في خطوة كبيرة، ستشكّل انعطافة وتحولا كبيرا لإثراء قطاع التجارة الإلكترونية في المنطقة العربية، أعلن عملاق التجارة الإلكترونية العالمي "أمازون"، اليوم، رسميا، عن استحواذه بالكامل على شركة "سوق دوت كوم" بخدماته ومنتجاته المختلفة، بدون الإعلان عن حجم الصفقة التي شملت جميع المنتجات والخدمات التي تقدمها شركة "سوق دوت كوم".
وبذلك تحسم "أمازون" -أكبر شركة عالمية عاملة في مضمار التجارة الالكترونية- موضوع الاستحواذ على الشركة العربية التي تتخذ من دبي مقرا لها، وذلك بعد حوالي 7 شهور من المفاوضات بين الطرفين.
وقالت "أمازون"، في إعلانها الرسمي -الذي تناقلته اليوم وسائل إعلام عالمية وعربية- إن هذا الاتفاق الذي ستنضم "سوق.كوم" من خلاله إلى عائلة شركة "أمازون"، سيتيح لموقع "سوق.كوم" المزيد من الفرص للنمو وعرض عدد أكبر من المنتجات، إضافة إلى التوسع بالأسواق حول العالم.
ونقل البيان الرسمي عن راس غراندينيتي، نائب الرئيس الأول للمستهلكين الدوليين في شركة "أمازون": "تشارك شركة أمازون سوق.كوم القيم والتوجه نفسهما من حيث الخدمات المقدمة للعملاء والابتكار والتخطيط الطويل الأمد". ويتابع: "يعد سوق.كوم رائداً وعملاقاً للتجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط، ويقدم لعملائه في المنطقة تجربة تسوّق رائعة. ولذلك فنحن نتطلع على حد سواء إلى اكتساب المعرفة بالأسواق المحلية منهم وإلى تقديم الدعم لهم مع تقنيات شركة أمازون المتطورة والمتميزة إلى جانب مواردها العالمية. يداً بيد، سنعمل على توفير أفضل خدمة ممكنة إلى ملايين العملاء في الشرق الأوسط".
ونقل عن الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لدى "سوق.كوم"، رونالدو مشحور، قوله: "معا شركة أمازون وسوق.كوم سيكونان كدرع واحدة في التجارة الإلكترونية عالميا، وتشكّل صفقة الاستحواذ هذه خطوة رئيسة في مسيرة تعزيز مكانتنا ونمو حضورنا لتقديم خدمات أفضل وأشمل لعملائنا في المنطقة". ويضيف: "من خلال انضمامنا إلى أسرة شركة أمازون، ستُتاح لنا الفرصة للتوسع والارتقاء بعمليات التوصيل مع سرعة أعلى وإتاحة خيارات أكثر للعملاء، فضلاً عن سجل شركة أمازون المتواصل في تمكين البائعين وضمان رضا المستهلكين".
و"سوق دوت كوم" هو أكبر موقع للتجارة الإلكترونية في العالم العربي، ويضم أكثر من 400000 منتج من مختلف الفئات التي تشمل الإلكترونيات، والأزياء، والمنتجات المنزلية، والساعات، والعطور، وغيرها.
ويجذب الموقع اليوم أكثر من 23 مليون زائر شهرياً، وينمو بسرعة كبيرة بسبب ازدياد عدد المتسوقين عبر شبكة الإنترنت في العالم العربي.
وغالبا ما يسمى "سوق دوت كوم" بـ"أمازون الشرق الأوسط"، وهو يعمل كموقع للبيع بالتجزئة بالإضافة إلى عمله كسوق للبائعين من جهات خارجية. ويقدم تجربة تسوق مريحة وآمنة مع إمكانية الدفع عبر الإنترنت، وإمكانية الدفع نقداً عند استلام السلع، وإمكانية إرجاعها مجاناً.
وتأسس "سوق دوت كوم" في العام 2005، وكان رائداً في مجال التسوق عبر الإنترنت في المنطقة كموقع للمزاد العلني، ومرتبطاً ببوابة العرب للإنترنت "مكتوب". وعند استحواذ "ياهو" على "مكتوب" في آب (أغسطس) 2009، لم يكن الموقع مشمولاً في الصفقة، فانفصل عن "مكتوب" ليبقى جزءاً من مجموعة "جبار" للإنترنت. بعد ذلك، وفي أوائل العام 2011، تحول الموقع إلى نموذج سوق يبيع بأسعار ثابتة، وثم أطلق قسم البيع بالتجزئة في أواخر العام 2011.
وبالإضافة إلى مقره الرئيسي في دبي، في دولة الإمارات العربية المتحدة؛ يلبي "سوق.كوم" احتياجات الأسواق المحلية بمكاتب تجارية له في كل من مصر والسعودية والكويت؛ ومركز للتطوير التقني في الأردن والهند.
و"أمازون" -ومقرها سياتل في واشنطن- تأسست العام 1994 على يد "جيف بيزوس" وكانت في البداية متجرا لبيع الكتب على الإنترنت وتطورت بعد ذلك بشكل لافت لتصبح اليوم من أشهر المواقع على الإنترنت؛ حيث تعد شركة "أمازون" أكبر شركة للبيع على الإنترنت، تبيع الكتب وأقراص الفيديو الرقمية واسطوانات الموسيقى وبرامج الحاسوب وألعاب الفيديو والإلكترونيات والأغذية واللعب الصغيرة وغير ذلك الكثير.