آخر الأخبار
  تحقيق: جنرالات الأسد يخططون لتمرد سينفذه 168 ألف مقاتل   "الأرصاد" : طقس بارد ومنخفض جوي يؤثر على الأردن السبت   تقرير المحاسبة: جرافة "الكرك" تسافر للصيانة وتعود بعد 4 سنوات "معطلة" في واقعة غريبة   منخفض جوي ماطر وطويل التأثير يبدأ السبت ويشتد الأحد والاثنين   تحديد موعدي شهري شعبان ورمضان فلكيا   حاويات ونقاط جمع نفايات لوقف الإلقاء العشوائي في المحافظات   ورقة سياسات: 3 سيناريوهات لتطور مشروع مدينة عمرة   الأردن استورد نحو 300 ألف برميل نفط من العراق الشهر الماضي   "وزارة التربية" تصدر تعليمات حاسمة لطلبة التكميلي وتحدد آليات الدخول للامتحانات   المعايطة: أعياد الميلاد المجيدة تمثّل صورة حضارية مشرقة للتعايش والوئام الديني وتبرز الاردن كوجهة روحية عالمية   نقيب الألبسة: استعدادات كبيرة لموسم كأس العالم عبر تصميمات مبتكرة لمنتخب النشامى   33328 طالبا يبدأون أول امتحانات تكميلية التوجيهي السبت   أمطار غزيرة وثلوج كثيفة في عدد من الدول العربية نهاية الأسبوع .. تىفاصيل   ابو علي: مباشرة صرف الرديات الاحد واستكمال صرف الـ 60% المتبقية خلال الاشهر الاولى من 2026   تنويه هام من التنفيذ القضائي الى جميع المواطنين   وفاة 3 أطباء أردنيين .. اسماء   وزير الداخلية يتفقد الأعمال الإنشائية في جسر الملك حسين   الخارجية: استلام جثمان المواطن عبدالمطلب القيسي وتسليمه لذويه   العدل: تنفيذ 2143 عقوبة بديلة عن الحبس منذ بداية العام الحالي   تعرف على تطورات المنخفض الجوي القادم إلى المملكة

كيف رد السفير العراقي بزمن صدام حسين على رسالة عاتبته لدفعه أموالاً عن طالبين سوريين تعرضا للسرقة

{clean_title}

كتب الكاتب السعودي عبدالمحسن حليت مقالة اثر وروده نبأ وفاة السفير العراقي 'ر.ع' الذي كان يمثل العراق في العاصمة الايطالية روما.

وتلخصت وقائع المقالة قصة حصلت مع طالبين سوريين في روما قدما الى ايطاليا لاستكمال دراستهما، قبل ان يتعرضا للسطو من لص سرق كل ما يملكانه من نقود قبل ان يسجلا في الجامعة، ولدى سماع السفير بالقصة هرع لمساعدتهما ودفع حساب الفندق و الجامعة من ماله الخاص رغم توتر العلاقات بين قطبي حزب البعث (النظامين السوري و العراقي) أنذاك.

 

وتالياً نص المقال:

بلغني اليوم نبأ مؤلم ..
توفي يوم أمس السفير العراقي 'ر. ع'
ولكي تعلموا مبعث حزني وألمي .. فلهذا الحزن والألم قصة لا بد أن تسمعوها ..

في أواخر عام 1994م ، كنت في 'روما' أقضي إجازة قصيرة ، مع صديق عراقي يعيش ويعمل هناك .. إسمه 'يوسف'.
كنا – كما أذكر – نجلس على أحد المقاهي .. ودار حديث بيننا عن 'العروبة' .. وذكر لي 'يوسف' قصة خلاصتها :
أنه خلال احتدام الحرب الباردة بين جناحي البعث العراقي والسوري أي بين الرئيسين 'صدام حسين' و 'حافظ الأسد' ، وصل إلى إحدى العواصم الأوربية شابان سوريان في مقتبل العمر بغرض الدراسة .. وبعد مكوثهكا لأيام في أحد الفنادق الصغيرة ، وقبل أن ينتهيا من إجرآت التسجيل لدخول الجامعة ، سطا لص عليهما وأخذ كل ما كان معهما من مال ، مما جعل صاحب الفندق يهددهما بإبلاغ الشرطة إذا لم يدفعا ماعليهما من مبالغ.

