يسعى مشروع الزراعة الحضرية المستدامة في مدينة عمان للتقليل من معدلات التلوث، ودعم التنوع الحيوي، ومحاربة تغيير المناخ، فضلا عن حماية الأرواح والمنشآت عند حدوث الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات.
والمشروع، الذي يبدأ تنفيذه الثلاثاء المقبل من قبل أمانة عمان الكبرى، وبدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وبقيمة إجمالية تصل لنحو 90 ألف دولار كمنحة مقدمة من الحكومة اليابانية، يعتمد على منهجية مياواكي بإنشاء غابات أصيلة ذات كثافة عالية، بحسب الغد.
هذه التقنية، بحسب ما شرحها المنسق الوطني للمشاريع البيئية في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سامي طربية، "تهدف لزيادة الرقعة الخضراء في المملكة، وتكثير التنوع الحيوي، وبسرعة نمو تصل لعشر مرات من عمليات التحريج الاعتيادية، والتي تنجح باختلاف الظروف المناخية، وحالة التربة، ومعدل هطول الأمطار”.
ولفت طربية إلى أن "منطقة الجبيهة وقع عليها الاختيار لإنشاء هذه الغابة، بالتعاون مع المجتمع المحلي، الذي سيساعد في عملية زراعة نحو ثلاثة آلاف شتلة، وعلى مدى خمسة أيام، وبإشراف خبير ياباني”.
وأضاف "أن عدد الراغبين في المشاركة بعملية الزراعة وصل لغاية هذه اللحظة إلى 400 مشارك من مختلف شرائح المجتمع، ما يدلل على مدى الوعي المتزايد لدى هذه الفئات بأهمية الغابات”.
وبشأن ضمان الديمومة والمحافظة على الأشتال من أي اعتداءات، أكد طربية "أن كوادر أمانة عمان الكبرى ستتولى هذه العملية، باعتبار أن المنطقة المختارة تندرج تحت مسؤولياتها”.
وتعتمد المنهجية، بشكل أساسي، على فهم تكوين الغطاء النباتي الأصيل لكل موقع، واختيار الأنواع النباتية من جهة، كما تركز من جهة أخرى على تحسين التربة عبر زيادة المحتوى العضوي، وتأسيس الكائنات الدقيقة، والشبكة الفطرية، على حد قوله.
وطورت منهجية مياواكي من قبل عالم النبات والخبير البيئي الياباني البروفسور أكيرا مياواكي، وجرى تطبيقها في عدة دول حول العالم منذ تسعينيات القرن الماضي، إذ زرعت أكثر من 40 مليون شجرة باستخدام هذه التقنية، كما أشار طربية.
وتتبع منهجية مياواكي ثلاث مراحل رئيسية، من بينها مرحلة الإعداد التي تهدف إلى تكوين فهم عميق لطبيعة المجتمعات النباتية الأصلية في البيئة المحلية، وفهم خصائص التربة وتكوينها وطرق إحيائها.
أما المرحلة الثانية، فتستند بصورة أساسية إلى التنسيق مع الجهات المعنية لتحديد موعد بدء التنفيذ، مع العلم أن أفضل وقت لزراعة الأشتال هو فصل الخريف قبل أو مع بداية الموسم المطري، وذلك لتتمكن الأشتال من التأقلم مع الموقع بشكل تدريجي، من دون التعرض لشمس الصيف الحارقة، أو برد الشتاء القارس.
وأما المرحلة الثالثة والأخيرة، فتتلخص بالمحافظة على ديمومة الغابة، وخاصة في السنوات الأولى، لضمان نجاح أكبر عدد ممكن من الأشتال والحفاظ على التربة.
وتمتد الرعاية لفترة ما بين سنتين وثلاث سنوات فقط، بحيث تصل الغابة إلى مرحلة من الاكتفاء الذاتي والتأقلم مع المحيط، والاعتماد الكلي على مياه الأمطار.