تحت العنوان أعلاه، كتب أندريه إيفانوف، في "سفوبودنايا بريسا"، حول خطورة وضع شركات تكنولوجيا المعلومات الكبرى فوق القانون في مدن خاصة بها مستقلة داخل أمريكا.
وجاء في المقال: أعلن حاكم ولاية نيفادا ستيف سيسولاك عن رغبته في بناء مدن مبتكرة يديرها عمالقة تكنولوجيا المعلومات. ووفقا للفكرة، سوف تتمكن الشركات الكبرى من الحصول على 200 كيلومتر مربع على الأقل من المساحات الشاغرة لاستخدامها، وسيُطلب منها استثمار ما لا يقل عن مليار دولار في تطوير هذه المنطقة على مدى 10 سنوات.
إذا نجح تطبيق الفكرة، فسيكون للشركة الحق في تشكيل حكومة محلية، بالإضافة إلى تحمل المسؤولية عن المحاكم والمدارس في منطقتها. بل سيكون من الممكن إصدار القوانين الخاصة بها وتحصيل الضرائب.
وفي الصدد، التقت "سفوبودنايا بريسا"، أخصائي الذكاء الاصطناعي والكاتب والصحفي إيغور شنورينكو، فقال:
يتمتع الأمريكيون بخبرة كبيرة في إنشاء مناطق ذات أسلوب حياة معين. في الواقع، الولايات المتحدة نفسها تم إنشاؤها كاتحاد ولايات مختلفة. وقد رأينا، خلال العام الماضي، أن الاحتكارات الرقمية الكبيرة لم تعد تخفي رغبتها في تولي جزء من الوظائف الحكومية.
تحتاج الشركات إلى الدولة كآلة تضمن التوسع في الخارج، والسيطرة على الأسواق الخارجية. لذلك، فهي لن تدمر الدولة الأمريكية، إنما ستستخدمها في اندفاعها في جميع أنحاء العالم.
يمكننا القول إن هذا حدث من قبل، لكن ليس بهذا الشكل. ومن المستبعد أن يتصدى لهم رئيس الولايات المتحدة الحالي.
وسوف تجري عمليات مشابهة في روسيا. يمكن ذكر منطقة "سيريوس"، التي سوف تدار وفقا لقوانينها الخاصة.
هل هناك خطر من أن تضع شركات تكنولوجيا المعلومات قواعدها الخاصة؟
الخطر في عدم خضوع التقنيات المتقدمة لرقابة المجتمع بأي شكل من الأشكال. تريد شركات تكنولوجيا المعلومات أن يتحلى الناس العاديون بالشفافية، بحيث لا يتمكن أي شخص من إخفاء أي شيء. لكنهم هم أنفسهم يقومون بأنشطة غير شفافة. بالتأكيد، في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، سيختبرون بعض الطرق الجديدة للتحكم بالناس.
سوف يبدؤون اختبار التقنيات الجديدة في المنطقة الخاضعة لسيطرتهم، ثم ينشرونها في جميع أنحاء العالم.