وسط تخاذل مجلس النواب عن نصرة الشعب والدفاع عنه من تغول الحكومة عليه وقيامها بفرض الضرائب المتوالية عليه دون ان تجد رادعا يردعها او يسالها الى اين تتجه قام الشعب بنفسه الى اللجوء الى الشارع دون الركون الى من كانوا نوابا عنه للدفاع عنه وعن حقوقه كما هو واجبهم وتحول كل مواطن الى نائب يدافع عن حقه وحق اولاده في الحية الكريمة فخرجوا في مسيرات سلمية وضعوا الوطن في قلوبهم وامنه نصب عيونه فانتصروا بسلميتهم وحجبوا الثقة عن الحكومة والتي اساءت الى عيشهم ووضعت نصب اعينها جيب المواطنين وسيلة للجباية دون محاولة التفكير لحل مشاكلها الاقتصادية الا بالجباية .
بات واضحاً أنّ هذه الحكومة سقطت على الصعيد الشعبي فهناك فئة كبرى من الشعب رفضتها علناً.
ولم يخرج في تاريخ الاردن اعداد من المواطنين كما خرجت في الايام السابقة الى الساحات والشوارع في مختلف المحافظات بما فيها العاصمة عمان والتي جاوزت اعدادهم عشرات الالاف في احيان كثيرة عبروا فيه عن رفض الحكومة واجراءاتها وسط تخاذل نيابي عن نصرة من يمثلهم واضطروا اخيرا الى ركوب الموجة بعد شاهدوا باعينهم حجم الرفض الكبير الذي واجهته الحكومة من ابناء المجتمع الاردني الواحد .
اضطر ابناء الشعب الواحد الى النزول الى الشارع ولعل وعسى ان يحسن خياراته في المرات القادمة ويختار اصحاب الخبرة والكفاءة من النواب لا ان يختارهم على اساس عشائري او مصلحي .
اثبت الشعب الاردني وعيا كبيرا واثبت خوفا على وطنه فحافظ على وطنه من العبث و التكسير واستمر نهارا بحياته العادية دون تغيير ليخرج في الليل ليدافع عن حياته ومكتسباته من تغول الحكومة وعجز مجلس النواب في الدفاع عنه .