على الرغم من أن المنخفض الجوي الأخير الذي استمر أسبوعا كاملا وصاحبته هطولات مطرية وثلجية غزيرة، كانت له انعكاسات إيجابية واضحة على مخازين المياه في السدود، غير أن خبراء مياه يرون ضرورة عدم الاعتماد الكلي على هذه الهطولات لمعالجة العجز الاستراتيجي المزمن في القطاع المائي الأردني، بل البحث عن مصادر مياه جديدة لمعالجة النقص.
وسجّلت مخازين السدود حتى صباح أمس، ارتفاعا بنسبة 76% مقارنة بالفترة ذاتها من الموسم المطري الماضي 2021-2022.
وفيما ساهم المنخفض الأخير برفع الكميات المخزنة الإجمالية الحالية في السدود الرئيسية إلى نحو 115 مليون متر مكعب من إجمالي سعتها التخزينية البالغة 280.7 مليون متر مكعب حتى صباح أمس، بلغ هذا المخزون نحو 65 مليون متر مكعب من إجمالي السعة ذاتها، وذلك منذ بدء الموسم المطري الماضي 2021 – 2022 وحتى الفترة ذاتها، وذلك وفق أرقام وزارة المياه والري – سلطة وادي الأردن.
ورغم مساهمة المنخفضات الأخيرة بتعزيز التدفقات المائية نحو مختلف سدود المملكة، فما يزال الأردن بحاجة لمصادر مائية إضافية لمواكبة احتياجاته المتنامية من مياه الشرب، وللتمكن من إحداث نمو في قطاعات اقتصادية حيوية كالزراعة، والصناعة، والسياحة، وفق خبراء في قطاع المياه.
وبالنظر إلى تفاقم عجز المياه سنويا، والذي يعود لعقود، ووسط توقعات بازدياده سنويا في قطاع الشرب وحده، بات الأمن المائي والمرتبط مباشرة بالأمن الغذائي على المحكّ.
وبحسب تصريحات سابقة لمدير دائرة الأرصاد الجوية رائد رافد آل خطاب، فإن المنخفض الجوي الأخير، ساهم برفع أداء الهطولات المطرية بشكل واضح وممتاز، مشيرا إلى دور تلك الهطولات التي تركزت على المناطق الشمالية والوسطى حتى صباح أمس، بتعديل المجاميع المطرية اعتبارا من أول يوم للمنخفض، بـ”نسب جيدة، تراوحت بين 1 – 13 % من المعدل الموسمي المطري العام”.