آخر الأخبار
  البلبيسي لامناء عامي الوزارات: هكذا نقدم أفضل الخدمات للمواطنين   الحكومة: العام المقبل سيكون نقطة تحول بعلاقات المملكة التجارية مع أميركا   أمانة عمان تباشر أعمال تعبيد بمساحة 500 ألف متر مربع   الحملة الأردنية والهيئة الخيرية الهاشمية توزعان وجبات ساخنة في شمال وجنوب غزة   الحكم السويدي لم يعتذر وصفحة المنشور لا تمت له بصلة   رمزي المعايطة مديرا عاما لهيئة تنشيط السياحة   الجيش: الأردن يشارك في عملية استهداف مواقع لعصابة داعش الإرهابية   ارتفاع أسعار الذهب محليا   ولي العهد يطمئن هاتفيا على صحة لاعب النشامى أدهم القريشي   الحكم السويدي .. اعتذر ام لا .. صحافة دولية تربك المشهد   ابرد ايام الشتاء تبدأ في الأردن غدا الاحد   وزير الصناعة: عام 2026 سيكون نقطة تحول بالعلاقات التجارية مع الولايات المتحدة   ماذا نعرف عن المتحوّر الجديد للإنفلونزا المنتشر في 34 دولة؟   مهم حول رفع اشتراك الضمان   جمال السلامي يعبّر عن شعورٍ ممزوج بالحسرة والفخر بعد مباراة النشامى   أجواء باردة نسبيًا في أغلب المناطق حتى الثلاثاء   الأرصاد: لا حالات مطرية متوقعة حتى 25 كانون الأول   هل سيخضع السلامي للضريبة؟   تأخير بدء امتحانات الطلبة في لواء البترا السبت   الأرصاد: مربعانية الشتاء الأحد .. واستعدوا لأبرد فترات السنة

محمد قاسم عابورة يكتب: النشامى… إرادة وطن ، وصناعة مجد

{clean_title}
جراءة نيوز - محمد قاسم عابورة يكتب ..

بخطى واثقة ، أبطال المنتخب الأردني "النشامى" على المستطيل الأخضر، يحولون أرضيته إلى منصة وطنية عرضوا عليها مشاهد بطولة و ملحمة شعب ، وقصة إرادة وعزيمة تتحدى المستحيل ، إن الوصول إلى ذروة منافسات كأس العرب 2025 في قطر ، رغم تعثر الخطوة الأخيرة في النهائي ، في الخسارة أمام المغرب الشقيق ، لم يكن إنجازاً رياضياً فقط ، لقد كان حدثاً تجاوز أبعاد اللعبة ، ليصبح تجسيداً للقوة والأصالة الحضارية التي يمتلكها الأردن ، وفرضاً لصورته القيمية وانتصاراً لإرادته الجماعية وروحه الوطنية أمام العالم .
في هذه البطولة ، حوّل المنتخب منافسته على الكرة إلى دفاعٍ مشرف عن الهوية ، حيث ارتقى كل لاعب ليصبح رمزاً وطنياً يحمل راية البلاد ، ومتجاوزاً دور "اللاعب" ليكون جندياً مجسّداً للروح الأردنية الصلبة ، وهذه الصور والمعاني هو ما التقطته عدسات العالم حين احتفت منصات "الفيفا" العالمية بلحظات فرح اللاعبين وهدير الجماهير في المدرجات ، كتعبيٍر صادق عن ثبات الوطن وتجذر روحه في وجدان أبنائه .
ولم يكن وصول النشامى إلى هذه المرحلة المتقدمة أمراً سهلاً ، بل تحقَّق بالإنتصار على التحديات ، وتجاوز للعقبات ، فعلى الرغم من غياب عدد من نجومه الأساسيين ، حقق النشامى انجازاً بطولياً ، فالمهمة التي قادها المدرب المغربي (النشمي) جمال السلامي ، خاضها بغياب أسماء مؤثرة كـ "موسى التعمري، يزن العرب، "، علاوة على إصابة "يزن النعيمات" ، وفي ظل هذه الظروف ، وُلد الإنجاز من رحم الروح الجماعية التي لا تُقهر ، ورسمت صورة للتلاحم الوطني القادر على تحويل الأزمات إلى فرص .
ولا يكتمل المشهد البطولي دون "الرقم الصعب" ، الجمهور الأردني ، الذي تحوَّل من كتلة مشجعة إلى سفير حقيقي للروح الأردنية الأصيلة داخل المدرجات وخارجها ، فأخلاقه وسلوكه الراقي أصبحا جزءاً لا يتجزأ من رسالة الوطن ، وقد بلغت ذروة المشاركة الوطنية الحميمة عندما تحوَّل المشهد من دعم رسمي تقليدي إلى مشاركة شعبية عميقة ، تجسَّدت في حضور صاحب السمو الملكي ولي العهد بين الجماهير، ليرسل رسالة قوية بأن النصر صناعة جماعية ، ويرسخ صورة التلاحم بين القيادة والشعب في أبلغ صورها .
يأتي إنجاز كأس العرب ليكون حلقة متصلة في سلسلة إنجازات المنتخب الأردني ، التي بدأت بحسم التأهل التاريخي إلى كأس العالم 2026 ، ووصلت قبلها إلى نهائي بطولة آسيا ، هذه المسيرة المتصاعدة تؤكد أن ما تحقق ليس صدفة ، بل هو ثمرة رؤية مؤسسية وجهد متواصل ، وإيمان بقدرات الشباب الأردني الذي يفرض وجوده بقوة على خريطة الكرة العربية والآسيوية والعالمية .
لقد حوّل النشامى الحدث الرياضي إلى خطاب وطني جامع ، فكانت كل تمريرة تعبيراً عن الإرادة ، وكل ذود عن المرمى دفاعاً عن الكرامة ، وكل هدف إثباتاً للقدرة ، كما مثّل كل هتاف من الجماهير تأكيداً على الهوية ، هذه الرحلة وإن انتهت بلقب "الوصيف"، إلا أنها تبقى إنجازاً تاريخياً ، وتذكيراً بأن الروح التي تصنع المستحيل فوق المستطيل الأخضر، هي ذاتها التي تبني مستقبلاً مشرقاً خارجه ، نعم خسر النشامى الكأس ، لكنهم كسبوا احترام العالم ، وكتبوا فصلاً جديداً من فصول الفخر الأردني .
محمد قاسم عابورة