سماح العارضة
يعد موضوع القيادة والقائد الناجح من المواضيع المهمة وركيزة يندرج تحتها العديد من المهام الرئيسية ... وأصبح تفنيد هذا المفهوم لا يقتصر فقط على الناحية العملية بل ويدخل في مختلف النواحي للفرد من( المنزل والعائلة والعمل..... الخ) .. بل ويعد خليط مهم في حياتنا اليومية يجب أن يُدرس ويقيم ويعاد صياغته حتى يقوم على بناء فعال و يشرب لمجتمعاتنا على أسس صحيحة... في البداية دعونا نُعرج على المفهوم العام لنفهم المقصود بالقيادة حيث تعرف على انها القدرة على التأثير في سلوك أفراد الجماعة وتنسيق جهودهم وتوجيههم لبلوغ الأهداف المنشودة. وكما نرى بأن القيادة سواءاً كانت غاياتها فردية او على مستوى يمس شرائح واسعة.... فالمفهوم يصب على محورين أساسيين و جانبين مهمين أولاً:القدرة على التأثير والفهم الصحيح للأهداف من قبل القائد حتى يستطيع تحقيقه كفرد ومن ثم كجماعة... وثانياً : الفهم الكامل لحاجات الفريق الذي ينوب عنه أو يمثله
فالقدرة على التأثير تتطلب من القائد أن يكون قدوة.. قادراً على رسم خارطه واضحة لعمله... يتمتع بشخصية قوية لديه مهارات في التواصل مع الأخرين وشرح ما يريده فعلياً.... واثق من نفسه... يتمتع ببعد نظر بحيث يرى كل شخص موجود ضمن دائرته في مكانه الصحيح ليستطيع توزيع الأدوار... وان كانت هذه الصفات ليست الصفات العامة ككل لكن أعتبرها الأهم ضمنياً.. وسأتحدث في هذا المقال عن نوع من أنواع القيادة وهي القيادة الأسرية و عن رب الأسرة القائد ودوره التربوي على اعتبار أن اللبنه الأساسية للقيادة في المجتمعات تنطلق من الأسرة..تبدأ من الأهل وتنتقل للأبناء... . حيث من الأسرة تبدأ المسؤولية..و هي تتصل بصميم تكوين الإنسان لأنها أول مؤسسة تربوية تحتضن الفرد وترعاه منذ ولادته، فكما نعلم أن الأسرة بأنواعها يلزمها قائد ومدير للدفه يتمتع بمهارات خاصة تجعل منه شخصية نموذجية ،أساسيه قادرة على توزيع المهام الأسرية
وحل المشاكل...وكما نرى انه و بسبب عدم اتضاح هذا المفهوم واهمال المجتمعات لأهميته وتأثيرة بشكل جذري وعدم فهمه بشكل صحيح وإيجابي فإن
60 ٪ قضايا الأسرة تشكل
من قضايا المحاكم !
وهذا الخلل الاجتماعي بلا شك قد اثر سلباً وسبب انحدار الوعي المجتمعي وانعكس على سلوكيات أفراده لأن الأسرة جزء لا يتجزأ من المجتمع
وكما هو متعارف عليه فأن الاصلاح يبدأ من هذا المكان وخروج الأبناء من أسر بهذا الشكل غير مدركه يسبب تكوين أسر أخرى متفككه... وبالتالي سلاسل مجتمعية كاملة غير سليمة...
فالأبن منذ ولادته لا يهمه من يقود الأسرة الأب أو الأم ، ولكن ما يهمه ويعنيه بالدرجة الأولى هو استقراره النفسي والعاطفي وتلبية احتياجاته وتوفير الحب والحنان له، واحترام كل فكرة يبديها، وتهيئة وسائل العيش الكريم له؛ وسط جو من التقدير والرعاية...
