جراءة نيوز - عبد الرحيم السعايده يكتب
في اول لقاء للادارة الامريكية برئاسة دونالد ترامب كان اول لقاء مع زعيم عربيمع جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين ، استطاع جلالته ان يواجه الصلف الامريكي والتاكيد على رفض التهجير والتوطين بكل اشكاله ومغرياته .
جاء اللقاء وسط اجواء مشحونة عالميا واقليميا بعد تولي ترامب الرئاسة ، وخاصة ما يتعلق بفلسطين وقطاع غزة ، بعد اعلان ترامب عن رؤيته بتهجيرالفلسطينيين من القطاع ، تحت شتى الذرائع منها ان القطاع لم يعد صالحا للعيش ، لا ماء ولا كهرباء ، ولا مباني ، ولا بنية تحتية ، ولا خدمات صحية .
الغريب في الامر ان الضحية من وجهة نظر ترامب ونتنياهو هو من يتحمل المسؤولية ، ترى من دمر القطاع ؟ ومن قام بحرب الابادة والجرائم ضد الانسانية ؟ ومن شجعه وقدم له الدعم الكامل ؟
والاغرب من ذلك ان يتم مطالبة اصحاب الارض لهجرها ، لصالح شتات الارض ، الطارئين على الزمان والمكان ، فاي منطق اصبح يحكم هذا العالم .
ان دعوات تهجير مواطني القطاع حلقة ضمن سلسلة التهجير ، والتي ستمتد ان تمت – لا سمح الله - الى الضفة الغربية ، والتي تتوغل فيها القوات الاسرائيلية تدميرا وقتلا وتهجيرا ، بدءا بمخيم جنين .
ما يجري هو في الحقيقة بالونات اختبار وسط حالة صمت العالم عن جرائم الاحتلال وحلفاؤه ، ابسطها ان موضوع التهجير مطروح للنقاش وعلى طاولة المفاوضات .
لكن الفلسطيني المتمسك بارضه لن يخرج منها ، وغزة شاهد على ذلك 15 شهرا من القتل والدمار والتشريد والحصار لم تثني اهل غزة من العودة الى انحاء القطاع المدمر ، وعشرات السنين من التنكيل والتضييق ومصادرة الاراضي والاف السجناء لم تثني الفلسطينيين في الضفة الغربية عن التمسك بارضهم ، لم يغريهم اللجوء ، ولم يقبلوا عن ارض فلسطين بديلا .
ترامب ونتنياهو يتخيلون ويتصرفون وكأن فلسطين مزرعة لهم يعملون فيها ما يشاؤون ، ويمنحونها لمن يريدون ، متناسين ان حجارة مباني القدس اقدم من دولة الاحتلال بالاف السنين .
جلالة الملك حمل الهم والموقف العربي الى البيت الابيض ، متسلحا بموقف عربي داعم ، وموقف رسمي وشعبي اردني وفلسطيني رافض لكل اشكال الصلف الصهيو امريكي .
ستبقى فلسطين حرة من بحرها الى نهرها ، وسيبقى الاردن وطنا عزيزا كريما بقيادته وشعبه .