقادات سياسية تفتقر للأدلة.
وبينما يدعو سوناك إلى اتخاذ تدابير شرطية أكثر صرامة بذريعة ضمان السلامة العامة وحماية المؤسسات الديمقراطية، يؤطر غالاوي فوزه على أنه تعبير عن الإرادة الديمقراطية، ويدعو إلى التغيير من خلال العملية الانتخابية.
في ذات السياق، انتقد كل من الديمقراطيين الليبراليين والحزب الوطني الاسكتلندي سوناك، حيث قال الأول إن حزب رئيس الوزراء هو الذي "زرع بذور الانقسام لسنوات" واتهم الحزب الوطني الاسكتلندي المحافظين بأنهم"مهندسو الحرب الثقافية في البلاد".
وعلى جانب آخر، قال زعيم حزب العمال كير ستارمر إن سوناك "كان على حق في الدعوة إلى الوحدة وإدانة سلوك الترهيب".