آخر الأخبار
  انتهاء مهلة الاشتراك في التوجيهي   انتهاء مهلة الاشتراك في التوجيهي   ما قصة تغيير التوقيت عبر هواتف الأردنيين الذكية   أجواء دافئة بالصباح وعدم استقرار جوي بالمساء   هل سيتمكن "الاحتلال" من القضاء على حماس؟ وول ستريت جورنال تجيب ..   بيت العمال : العفو العام سيشمل جميع المخالفات لأحكام قانون العمل التي ارتكبت قبل ١٩ آذار / مارس ٢٠٢٤   هذا ما ستشهده حالة الطقس غداً الجمعة   العيسوي يلتقي وفدا من منطقة المنارة بإربد   المعايطة يفتتح مركزي دفاع مدني شهداء البحر الميت والشونة الجنوبية   الحكومة تعلن عن تحويلات مرورية على طريق المطار - تفاصيل   11 مليون دقيقة اتصال خلال الربع الرابع بالعام 2023   النائب صالح العرموطي : هذا التصرف يتعارض مع احكام الشرع الحنيف وخرق فاضح لحرمة شهر رمضان المبارك   3 سنوات سجن وغرامة 1000 دينار بعد ضبط 1960 كبتاجون كان يخبئها في سيارته .. تفاصيل   إتصال هاتفي يجمع بين الصفدي ووزير الخارجية البريطاني وهذا ما دار بينهما   الحكومة تحذر من مخالفات "جمع التبرعات" .. تفاصيل   توجيهات من مدير الامن العام بشأن المتقاعدين العسكريين   التربية: انتهاء مهلة التسجيل لامتحان "التوجيهي" مساء اليوم   الإفتاء الأردنية توضح حكم تناول أدوية سد الشهية في رمضان   44.40 دينارا .. ارتفاع قياسي جديد على أسعار الذهب محليا   الربط الكهربائي الأردني- العراقي سيدخل الخدمة السبت المقبل

السرد القصصي الرقمي في التعليم

{clean_title}
السرد القصصي الرقمي في التعليم
هناك تحد لا يمكن إغفاله يواجه المعلم في الميدان التعليمي يتمثل في كون الجيل الذي يتلقى المعلومة جيل رقمي Digital natives تأثر بصفات هذا العصر وتناغمت حياته مع إيقاعها السريع، فقد استخدم الأدوات والأجهزة الرقمية مثل "الأي باد IPad" و "الايبود IPod" والهاتف الذكي "Smartphone” والكمبيوتر بأشكاله منذ أن درج على هذه الأرض، يصحبها معه أينما ذهب وحيثما حل، في الطريق والسيارة وغرفة نومه وأيضا ...في الحمام! يستخدمها في لهوه وجده.
بالمقابل فإن معلمنا وإن استخدم وسائل تكنولوجيا المعلومات في مرحلة متأخرة يعتبر مهاجرا رقميا "Digital Immigrant"إلى دنيا هذا الجيل، لن يجد مكانته دون أن يتعلم لغته ويمارس ثقافته رغب بذلك أم لم يرغب! في الوقت الذي تزداد فيه الحاجة لاستخدام التكنولوجيا في الصف.
تُركز المناهج المدرسية على النص والبيانات في صورة الكتب التقليدية، وإن حُمّلت على شبكة الإنترنت بصورة ملفات من نوع Pdf أو Doc -أو غيرها - تبقى نصوصا تفتقد للحيوية حتى لو أستخدم اللمس أو "الماوس" لتصفحها.
