- توقع المركز الوطني لمكافحة الأوبئة والأمراض السارية أن تكون ذروة الفيروس المخلوي التنفسي بالمملكة خلال الاسبوع الحالي وقد تمتد لأسبوع او اسبوعين حيث من المتوقع انخفاض وانحسار الموجة مبكرا مثلما بدأت مبكرا.
وأفاد في تصريح أن «البيانات المحلية والدولية تشير إلى تطابق في نمط الفيروس المخلوي التنفسي، وأن هناك زيادة ملحوظة في اكتشافه، من زيارات قسم الطوارئ المرتبطة به، ودخول المستشفيات على المستوى المحلي والدولي».
وأضاف ان «موسم الامراض التنفسية قد بدء مبكرا للموسم الحالي على الصعيد المحلي والدولي، وفاق مستوى الذروة الموسمية، وبناء على المعطيات الوبائية، فان نمط الحدوث هو موسمية مبكرة في اغلب الدول التي شهدت زيادة في عدد الحالات».
وأوضح أن «نهاية ذروة الموسم عادة ما تنتهي في الأسبوع الوبائي رقم 9، أي في نهاية شباط من العام القادم»، لافتا إلى أن «الزيادة في الموسم الحالي، قد تعود الى تأسيس وتفعيل نظام لرصد الفيروس التنفسي المخلوي على المستوى الدولي والمحلي، او اعادة نشاط الفيروس، بعد فترة كبح فيروس المخلوي خلال جائحة كوفيد-19، بسبب اجراءات العزل والاهتمام الدولي بجائحة كوفيد 19 واجراءات ضبط العدوى وارتداء الكمامات».
وأكد المركز على أنه «يتابع الوضع الوبائي محليا وإقليميا وعالميا متابعة حثيثة، بالتنسيق مع الجهات الوطنية المعنية»، مشددا أن «الاجراءات الحكومية والبنية التحتية في الأردن قادرة على جعل نظام الاستجابة والسيطرة فعال للحد من تفشي المرض».
وبين أن «هناك خطوات للوقاية يمكن اتخاذها للمساعدة في منع انتشار الفيروس المخلوي، عند ظهور أعراض تشبه الانفلونزا، وتشمل غسل اليدين بانتظام بالماء والصابون ولمدة 20 ثانية على الأقل، وتجنب لمس العينين والانف والفم، والالتزام باستخدام مناديل ورقية عند السعال، والتخلص منها بأقرب وقت في سلة مهملات مغلقة، وفي حال عدم وجود مناديل يُستخدم المرفق عن طريق ثني الذراع، وغسل الأيدي بالماء والصابون».
كما دعا الى تجنب مخالطة الاشخاص الذين لديهم أعراض نزلات البرد والجهاز التنفسي، والمحافظة على مسافة لا تقل عن متر واحد عن الآخرين، وارتداء كمامة عند اللزوم، وعدم مشاركة أواني الطعام والشراب مع الآخرين، وتجنب الأماكن المزدحمة وسيئة التهوية، والمحافظة على التهوية الجيدة للغرف، بالإضافة لتنظيف الأسطح التي يتم لمسها بشكل متكرر، مثل مقابض الأبواب والأجهزة المحمولة.
وشدد المركز على ضرورة منع اختلاط الأشخاص الذين يعانون من أعراض تشبه الانفلونزا، مع الأطفال ذوي الاختطار العالي للإصابة بمرض المخلوي الحاد، ويجب عليهم اتباع خطوات الوقاية المذكورة بعناية وغسل أيديهم قبل التفاعل مع هؤلاء الأطفال.
ونوه إلى أن الأطباء ينصحون بإعطاء الرضع والأطفال الصغار المعرضون لمخاطر عالية، دواء (Palivizumab) وهو عبارة عن علاج وقائي، وهو على شكل اجسام مضادة وحيدة النسيلة، ويتم إعطاؤه في الحقن العضلي الشهري خلال موسم الفيروس التنفسي المخلوي.
وحول التعامل مع ذوي الاختطار العالي للإصابة بعدوى الفيروس التنفسي المخلوي، بين المركز أن معظم الأشخاص الذين يصابون بالعدوى، سيعانون من مرض خفيف وسيتعافون في غضون أسبوع أو أسبوعين، ومع ذلك، فإن بعض الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بالعدوى الشديدة وقد يحتاجون إلى دخول المستشفى مثل الأطفال الخدج، والأطفال الذين تقل أعمارهم عن عامين ممن يعانون من أمراض الرئة أو القلب المزمنة، والأطفال الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، أو الأطفال الذين يعانون من اضطرابات عصبية عضلية.
واعتبر المركز أن الامراض التنفسية الحادة، هي أمراض الجهاز التنفسي العلوي أو السفلي، وعادة ما تكون اسبابها معدية، ويمكن أن تودي إلى العديد من الأمراض التي تتراوح، ما بين عدوى غير مصحوبة بأعراض أو أعراض خفيفة إلى مرض شديد ومميت، وذلك حسب العامل المسبب للمرض، علما أن أغلب المسببات لها فيروسية.
وبين أنه عادة ما تنتقل هذه الأمراض من شخص لأخر وتكون بداية الأعراض سريعة عادة تمتد من عدة ساعات إلى عدة أيام وما يزيد انتشارها بشكل موسمي خلال فصلي الربيع والشتاء وتلعب التغيرات المناخية دورا واضحا في تغيير وقت وانماط حدوثها.
