جراءة نيوز - عمان : اعلن الامين العام لحزب الله حسن نصر الله انه “لا يجادل احد ان اسرائيل هزمت عام 2000 وانتصر لبنان وتحقق انجاز تاريخي، واسرائيل خرجت مهزومة ذليلة”، مضيفا انه “لا يجادل احد ايضا ان الفضل في هذا الانتصار بعد الله هو للمقاومة.. لا متجمع دولي ولا جامعة الدول العربية ولا احد”. واعتبر ان “اي كلام آخر هو كلام مجانين او حساد.. لا ينكره الا مكابر او حاسد”، مشيراً الى أن “الكل يعرف ايضا انه بعد انتصار الألفين المقاومة لم تطلب ان تحكم ولم تطلب سلطة ولا جزءا من السلطة بل اهدت النصر للبنانيين وقالت للسلطة ان تتحمل مسؤولياتها على الحدود”. وقال نصر الله في كلمة له خلال حفل الإفطار السنوي المركزي لهيئة دعم المقاومة الإسلامية يوم الاربعاء 1 اغسطس/آب: “بعد نصر العام 2000 برز مطلب اميركي اسرائيلي واصبح غاية وهدفا هو الانتهاء من المقاومة وسلاحها، باعتبار ان حزب الله كان يُعتبر الفصيل الاكبر والاساسي من المقاومة، واصبح العنوان نزع سلاح حزب الله، وهم يريدون نزع سلاح حزب الله الذي يهزم اسرائيل”.
نصر الله: عرض على الاسد البقاء في لبنان وجنوبه مقابل نزع سلاح حزب الله والفلسطينيين
واوضح: “بعد العام 2000 عرضت علينا مساومات في موضوع السلاح لها علاقة بالسلطة والمال من اميركا وغيرها، ورفضنا ذلك كله لاننا نرى في وجود المقاومة ضمانا وقوة للبنان وحماية لشعبنا الذي تخلى عنه كل العالم”.
واشار الى انه “في 2004 قبل صدور القرار 1559 عُرضت على سورية تسوية لهذا الامر، والفت اللبنانيين، خاصة 14 آذار، انه كان هناك تفاوض تحت الطاولة مع السوريين على رؤوسكم، وجاء حاكم عربي وقال لبشار الأسد اذا اردت البقاء في لبنان يمكنك ذلك، والدخول الى الجنوب، ايضا ولكن الأسد سأله ما هو الثمن؟ فأجابه بأن الثمن هو نزع سلاح حزب الله والفلسطينيين، وقال له التفويض الدولي يبقى لك للبقاء في لبنان”. وأكد نصر الله ان الرئيس السوري رفض هذا العرض وقال للحاكم العربي: “اذا جاء الاسرائيلي ليفرض امرا يستطيع ان يمسح خلال ساعتين الفرقتين السوريتين في الجنوب”، ولفت الى ان “الأسد ينظر الى المقاومة في لبنان وفلسطين كجزء من استراتيجية امن قومي عربي”.
وقال نصر الله انه “في ذلك الحين بدأت لقاءات طويلة بيني وبين الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وتوافقنا ان سلاح المقاومة يجب ان يبقى الى اليوم الذي تنجز فيه تسوية شاملة في المنطقة، وبعد انجاز التسوية نجلس ونتفاهم ماذا سنفعل بسلاح المقاومة وعلى هذا الاساس كنا نبني تفاهما سياسيا”، مشيرا الى انه “كنا نرفض ان ندخل في اي نقاش رسمي حول موضوع سلاح المقاومة ولكن من اجل ان نطمئن اللبنانيين قدمنا تنازلا وقبلنا مناقشة سلاح المقاومة وهذا الامر حصل في التفاهم مع التيار الوطني الحر في شباط 2006″.