وبالصدفة المحضة ، علم السفير العراقي في تلك العاصمة عن الأمر ، فذهب بنفسه إلى الفندق ودفع من مالة الخاص ماعليهما من مستحقات ، ثم أخذ الشابين إلى فندق آخر ، وظل يدفع تكاليف إقامتهما إلى أن انتهت إجرآءات الجامعة.

وعلمت وزارة الخارجية في 'بغداد' عن القصة .. وأرسلت إلى السفير استفسارا حول ما فعل تجاه الشابين .. خصوصا أنهما مواطنان سوريان ، وكانت الرسالة كلها انتقاد وتعنيف ولوم وتلويح بالمساءلة حول هذا التصرف.

فما كان من ذلك السفير إلا هذه الإجابة :
سعادة وكيل الوزارة المحترم ........
تحية الأخوة والزمالة .. وبعد ............
إنني أدرك تماما الوضع الذي نحن عليه مع النظام السوري ، وأنا كسفير ملتزم بكل اللوائح المعمول بها ، وعلى دراية بكل مايلزمني كسفير للعراق .. لكنني أحب أن أذكر الزميل العزيز أنني لم ولن أنسى أنني 'عربي'.
خلال فترة شغلي الرسمي كسفير .. لم أفعل شيئا تجاه هذين المواطنين العربيين السوريين. لكن حين تنتهي ساعات العمل الرسمية أنا أعود مواطنا عربيا أحس أن كل إنسان عربي في قلبي ووجداني ، وذلك الوقت الذي قضيته في الوقوف مع هذين الشابين كان وقتي وليس وقت العمل، والمال الذي صرفته عليهما كان من جيبي وليس من جيب السفارة فأنا يازميلي العزيز موظف عند 'عروبتي' قبل أن أكون موظفا عند حكومتي ، وإذا كان فيما قمت به من تصرف يقلل من سمعة وشرف العراق فإنني على استعداد لتحمل كامل المسؤلية بما في ذلك استقالتي.
دمتم ودام العراق .

وجاءه الرد بعد أقل من ساعة على الفاكس وبخط يد رئيسه قائلا (بيض الله وجهك).
وأقر وأنا بكامل قواي العقلية أن الدموع كانت تغادر كل خيام الكبرياء في عيني .. وأذكر أن 'يوسف' سكت لبرهة ثم بدأ بممازحتي قائلا :
'أبو المحاسن .. آني أعرف إنو لو فيه أكو بنت اسمها 'عروبة' كان اتزوجتها'.
ثم أردف :
' على فكرة .. الرجل هني في 'روما' عند بنته اللي تدرس بالجامعة'.
وكدت أقفز فرحا .. ورجوت 'يوسف' أن يأخذني إليه .. وأذكر أنه نظر في ساعته ثم استمهلني قليلا ليتصل به من تلفون قريب .. عاد بعدها إلي قائلا:
'الرجل ينتظرنا .. ياللا قوم'.

ووصلنا ألى شقة ابنته التي رحبت بنا ثم أدخلتنا عليه .. وحينا رآنا هب مرحبا .. وقبل أن أصافحه أذكر تماما ماقلته له:
سعادة السفير .. المتشرف أمامك مواطن عربي من المملكة العربية السعودية .. أنا ياسيدي لم آت إلى هنا لأشرب فنجان قهوة أو شاي ولا كأسا من العصير .. بل أتيت لأقبل جبينك .. ولم يدعني أكمل ، فانخرط في بكاء إلى أن أشفقت عليه ابنته 'عفراء' وأجلسته على كرسي قريب.
ثم نهض وعانقني وهو مايزال يجهش ولم يسلم أحد منا من دموعه لا عفراء ولا يوسف ولا طبعا أنا.
ثم تكرم الرجل وأطلعني على رسالته ورد رئيسه من بغداد ، وطلبت منه نسخ…