عندما ينهي المعلم شرحه هل ينتظر من الطالب كتابة ملاحظاته؟ ملخص أهم النقاط لهذا الموضوع، لكن الطالب لا يفعل! المادة أولا في الكتاب ثانيا في ملخصات توفرها المكتبات بسعر زهيد هي وحل التمارين ثالثا في مواقع على النت بصورة ملفات رقمية نصا وفيديوهات. فماذا يصنع؟
هل سيعرض المادة بطريقة تخالف كل هذه المصادر – ويستطيع - لكن الطالب ينفر منه ومن حصته أم يرتقي بمستوى المادة إلى مستوى أعلى فيخالف المنهاج أم يلبس نظارته السوداء حتى لا يرى الواقع؟ أم يتحدث بلغة رقمية و يبحر مع طلبته في هذا المنجم الغني بالمصادر المعلوماتية ليميز معهم بريق الذهب من غيره يثير فضول الطلبة و اهتمامهم؟
تغيرت نظرة المجتمع إلى المعلم فقد انتهى الزمن الذي كان فيه للمعلم مكانة العالم وأصبح يُنظر إليه صاحب صنعة مثله مثل النجار أو "البنشرجي" فإن لم يُحسن صنعته فإن الميدان فيه الكثير الكثير غيره. فماذا يصنع أمام هذه التحديات والطالب يسبقه بخطوة أو اثنتين في دنيا تكنولوجيا المعلومات و الاتصال؟
نلجأ عادة للقصة التي تثير التساؤلات في جو من الغموض و التشويق لتقديم المادة و جذب انتباه الطالب و ربما نستعين بمهارات الدراما الإبداعية "Creative Drama" نوزع الأدوار و نبدأ التمثيل دون نص جاهز أو أزياء أو مسرح فمثلا: يختار المعلم طالبين أحدهما في دور الأب والآخر في دور الابن الذي عاد متأخرا إلى البيت ويطلب منهما أداء الأدوار بالاعتماد على الخيال ثم يناقش الأفكار التي تناولها كل منهما ، لكن التطور أدرك القصة وسردها.
انتشر في العالم مع انتشار الأجهزة الرقمية و مهارة استخدامها ما يسمى بالسرد القصصي الرقمي، يتمثل في عمل فيديوهات قصيرة نسبيا تدمج الصوت والنص والصورة الثابتة والمتحركة في محاكاة للفيلم السينمائي ، بدأ انتشارها في الإعلام ثم تعددت استخداماتها تخاطب الطفل والناشئ و الرجل العادي في شتى المواقع الاجتماعية لتصل إلى الصف.
إن قِصَر مدتها تغري المتصفح لأنها تنسجم و إيقاع العصر الرقمي و إن طالت -عادة لا تزيد عن ثلاث دقائق- سرعان ما يهاجمه الملل لينتقي شيئا آخر فهو كالفراشة في تنقلها من زهرة إلى أخرى بما يتوفر له في اليوتيوب و الفيسبوك و تويتر وإنستغرام من ملفات رقمية.
هنا نحتاج أن يكون المعلم ذو طلاقة رقمية "Digital fluency" لا يتوقف عند المعرفة بل يتجاوزها إلى مهارة استخدامها والمنافسة في مجالاتها يستطيع اختيار الوسيلة الرقمية المناسبة ، يتقن استخدام البرمجيات التي تدمج الصورة والصوت والحركة فيكون عونا لطلبته موجها و ناقدا.
ينوع في أساليب تعليمه بين ما هو تقليدي وحديث في مجالات التربية والتعليم التي تتطور باستمرار، يكلّف طلبته بواجبات يقتضي إجراؤها العمل في منصات رقمية ، قد يطلب منهم عمل فيديو قصير يتحدث فيه الطالب عن حادثة شخصية أو هواية معينة وربما قصة وثائقية تاريخية أو علمية.
كل ما يحتاجه الطالب كاميرا رقمية للصور الثابتة و المتحركة وماسح ضوئي و جهاز كمبيوتر وبرمجيات صناعة الفيديو يساعده قيم مختبر الحاسوب في الحصول على ذلك.
لا شك أن العمل يحتاج إلى فريق متعدد المهارات بين كتابة النص البسيط الواضح بجمل قصيرة و المصمم الذي يمزج اللون والشكل و الحركة و المبرمج الذي ينقل ذلك كله إلى لغة رقمية و تحميلها على منصة مناسبة.
والتجربة تورث الخبرة لينتقل إلى القصة الرقمية المطوّلة و التفاعلية و التي تتطور بتقدم الطالب في سني دراسته و انفتاحه على العالم الرقمي المتغير باستمرار، إن التحدي كبير فيما يطلبه من معرفة وتكاليف و إيمان و ثقة فهل يستطيع معلمنا مواجهة ذلك؟
سعيد ذياب سليم