منذ أن تزوجتُ وأنا أُعاني مِن مشاكلَ مع زوجي، بدأتْ هذه المشاكلُ بسبب بعض التدخُّلات مِن والدتي، وقد أثَّر ذلك على زوجي حتي يومنا هذا؛ علمًا بأني تناقشتُ معه عدَّة مرات في هذا الموضوع، وأخبرتُه أني أحبُّ بيتي، ولا أسمح لأحدٍ بالتدخُّل في حياتنا، وأصبح زوجي لا يذهب إلى أهلي، ولا يأتونني لا في الأعياد ولا في غيرها، ولكن كلما حدَث خلافٌ بيننا يُذكِّرني بما حدَث مِن والدتي أول زواجنا!
وبعدها بدأ زوجي بافتعالِ الخِلافات معي، بخصوص أهلِه؛ فهو يُريدني أن أتواصَل معهم بشكلٍ زائدٍ عن الحدِّ، ويرى أنَّ رضاه عليَّ مُقابل ما أقدِّمه لأهلِه!
علمًا بأنه لا يُقَدِّرني، ولا يحترمني حتى أمامهم، وفي الوقت نفسه ليس موجودًا في حياتي، وإذا حدَث بيننا خلافٌ يهجرني عدة أشهر، وإذا طلبتُ منه الحوار تهرَّب، ويرد عليَّ بطريقةٍ غير منطقية، ويقول لي: أهم شيء في حياتي أهلي ورضاهم، ويكسر بخاطري كثيرًا، ويُقَلِّل مِن قيمتي، وإذا تكلَّمتُ أثناء النقاش بكلامٍ لا يُرضيه يقول لي: مِن أين أتيتِ بهذا الحديث؟ بالطبْع مِن والدتك! علمًا بأني رأيتُ الكثير مِن تدخُّلات أهله في حياتي في أول زواجي، ولم أُكملْ دراستي بسبب رفْض والده!
شخصيتُه مُتقلِّبةٌ جدًّا، ولستُ أدري كيف أتعامَل معه وأكسبه؟ تمنَّيتُ يومًا أن يجلبَ لي هديَّة، إلَّا أنه يقول: إنه لا يعرف هذه الأمور، و إذا حدثتْ لأقاربه مُناسَبةٌ، يُقدِّم لهم هدايا، وإذا قدَّم له العملُ أي منحةٍ قدَّمها لأهله، وأنا لا قيمة لي عنده!
احترتُ كثيرًا معه، وإذا طلبتُ منه الخُرُوج أو الجُلُوس ينبذُني، ويستهين بطلبي ومشاعري؛ علمًا بأني جميلةٌ وصغيرة.
كانتْ عَلاقتي قويَّة بأهلِه أول زواجي، ولكني اكتشفتُ أنهم ينظرون إليَّ في كلِّ صغيرةٍ وكبيرةٍ، وقد خدمتُهم بطريقةٍ لا تُوصَف، علمًا بأني أصغر زوجات أولادهم، حتي وأنا حامل كنتُ أقوم بخدمتِهم، وكل شيء عندي أعطيه لأخواتِه!
بدأتْ حياتي تنهار، ولا منفسَ لي، حتى زيارتي لأهلي محدودة جدًّا، فهو يراني مِلْكًا لأهلي، ولستُ ملكًا له، مع أنَّ به الداء نفسه الذي يرميني به!
لا يجرأ على القِيام بأيِّ شيءٍ في حياتنا؛ خَوْفًا مِن والده، وما زرعه بداخله منذ الصِّغَر؛ فهم لا يحترمون المرأة، ولا يُقَدِّرونها.
أنا لا أُشرِك أهلي في أيِّ شيءٍ مِن أُمُور حياتي، بل إذا طلبتُ منه زيارة أهلي يُعايرني بهم!
في بداية مَشاكلنا شَكَوْتُ لأهلي، وكان مَوقِفُهم سلبيًّا تُجاهه؛ لأنه بادَرهم بقلة الاحترام، فهو شخصيَّة مريضةٌ نوعًا ما، ويحمل الأضغان في قلبه، وإذا رأى مِن إنسانٍ سوءًا يلغِيه مِن حياتِه.
