ان المتتبع للتاريخ يجد أن الدولة الاردنية منذ تأسيسها وهي تتعرض الى التحديات والمؤامرات ،، واحيانا تصل لدرجة التهديد المباشر للمصالح الوطنية وكيان الدولة بسبب مواقفها المشرقة اتجاة قضايا الأمة العربية المختلفة ٠الامر الذي انعكس سلبا وشكل ضغطا مباشرا على النواحي الاقتصادية والاجتماعية وكافة منظومات الامن الوطني الأردني ٠ ان تعدد الازمات في محيطنا الاقليمي تسببت في احداث حالات لجوء او تهجير قسري بشكل كبير جدا حيث أصبح الاردن ملاذا امنا لاحرار الأمة وطالبي الامن والامان من أبناء دول الجوار العربي الذي تربطنا بهم صلة الأخوة والدين والعقيدة ٠كل ذلك وقد تحمل الاردن تبعات عمليات الاقصاء هذه ٠وكلنا يعلم ويتابع ان الامن الإقليمي العربي بالنسبة للاردن هو خط أحمر وان مواقف الملوك الهاشميين عبر مسيرة مئة عام من النضال والدفاع عن الأمة وكرامتها وعروبتها لم يتوانوا وبذلوا كل ما بوسعهم من أجل الوفاء بالتزامات الاردن التاريخية والحرص من انزلاق الأمة في فخ المتربصين واعداء الأمة ٠ لكن ما حدث اضنى القريب والبعيد فانفك اللثام وانجلى الفجر واصبحنا نصبح ونمسي على المكر والخديعة والنكران ، بعد أن تم اغراق المنطقة العربية بمستنقعات الدم والدمار والعالم الذي يدعي حقوق الإنسان لم يحرك ساكنا بل قام بتزويد عدونا المشترك بالعتاد والسلاح المتطور والطائرات والاقمار الصناعية واستخدام كل المحرمات ضد شعوب المنطقه في العراق وسوريا ولبنان واليمن وليبيا وفلسطين عامة وغزة خاصة ٠حروب دامية لم يشهد مثلها في تاريخنا الحديث حيث تعدد بها أساليب القتل والدمار والإهانة والتعذيب في المعتقلات وعمليات التهجير القسري ٠اود ان اذكر للتاريخ ان جلالة الملك عبدالله الثاني وولي عهده الأمين سمو الأمير الحسين عبدالله لم يهدأ لهم بال ولم يتركوا الأمور للقدر فقد كان جلالته المبادر الأول في دعم الأشقاء وكسر الحصار على قطاع غزة ، وتقديم كل ما يلزم من الغذاء والدواء ومستلزمات إيواء وعلى مدار الساعة بجهود أخوة لنا يعملوا كخلايا النحل من أجل صمود اهلنا بالضفة وغزة هاشم ٠
كما اوعز جلالة الملك حفظه الله الى عطوفة رئيس هيئة الأركان المشتركة الباشا يوسف الحنيطي بإرسال عدد كبير من المستشفيات الى الضفة وقطاع غزة معززة بكافة الطواقم الطبية اللازمة وغرف العمليات والانعاش بالإضافة إلى عدد من المراكز الطبية كتعزيز للمستشفيات العسكرية التي يزيد عددها عن ستة مستشفيات والعمل على ادامتها بشكل مستمر ٠ الاردن بقيادة جلالة الملك يقود جهود دبلوماسية وسياسية لانهاء ماساة ومذابح غزة منذ بداية الحرب وهو مستمر بالضغط على المجتمع الدولي في كل من أمريكا ودول الاتحاد الأوروبي وغيرها من دول العالم المتقدم حيث لعبت الدبلوماسية الاردنية دورا بارزا في إيقاف الحرب بالمرحلة الأولى والان هناك جهد أردني كبير لإيقاف الحرب والسير الى تنفيذ باقي المراحل للتوصل الى سلام يضفي إلى انهاء حالة الحرب واعادة الأعمار بالتنسيق مع الأشقاء العرب ٠
برز مؤخرا موضوع التشكيك بمواقف الاردن في التخلي عن القضية الفلسطينية وقضية غزة تحديدا وهذا موضوع لا يمكن السكوت علية ٠ للمزاودة وتضليل الرأي العام فهذه قضية تحريضية بحته٠واقول الى هولاء الذين يستقون أفكارهم المسمومة من الخارج لا بارك الله بكم ولا كثر الله امثالكم انتم الطابور الخامس تخرجون من اوكاركم وجحوركم بين الحين والآخر كالفئران لإثارة الفتن والتقليل من الجهود الاردنية التي يقودها جلالة الملك شخصيا ، إضافة إلى جهود الحكومة الرشيدة في دعم الأشقاء في الضفة والقطاع من خلال تسيير قوافل المساعدات يوميا ، التي تنفذها الهيئة الخيرية الهاشمية.
وهنا اقول أن الاردنبين يقفون خلف قيادتنا الهاشمية الحكيمة، بكل طاقاتهم وامكانياتهم .
ويثقون بحكمة وحنكة جلالة ألملك حامي الحمى والمناضل الشريف عن أمتنا العربية والاسلامية ٠
اللعب بالنار يجب أن يتوقف ايا كان مصدره أو اهدافه .
وسيبقى الاردن بلد الحشد والرباط وطن الأردنيين ، وستبقى فلسطين وطنا للفلسطينيين ، وعاصمتها القدس الشريف .
حمى الله الاردن أرضا وقيادة وشعبا ، وحفظ الله قواتنا المسلحة واجهزتنا الامنية، حماة الأرض والعرض والإنسان .
اللواء م الدكتور مشهور العبادي