نصر الله: كل كلام عن اننا لا نريد تقديم الاستراتيجية الدفاعية هو وقاحة
وتابع: “كان هناك تفاهم ضمني بيننا وبين سعد الحريري الذي قال لي ان كل ما اتفقت عليه مع الوالد نكمل فيه”، مضيفا “في طاولة الحوار حصل النقاش الى ان وصلنا الى آخر نقطة، بري قال لهم تفضلوا وكان معلوما اننا سنناقش الاستراتيجية الدفاعية ولكن لا احد تفضل ولا احد ناقش، وانا عرضت رؤية حزب الله للاستراتيجية الدفاعية وقلت اننا بحاجة لاستراتيجية دفاعية متكاملة سياسيا وتربويا واقتصاديا وليس فقط السلاح، عندما وصلنا الى العسكر قلنا ان هناك ركيزتين جيش قوي ومقاومة شعبية قوية وتكامل بينهما”، و”كل كلام عن اننا لا نريد تقديم الاستراتيجية الدفاعية هو وقاحة”.
امين حزب الله: المقاومة تستطيع الحاق الهزيمة بالعدو بأي حرب برية
وحول موضوع الحوار الوطني، أضاف نصر الله “قلت على طاولة الحوار ان المقاومة تستطيع الحاق الهزيمة بالعدو بأي حرب برية، وهذا ما حصل في حرب تموز”، مؤكدا انه “لم تناقش ورقة حزب الله للاستراتيجية الدفاعية حتى هذه اللحظة”، معتبرا ان “المطلوب ليس النقاش بل هناك امر واحد مطلوب من العام 2000 طالما هناك التزام مع الغرب وهو نزع سلاح المقاومة”.
وشدد امين حزب الله انه “لم يكن النقاش على طاولة الحوار يهدف لحماية لبنان، 14 آذار لم يجلسوا على طاولة الحوار لبحث كيفية حماية لبنان بل هناك موضوع واحد ان اميركا تريد السلاح واعطوها اياه”، لافتا الى ان “اوراق قُدمت من بعض 14 آذار لا تستند الى تجارب ولا رد على استراتيجيتنا وفيها شيء واحد اعطوا السلاح للجيش”، مشيرا الى ان “احد قادة 14 آذار قال قبل ايام لا تتعبوا انفسكم بمناقشة الاستراتيجية بل ان نظام الأسد سيسقط وسيسلم حزب الله سلاحه، اذا الهدف سلاح حزب الله”.
من يتحدث عن تسليم سلاح المقاومة للجيش يضيع المقاومة ويفرط بالجيش
واعتبر نصر الله انه “اذا سلمنا سلاح المقاومة للجيش اين سيضع الجيش هذا السلاح والصواريخ؟ من يتحدث عن تسليم سلاح المقاومة للجيش يضيع المقاومة ويفرط بالجيش”.
وأوضح ان “الذي يحمي لبنان اليوم هو توازن ردع ورعب مع اسرائيل، اي كما يخاف لبنان من اسرائيل كذلك هي خائفة من لبنان، ما يقيم توازن الردع خشية اسرائيل ممن يملك السلاح، في اللحظة التي يصبح فيها السلاح تحت امرة الدولة يفقد قوته في الردع ، والاميركي يمكنه حينها ان يطلب من المسؤولين عدم الرد على اي اعتداء اسرائيلي لأن هذا نظامنا وآليات اتخاذ القرار في النظام معطلة، وبالتالي يمكن للاسرائيلي ان يستبيحنا. في توازن الردع يجب ان يبقى العدو خائفا”، معتبرا ان “الاستراتيجية المناسبة حاليا وجود جيش قوي ومقاومة قوية ووجود تناغم وتنسيق بينهما”.
نصر الله: تخلي الدولة عن وضع استراتيجية تحرير يعني ايكال هذه المهمة للشعب
ولفت الى أن “الحديث عن استراتيجية التحرير ليس جديدا ، واقول اننا نحتاج الى استراتيجية تحرير واستراتيجية دفاع ،واذا الدولة ارادت ان لا تضع هكذا استراتيجية من حق اهل الجنوب واي لبناني ان يقول ان هناك ارضا محتلة ونحن سنقوم بالواجب”، معتبرا ان “تخلي الدولة عن وضع استراتيجية تحرير يعني ايكال هذه المهمة للشعب”.
وأكد نصر الله ان “نقاش استراتيجية التحرير يؤدي الى تثبيت المقاومة، ولذلك لا يريدون وضع هكذا استراتيجية”، مشددا: “لسنا عبدة سلاح ولا اراضي ولا كيانات، بل نحن عبدة الله، لكن الله عندما خلقنا فطرنا على الشرف والعزة ورفض لنا بالفطرة ان نعيش اذلاء وان يحتل احد ارضنا”.