وأشار المركز الى أمثلة على هذه الأمراض التنفسية، مثل ما حدث في العشرين سنه الماضية، والتي أعلن عنها كفاشيات وجوائح عالمية (السارس، الانفلونزا الموسمية، المتلازمة التنفسية لشرق المتوسط، وجائحة كوفيد19)، لافتا إلى أن مرض الفيروس التنفسي المخلوي القديم الجديد تم اكتشافه في عام 1954.
وأكد أن رصد الأمراض التنفسية الحادة في المستشفيات يٌعد أمرا ضروريا، لوصف وبائيات مسببات الأمراض التنفسية، خاصة الفيروسية منها التي لها صفة التحول إلى أوبئة، وهو بمثابة نظام للإنذار المبكر لحالات التفشي المحتملة، ويتم تنفيذه من خلال مراكز رصد مختارة، وفي الأردن تشمل هذه المراكز عينة ممثلة لجميع مناطق المملكة شمالا ووسطا وجنوبا وهي، مستشفى الملك المؤسس الجامعي في اربد (شمال)، مستشفى الأمير حمزة بن الحسين في عمان (وسط)، مستشفى الزرقاء الجديد في الزرقاء (وسط).
وأوضح المركز أنه نظرا إلى تفشي الفيروس التنفسي المخلوي في عدة دول، قام بمراجعة ودراسة البيانات المحلية والدولية، وذلك اعتمادا على الوضع الوبائي للسنوات الخمس الماضية، لانتشاره على مستوى واسع في الاردن، من اجل وضع توصيات للوقاية والاستجابة مبنية على الدلائل العلمية وخروج المركز إلى توصيات مبنية على وبائية المرض عالميا ومحليا، مع الشركاء للتأهب والاستعداد والاستجابة، مع التركيز على أن اغلب الامراض التنفسية الحادة يمكن ان تشكل طارئة صحية عامة تثير اهتماما دوليا حسب تعريف اللوائح الصحية الدولية.
ونوه إلى أن ما قام به جاء بناء على مهامه استنادا إلى الفقرة (د) من المادة (14) من نظامه رقم (112) لسنة 2020، وتفعيلا لدوره والذي يهدف إلى تعزيز امكانيات الرصد الصحي في المملكة، بهدف تطبيق إجراءات الوقاية والسيطرة على الأمراض السارية والأوبئة، ومنع انتشارها ومكافحتها وتحديد دوره القيادي، ومسؤوليته في التنسيق مع الإدارات والوزارات والجهات المعنية، لتنفيذ البرامج والسياسات الصحية الخاصة بالأوبئة والأمراض السارية والتهديدات الصحية البيئية في المملكة.
وأكد المركز أن بيانات مراكز الرصد المختارة في وزارة الصحة عام 2018، بينت أن 90 عينة من اصل 468 سحبها، أي أن 19% من العينة كانت إيجابية للفيروس التنفسي المخلوي، كما تشير البيانات المحلية الحالية الواردة للمركز من وزارة الصحة والمسحوبة من مراكز الرصد المختارة، لوجود ارتفاع حاد في اعداد الحالات المدخلة للجهاز التنفسي في المستشفيات المختارة، وأن نسبة إيجابية الفيروس التنفسي المخلوي تراوحت بين %29-46% وبمعدل 36%، وان عدد الإصابات بدأت مرتفعة في وقت مبكر لهذا الموسم، مقارنة بأعوام سابقة.
كما كانت أعلى قيمة في الأسبوع رقم 35 من العام، حيث وصلت إلى حوالي 5 اضعاف المعدل، الا انها عاودت الى الانخفاض وتذبذب خلال الأسابيع 40-48، وعاودت للارتفاع في الأسبوع رقم 49، علما بان موسم انتشار المرض يبدأ عادة في الأسبوع 49، وتكون الذروة في الأسبوع الأول من العام الذي يليه، موضحا أن السنة تقسم إلى 52 أسبوعا وبائيا، وعادة ما تقوم أنظمة الرصد بجمع البيانات ومقارنتها معياريا، حسب الأسابيع مع الاقام المحلية والدولية، مما يتيح التعرف على موسمية المرض وتحديد الوضع الوبائي.
ولفت إلى أن بيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة (CDC Atlanta)، تشير إلى وجود ارتفاع حاد في عدد الحالات المدخلة إلى المستشفيات من أمراض الجهاز التنفسي، وأن نسبة انتشار الفيروس التنفسي المخلوي تقارب 19%، وان عدد الإصابات بدا مرتفعا في وقت مبكر لهذا الموسم، وكانت اعلى فترة هي في الأسبوع رقم 46، حيث وصلت إلى حوالي 3 اضعاف المعدل، إلا انها عاودت إلى الانخفاض في الأسبوع رقم 49.
وأكد المركز، أنه وبمراجعة أدبيات البحث العلمي لدراسات محلية أجريت في الأعوام 2015، 2018 حول الفيروس التنفسي المخلوي، من قبل أساتذة من كليات الطب الأردنية، أظهرت أهم نتائج الدراسة الأولى أن 64% من عينات البحث كانت إيجابية للفيروس، بينما الدراسة الثانية أكدت أن 82% من العينات لديها فيروس تنفسي، على الأقل والسائد منها الفيروس التنفسي المخلوي، مشددا أن هذا يعني أن انتشار المرض ليس بالأمر الجديد على الأردن