وان كان هذا الدور متمركزاً في مجتمعاتنا و منوطاً بالأب بشكل اساسي وفي حال غيابه
لأي سبب كان، يقع من مسؤولية الأم او أي فرد قادر بالغ راشد من العائلة... وبأي حال من الأحوال فوجود رب أسره قائد للعائلة ضروري ومهم لتربية الأبناء اولاً وثانياً حتى تكتمل الحلقة النفسية لديهم فيجب أن يتمتع رب الأسرة بعدد من الصفات التي تؤهله وتمكنه ليقوم بهذا الدور على أكمل وجه ومن هذه الصفات ان يكون ليناً وحازماً في نفس الوقت قادراً على ادارة الأزمات بذكاء وحكمة ذو شخصية متوازنه ... قدوة لأفراد العائلة يستطيع فهم حاجاتهم وتوجيهها وتلبيتها قدر الإمكان... فعال يزرع الأمل في قلوب أفراد عائلته.. حريص عليهم... وعلى اخلاقهم وتصرفاتهم... متواجد دائماً في حياتهم بحيث يكون لهم الصديق المخلص الناصح المرشد... حتى لو كان غائباً، تبقى مبادئه وأفكاره راسخة في أذهانهم.. متقناً للإستماع لهم.. ليخرج جميع أفراد العائلة بشخصيات متوازنه... فيجب على الأسرة التركيز في السنوات السبع الأولى على شخصية الطفل حيث يتشكل عنده
المفهوم الذاتي النفسي الذي فيه التقبل والإدراك والقيم فتلك السنين هي من اهم سنوات عمر الانسان على الاطلاق ومن ثم انتقاله الى الادوار الأخرى في المراحل الحياتية المختلفه مروراً بالمراهقة وصولاً لمرحلة الشباب.
فالمطلوب من رب الأسرة الناجح العمل على اعداد جيل قائد يثق بنفسه ويتحدى العقبات التي
تعترض طريق أمته.. حيث يجب أن يكون الهدف الرئيسي في التربية انشاء جيل صالح وزرع الصفات التي تكسبهم القدره على الثبات في هذا الزمان.
ولنفهم اكثر طرق بناء الشخصية القيادية انطلاقاً من الأسرة لنتعرف معاً على النقاط الرئيسية التالية التي حاولت جاهده تلخيصها قدر الإمكان لإعطاء صورة مختصرة عن كيفية
ذلك ..
أولاً:التوازن هو مفتاح بناء الشخصية القيادية فعلى رب الأسرة تعليم أولاده كيفية التوازن بين المشاعر المختلفة وهذا ما يمنح الحكمة للقائد.
ثانياً:الإبداع من أهم مهارات القيادة من خلال تقوية الثقة بالنفس وتشجيع الأبناء على إظهار مهاراتهم واحترام اختلاف قدراتهم.. وسكب حب التعلم لديهم عن طريق الالهام والقدوة.
ثالثاً:تعزيز الثقة بالنفس لديهم.من خلال توجيههم واعطائهم مسؤوليات تتناسب واعمارهم وتعزيز ذلك معنوياً وتطويرهم.
رابعاً:تعزيز مفهوم المبادرة عندهم من خلال تعليمهم الاخلاق والدين والعادات والتقاليد واحترام المجتمع واهمية المساعدة وتعميق مفهوم الفرد لخدمة للجماعة وخدمة المجتمع للفرد وازالة الأنانية من نفوسهم.
خامساً:اكسابهم مهارات الذكاء الاجتماعي ومساعدتهم على اكتشاف مكنوناتهم بشكل جيد وبالتالي فهم أفضل للأخرين.
سادساً:تعليمهم مهارات حل المشاكل بدءاً من تحديد المشكلة وصولاً للحل والإعتماد على النفس في ذلك قدر الإمكان.
سابعاً:تعليمهم مهارات التفاوض، الإقناع والتاثير والتشاور من خلال التربية الصحيحة ومفهوم القدوة.. فرب الاسرة يجب ان يتبع اسلوب صحيح في التربية في جميع مهامه ويبتعد عن مفهوم الترهيب والعقاب. حتى يكون الاحترام المبني على الحب متواجداً بشكل اساسي.
ثامناً:تعليمهم مهارات التخطيط الجيد وادارة الوقت.
ختاماً، توجد العديد من صفات رب الأسرة القائد التي يجب على الجميع التمتع بها ، وهذا أمر منطقي مع تطور المهام المطلوبة من رب الأسرة. لكن تعد هذه مجموعة الصفات الأساسية التي لا بد من وجودها، إذ يمثل وجودها قيمة كبرى للأسرة الصحية ولا يمكن تجاهلها أبداً. بالتالي، من خلال اكتساب هذه الصفات يمكن للأسرة النهوض وتنفيذ مهامها بنجاح.