تمكنت الشرطة الصينية من اعتقال "عاشق محتال" أخذ ملايين الدولارات خلال فترة وجيزة من أكثر من 20 امرأة كان يواعدهن في نفس الوقت، وفقا لما ذكر موقع "أوديتي سنترال".
واللافت في الأمر أن ذلك الرجل كان يواعد ثلاثة نساء يعشن في نفس المبنى دون أن يثير أي شك بشأن ذلك إلى أن اكتشف أمره عقب ذهبت إحدى الضحايا إلى الشرطة لتقدم شكوى بشأنه بعد أن خدعها وسطا منها على مبالغ تعادل أكثر من 1.3 مليون دولار أميركي.
وبدأت القصة في 20 مارس الماضي، عندما تقدمت امرأة إلى مركز للشرطة في مدينة تشنغتشو بمقاطعة خنان الصينية، لتقديم شكوى بتعرضها للاحتيال على يد أحد الرجال الذي أخذ منها 9 ملايين يوان (1.3 مليون دولار) عقب علاقة جمعتها به في العام 2019.
وقالت تلك الضحية في شكوها أن المتهم، تشانغ نان، تمكن من خداعها بعد أن زعم أنه ينتمي إلى أسرة مرقومة، ومن خلال التحقيقات اكتشفت الشرطة أن ذلك "المحتال" قد نصب على أكثر من 20 امرأة في نفس الوقت .
واشارت الفتاة إلى أنها تعرفت إلى نان في مغسلة سيارات حيث كان بدا لطيفًا للغاية قبل أن يباشرا لاحقا في تبادل الرسائل عبر تطبيق "وي شات" لفترة من الوقت وينخرطا لاحقا في علاقة عاطفية.
وتتابع قصتها: "عندما تعرفت عليه كنت أمر بلحظات ضعف عاطفية لدرجة أني تجاهلت الكثير من الإشارات التي كانت تشي بكذبه، ولاحقا أخبرني أن والده يعمل مدير بنك وقد جرى له تلفيق تهم بالفساد وبالتالي يحتاج إلى أموال لإنقاذه من تلك التهم، ولذلك لم أتردد في مساعدته".
وفي مناسبة أخرى أخبرها بأنه يحتاج أموالا لرشوة مدرائه للحصول على ترقية هامة في عمله، لتتوالى طلباته المادية لاحقا ويستولى منها على أكثر من مليون دولار تبين لاحقا أنه صرف كل تلك المبالغ على ملذاته في شراء سيارات فارهة من طراز فيراري ولامبورغيني وإقامة حفلات باذخة.
من جهتها قالت ضحية أخرى، تدعى لين مين (اسم مستعار) إنه وثقت بالمتهم لأنه هو من كان يغدق عليها المال في بداية علاقتهما، مخبرا إياها إنه من عائلة ميسورة الحالة وأن والده يحظى بمنصب حكومي بالإضافة إلى مزاولة أسرته للأعمال التجارية في العديد من دول العالم.
وقالت إنه بعد أن تمتع بثقتها أقنعها ببيع سيارتها الفارهة مقابل 200 ألف يوان لكي "يستثمرها" في عمل مربح.
وزدات: "عندما ذهبت برفقته لزيارة عائلته في البلدة التي يقطنون بها حضر والده لاصطحابهما بسيارة متواضعة ولكنه برر لي ذلك بأنه والده لايزال على رأس عمله ولا ينبغي أن تظهر عليه مظاهر الثراء والغنى".
وأخبرت لي مين الشرطة أنها أدركت أخيرًا أنه حبيبها كان محتالًا في مايو من العام الماضي، عندما تلقت مكالمة هاتفية من امرأة أخرى، ادعت أيضًا أنها صديقة تشانغ نان.
لكن الأمر الذي صدمها هو أنها كانت تقطن في نفس المبنى، وعندما التقيا في اليوم التالي اكتشفا معًا أن صديقهما كان يواعد امرأة ثالثة في نفس العمارة، فقد كانت إحداهن تقطن في الطابق العاشر، والثانية في الطابق السابع عشر ، بينما الثالثة تعيش في الطابق الثامن عشر.
وبعد إلقاء القبض على تشانغ نان اعترف بأنه نصب على لا يقل عن 20 امرأة ، كان قد يواعدهن في نفس الفترة على مدار العامين الماضيين، وأنه تمكن من الاستيلاء على ملايين الدولارات التي أنفق معظمها ملذاته، مثل المقامرة والحفلات الباذخة.
ولدى سؤاله عن الطريقة التي مكنته من خداع جميع اؤلئك النسوة دون أن يعاني أي مصاعب أو مشاكل في تنسيق المواعيد، أجاب أنه كان يخبر بعضهن أنه رجل أعمال مهم ويخبر أخريات أنه يعمل في وظيفة مرقومة وبالتالي كان ذلك يتطلب منه السفر لأيام طويلة ومتكررة.
وعقب انتشار قصة ذلك المحتال في وسائل الإعلام المحلية أصدرت الشرطة بيانا تحذر فيه النساء وتطالبهن بتوخي اليقظة وعدم الوقوع في فخ "المحتالين الرومانسيين" وجاء في البيان"إذا كنتن جادات في الارتباط والزواج فينبغي دائما أخذ الحذر والحيطة".