منذ أكثر من 10 سنوات، خلصت دراسة تستند إلى بيانات استطلاع "غالوب" الشهير على 1000 شخص الى أن الأشخاص ذوي الدخل المرتفع أفادوا بأنهم أكثر سعادة.
ويعنى بذلك، من يصل دخلهم السنوي إلى ما يعادل 75 ألف دولار أي حوالي 90 ألف دولار.
وأشار الاستطلاع إلى أنه لم تكن الرفاهية العاطفية العالية مرتبطة بشكل مباشر بالمزيد من المال.
ولم تختلف الدراسة الجديدة، التي أجريت عام 2021 كثيرا عن سابقتها، رغم أنها أكثر توسعا، إذ شملت أكثر من مليون مشارك، في الولايات المتحدة.
نتائج الدراسة وجدت أنه لا يوجد شيء يمثل نقطة انعطاف في أن المزيد من المال لا يعني المزيد من السعادة، على الأقل بالنسبة لمن لا يحصل على راتب سنوي قدره نصف مليون دولار.
في هذه الدراسة، تم قياس رفاهية المشاركين بمزيد من التفصيل، بدلاً من أن يُطلب منهم تذكر مدى شعورهم في الأسبوع أو الشهر أو السنة الماضية ، سُئلوا عن شعورهم الآن في الوقت الحالي؟ واستنادًا إلى هذا التقييم في الوقت الفعلي، كان أصحاب الدخل المرتفع يشعرون بالرضا.
وبالمثل، وجدت دراسة سويدية عن الفائزين باليانصيب أنه حتى بعد سنوات، كان الأشخاص الذين فازوا باليانصيب يتمتعون بقدر أكبر من الرضا عن الحياة والصحة العقلية وكانوا أكثر استعدادا لمواجهة مصائب مثل الطلاق والمرض والوحدة من الأشخاص العاديين الذين لم يفوزوا باليانصيب.
كما كان من المهم معرفة ما يقصده الباحثون في الواقع بكلمة "السعادة" فقد اختار علماء النفس نوعين رئيسيين من المقاييس التي يقيسون بها سعادة المشاركين وهما: الرفاه التقييمي والرفاه المتمرس.
وتشير الرفاهية التقييمية إلى إجابتك على "كيف تعتقد أن حياتك تسير؟" هذا هو رأيك في حياتك، في حين تكمن الرفاهية المتمرسة في إجابتك على "ما هي المشاعر التي تشعر بها من يوم لآخر ، وبأي أبعاد؟" إنها تجربتك الفعلية للمشاعر الإيجابية والسلبية.
وقد تبدو هذه الدراسة الحديثة دقيقة إلى حد كبير في الولايات المتحدة، المعروفة بالثقافة المادية تماما، أكثر من البلدان الأخرى، والتي يلعب فيها مستوى الدخل دورًا كبيرًا في أسلوب الحياة ،بينما يطرح السؤال نفسه مجددا هل فعلا الثروة المادية لا ترتبط بالسعادة في كل مكان في العالم؟
باحثون من جامعة كولومبيا البريطانية في فانكوفر، مع زملائهم من كلية هارفارد للأعمال في بوسطن، قاموا بدراسة علمية تعتمد على تحليل بيانات تم الحصول عليها من 4469 مشاركا من كندا والدنمارك وهولندا والولايات المتحدة.
كان على جميع المستجيبين في هذه المرحلة تقديم معلومات حول أي أموال ينفقونها بشكل منتظم لتوظيف مساعدين وتوفير الوقت لأنفسهم.
وجد الباحثون أن أكثر من 28 بالمئة من المشاركين، استثمروا أموالا في نفقات توفير الوقت كل شهر، وأفاد هؤلاء المستجيبون أيضًا بأنهم يشعرون بسعادة أكبر ورضا أكبر عن حياتهم.
ووفقا لهذه الدراسة وجدت أشلي ويلانز، الأستاذة المساعدة في كلية هارفارد للأعمال، وزملاؤها أن المال يشتري السعادة بالفعل عندما يتم استثماره في نفقات توفير الوقت، مثل استئجار عاملة نظافة أو مربية ، وإن استثمار أموالنا في وقت فراغ إضافي يجعلنا أكثر سعادة. كما تقترح ويلانز أننا يجب أن نفكر في استثماراتنا بشكل مختلف، وأن نشتري لأنفسنا المزيد من الوقت عندما نستطيع ذلك.