صحابة رسول الله لهم مكانة كبيرة في الأرض وفي السماء، ومن بينهم صحابي بالتحديد كانت الملائكة تسلم عليه، فمن هو؟
الصحابي الذي كانت الملائكة تسلم عليه كرامةً له هو عمران بن حُصين الخُزاعيّ؛ وكان من فُقهاء الصحابة وفُضلائِهِم، وقاضياً للبصرة، وقال عنه أهل البصرة إنّه كان يرى الحَفَظَة. وروى الطبراني بسنده في الكبير عن قتادة قال: "إن الملائكة كانت تصافح عمران بن حصين حتى اكتوى"، وقال الحافظ ابن حجر في الفتح: "وقد ثبت عن عمران بن حصين أنه كان يسمع كلام الملائكة".
بينما قال المباركفوري في شرح الترمذي: "عمران بن حصين.. كان من علماء الصحابة وكانت الملائكة تسلم عليه وهو ممن اعتزل الفتنة".
اسمه عمران بن حُصَيْن بن عُبَيْد بن خَلَف بن عبد نُهْم بن سَالم بن غَاضِرَة بن سَلُول بن حُبْشِيَّة بن سَلُول بن كَعْب بن عَمْر الخُزاعيّ الكَعْبيّ، ويُكنّى بأبي نُجَيد.
وأسلم عمران بن الحُصين بعد معركة بدرٍ وفي حضور رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان إسلامه في عام خيبر مع الصحابي أبي هُريرة رضي الله عنهما، وروى عنه بعض التابعين، وله العديد من الأحاديث.
من هو الصحابي الملقب بأبي المساكين؟ بُعث في زمن عُمر إلى البصرة؛ ليُعلّم النّاس الفقه، وَوُلِّيَ قاضياً عليهم، وكان ممن حدّث عنه من الرّواة مُطَرِّفُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الشِّخِّيْرِ، وَزُرَارَةُ بنُ أَوْفَى، وَالحَسَنُ، وَابْنُ سِيْرِيْنَ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ بُرَيْدَةَ، وَالشَّعْبِيُّ، وَعَطَاءٌ مَوْلَى عِمْرَانَ بنِ حُصَيْنٍ، وغيرهم.
ومن الأحاديث التي رواها عنه مُطرف بن عبد الله، أن عمران قال له إنه سيُحدّثه بحديثٍ ينفعه في الدُنيا والآخرة، فقال: (إنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ جَمع بيْنَ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ، ثُمَّ لَمْ يَنْهَ عنْه حتَّى مَاتَ، وَلَمْ يَنْزِلْ فيه قُرْآنٌ يُحَرِّمُهُ، وَقَدْ كانَ يُسَلَّمُ عَلَيَّ، حتَّى اكْتَوَيْتُ، فَتُرِكْتُ، ثُمَّ تَرَكْتُ الكَيَّ فَعَادَ).
من الفوائد المُستخرجة من رؤية عمران رضي الله عنه للملائكة؛ أنّ الملك قد يتمثّل لغير النبيّ عليه الصلاة والسلام فيراه، ويتكلّم بوجوده، ورُوي عن عمران أنّه كان يسمع كلام الملائكة.
توفّي عمران في البصرة في السنة الثالثة والخمسين للهجرة، وأوصى قبل وفاته فقال: "إِذَا أَنَا مِتُّ، فَشُدُّونِي عَلَى سَرِيرِي بِعِمَامَةٍ، فَإِذَا رَجَعْتُمْ فَانْحَرُوا وَأَطْعِمُوا".