حاولتُ أن أفصلَ بيت أهلي عن حياتي؛ فلا يزورهم نهائيًّا، وأنا لا أطلب منه ذلك؛ تجنُّبًا للمشاكل.
ذهبتُ لأهلِه ذات مرة وأخبرتهم بما يفعلُه معي، فنصحوه، ولكنهم نظروا إليَّ بصورةٍ غريبةٍ، وكأن سبب مَشاكلنا تعلُّقي بأهلي، أصبحتُ أنا المتعلِّقة، وهم لا يرضون أن يحدثَ لبناتهم ما يحدثُ لي بصورةٍ واضحةٍ.
ذهبتُ لبيت أهلي، وتركتُه أشهرًا، وحدَث بيننا طلقةٌ أُولى، وأرجعني والدي له بعد أن ردَّني، وتتدخَّل الكثيرُ مِن الناس، وعلمتُ أنه يُريدني ويحبُّني، ولكنه لا يقدرُ أن يردَّني بسرعةٍ بسبب والده!
أنا لا أعلم أين هو مِن حياتي؟ لا توجد ثقة بيننا، حتى إنه لا يعطيني مصروفًا؛ خوفًا مِن أن أعطي أهلي، يعيش بمرض وتعب نفسيٍّ، لدرجة أنني كرهتُ أهلي بسببه، وهو يستهين بهم!
وإذا كنتُ معهم يتفنَّن في تقليل قيمتي أمامهم وإهانتي، وإذا سافر مدَّة وحدث تقصيرٌ مني خلال هذه المدة تُجَاه أهله يضع اللوم عليَّ!
عاقَبَني منذ مدة بطردِ خادمتي، بسببِ عدم زيارتي المستمرة لأهله، وأنا أُعاني مِن آلام الظَّهْر، وغير ذلك، وبيتي صغيرٌ جدًّا، والله مُنعِم عليَّ مِن فضلِه، لكني لا أحس بالراحة فيه.
زوجي غير مسؤول عن أيِّ شيء يخرب في البيت، فهو مسؤول فقط عن الأكْلِ والشُّرب، ورضا أهله، وأنا - قسمًا بالله - لا أقصِّر في حقِّه؛ وأحاول أن أكسبه.
فقدتُ الثقة فيه، فهو دائمًا يظلمُني، ويحب أن يَعِيبَ الناس، ودائمًا ينظر هو وأهله إلى الناس على أنهم الأفضل بشكل غير طبيعي!
لا ينفِّذ أي طلبٍ لي، إلا الطعام والكسوة، مع أنه يقوم مع أهله بأفضل الواجبات، وينفق عليهم ببذخٍ!
أصبحتُ عَصبيَّة بطريقةٍ مُبالَغ فيها، حَرَمني مِن أهلي شهرًا بسبب عدم ذَهابي لأهلِه! يسألني: كم مرة دَعَوْتِ أهلي، وتزداد المشاكل، أنا ليست لديَّ أية مشكلة، ولكن أينَ أنا مِن هذا كلِّه؟!
أحسُّ بأن لديه مشكلةً نفسيةً كبيرةً؛ فهو لا يستطيع أن يُطَلِّقني، ولكن يهملني ويهجرني، تعبتُ كثيرًا.
لديَّ احتياجات كأي امرأة، فما الحل؟!
أُريد زوجًا حبيبًا، أُريد أسرةً مُتماسِكةً، أريد استقرارًا نفسيًّا، ليس حِرْمانًا! إنْ عامَلَني نوعًا ما بالحُسنى أشعر بالخوْفِ؛ لأنه سيعود لطباعِه قريبًا، وإذا جلَس في البيت فلا يتعلل إلا بالنوم، والجوع، والمرض، وإذا خرجنا معًا تململ!
أصبحتُ أكره جميع المناسَبات؛ بسبب المشاكل، أريد أن يُخبرني أحدٌ: هل الزواج أن تُستَعبد المرأة؟! أنا الآن أُفَكِّر في الطلاق تفكيرًا دائمًا، فهل ترونه حلًّا؟