وكاله جراءة نيوز - عمان - ما زالت حمى الاقاله المفاجئه لحكومة الدكتور عون الخصاونه تلقي بظلالها على مختلف الصالونات السياسيه التي غرقت في تكهن اسباب هذا الرحيل المفاجئ وسبب اختيار القصر لشخص الدكتور فايز الطراونه اذ تشير المعلومات الخاصه التي حصلت عليها سرايا ان اختيار القصر كان يصب باتجاه اسناد الحكومه المقبله لشخصيه قويه نافذه تستطيع التعامل مع الحراكات الشعبيه والنواب بطريقه ذكيه ويكون لشخصها كاريزما تؤهله اعاده هيبة الدوله التي تراجعت بشكل خطير ابان حكومة الخصاونه حيث كان القصر يسير باتجاه طرح اسم رئيس الوزراء الاسبق عبد الرؤوف الروابده الذي وصفه القصر في جلسه خاصه بانه سيكون رجل المرحله الا ان الامور في الساعات التي تلت ذلك الاختيار مالت باتجاه استبعاد الرجل الذي كان قاب قوسين او ادنى من تلقي هاتف من مكتب جلالة الملك يطلبه لمقابله خاصه في منزل "البركه "كان سيجري فيها تكليفه رسميا بتشكيل الحكومه التي كانت ستخلف حكومة الخصاونه فما الذي حدث.
تقول المعلومات الراشحه لجراءة نيوز ان نصائح وصلت القصر تشي بضرورة استبعاد الروابده ولو مؤقتا في هذه المرحله بحكم ان اسم الاخير يعتبر استفزازيا للاسلاميين الذين لا يرتبطون بعلاقات طيبه مع الاخير بعد ان قام باستبعاد قادة حماس الى قطر ابان حكومته الاخيره وقام بتقليص نفوذ الاسلاميين في عديد من المجالات اذ لم تشهد علاقة الرجل بالاسلاميين منذ ذلك الحين اي تحسن وزاد من توترها تصريحات الروابده ضد الاخوان المسلمين اذ يحمل الرجل فكرا مغايرا لغيره تقضي بضرورة عدم اللجوء لاسترضاء الاسلاميين على حساب قوى حزبيه اخرى وهو ما كان محط انتقاد للخصاونه الذي جامل الاسلاميين بطريقه استفزت احد وزراءه وهو وزير العدل السابق سليم الزعبي الذي كان اول الشرخ الذي اطاح بحكومة الخصاونه وقدم استقالته ثم غادر الى دبي معترضا على اسلوب "الدلال" الذي يتبعه الخصاونه مع الاسلاميين مقابل اخماد حراكهم في الشارع.
ولا تخفي المصادر ان سببا اخر حال دون اختيار الروابده وهي الاشاعات التي كانت انتشرت مؤخرا من ان جلالة الملك تلقى اسئله كثيره اثناء جولاته الخارجيه مؤخرا تتخوف من التحاف بين الخصاونه والاسلاميين الذي كان من المتوقع ان يؤدي لسيطرة الاسلاميين على البرلمان كما حدث في مصر وتونس وليبيا اذ كان اختيار شخص الروابده سيؤجج اشاعات اطلقها مغرضون تشير الى وجود استياء خارجي من هذا التحالف وسيبدو التغيير باتجاه الروابده تحديدا بانه خضوع لاملاءات خارجيه للاتيان بشخصيه قامعه للاسلاميين وهو ما لا يريده القصر لان الاشاعه بحد ذاتها لم تكن صحيحه او لنقل لم تكن دقيقة.
وهذا يعني ان اختيار القصر لشخصية الروابده تحديدا تعني للاسلاميين ان المرحله المقبله هي مرحله المواجهه معهم وعدم تمكينهم من السيطره على مجلس النواب كما كان يخطط الخصاونه معهم من اجل اختياره رئيسا لحكومة ما بعد الانتخابات باغلبيه نيابيه حسب التعديلات الدستوريه الاخيره.
نصيحه اخرى صبت باتجاه استبعاد الراوبده وهو ان الاخير من محافظة اربد وان المرحله المقبله تتطلب التوازن بين الشمال والجنوب اذ سيبدو الامر غير منطقي باختيار رئيس وزراء من اربد بعد استبعاد رئيس وزراء مقال من اربد وهو ما ترك الامور باتجاه تغيير البوصله للبحث عن شخصيه اخرى غير الروابده المستفز للاسلاميين حيث تم مناقشة اكثر من اسم من بينها عبد الاله الخطيب وزير الخارجيه الاسبق البارز دوليا وتم ايضا مناقشة اسم طاهر المصري والدكتور عوض خليفات واحمد عبيدات وعدد من الشخصيات الاسلاميه المعتدله الا ان الاختيار تم اخيرا لمصلحة الدكتور فايز الطراونه رغم ما يؤخذ على الرجل من كلاسيكيته ومحسوبيته على الحرس القديم وعلاقاته البارده مع الصحفيين الا انه كان الخيار الافضل بين جميع من تم طرحهم على طاولة التشكيل.