كشفت قناة الـ mtv اللبنانية أن الخطوات التصعيدية التي تفرضها المملكة العربية السعودية، تزامناً مع الأزمة الحادة مع لبنان، ستشتدّ في الأيام المقبلة، بحيث ستقتصر التأشيرات الصادرة عن سفارة المملكة في بيروت على الحالات الإنسانيّة فقط.
يذكر أن صحيفة الشرق الأوسط نقلت على لسان مصدر سياسي مطلع على الاتصالات التي يتولاها رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، قوله إن "مجلس الوزراء اللبناني يتبنى قاعدة لخريطة الطريق، ووضع مقاربة شاملة لإعادة لبنان إلى الحضن العربي"، مؤكدا أن الأولوية عند ميقاتي تكمن في مبادرة قرداحي للاستقالة كخيار أول.
وأوضح المصدر أن "عدم تجاوب قرداحي مع الدعوات التي تطالبه بالاستقالة، سيضطر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي للجوء إلى خيار آخر بإقالته من الحكومة"، مؤكدا أن "ميقاتي سيركز على الخيار الأول بدعوته للاستقالة، طالبا منه تقدير المصلحة الوطنية للبنان التي يجب أن تبقى مصانة".
وكشف المصدر نفسه أيضا أن "ميقاتي سيضطر في حال عدم تجاوبه إلى اتخاذ موقف آخر، وإن كان يتجنّب الإفصاح عن طبيعته لأنه لا يريد أن يحرق المراحل ويقطع الطريق"، مؤكدا أن أزمة العلاقات اللبنانية - الخليجية تعود إلى تراكمات بسبب إصرار "حزب الله" على عدم التزامه بالبيانات الوزارية للحكومات المتعاقبة.
وكان وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، قال الخميس الماضي، في تصريحات له عبر قناة "الميادين" إنه "لن يستقيل ولم يغير موقفه"، بعدما كرر رئيس الحكومة اللبنانية، نجيب ميقاتي، دعوته إلى قرداحي بتحكيم ضميره، مؤكدا أن الحكومة واجهت ظروفا أصعب بعد مواقفه الشخصية قبل دخوله الوزارة.
وجاءت هذه التصريحات على خلفية الأزمة الدبلوماسية التي اندلعت بين لبنان ودول الخليج بعد نشر مقابلة متلفزة جرى تسجيلها مع جورج قرداحي قبل توليه مهام منصبه وزيرا للإعلام في لبنان، اعتبر فيها أن جماعة أنصار الله اليمنية "تدافع عن نفسها في وجه اعتداء خارجي على اليمن منذ سنوات"، وما فاقم الأزمة أكثر، هو رفض قرداحي الاعتذار.
وأعلنت بعدها السعودية استدعاء سفيرها لدى بيروت، وإمهال السفير اللبناني في المملكة 48 ساعة لمغادرة البلاد، ولحقت بها في هذا القرار الكويت والإمارات والبحرين، كما أعلنت المملكة، وقف دخول الواردات اللبنانية إلى أراضيها.