وكاله جراءة نيوز - عمان - أنهت شركة 'صحارى فوريست بروجيكت' النرويجية دراسات جدوى لتنفيذ مشروع 'تخضير الصحراء في الأردن' في منطقة العقبة والذي يخلق نظاما قادرا على إنتاج الغذاء والمياه والطاقة من خلال الاستفادة من مياه البحر وأشعة الشمس.
وجاء الإعلان عن دراسات الجدوى خلال ندوة بحضور ولي عهد النرويج الأمير هوكون، وشارك فيها وزير البيئة ياسين خياط، حيث تمت مناقشة 3 دراسات قدمتها الشركة وهي دراسة وطنية شاملة عن إمكانات الأردن لتنفيذ المشروع، بالإضافة الى دراسة إمكانية تطبيق تقنية 'صحارى' في العقبة ودراسة لتحسس إمكانية بناء محطات عدة من مشروع غابة الصحراء على طول الخط الناقل للمياه من البحر الأحمر إلى البحر الميت.
وتتميز التكنولوجيا التي ستستخدم في المشروع بقدرتها على تحويل مساحات واسعة من الصحراء إلى أراض خضراء، تنتج كميات تجارية من المحاصيل الغذائية والطاقة، والمياه العذبة.
وتحتاج المرحلة الأولى من المشروع وهي بناء مركز بحث واختبار إلى تمويل يتراوح وفق التقديرات الأولية بين 20 الى 25 مليون دولار، بحسب المدير التنفيذي لشركة 'صحارى فوريست بروجيكت'، يواكيم هوغي، والذي أكد بأن 'المبلغ غير متوفر حاليا، وأن المشروع بحاجة إلى تمويل'.
ويقسم المشروع في حال أن نفذ في الأردن الى 4 مراحل الأولى بناء مركز بحث وعرض جنوب وادي عربة، ومن ثم التوسع في وادي عربة من خلال زيادة المساحة الخضراء حول المركز، في حين تشمل المرحلة الثالثة استعمال المياه الجوفية في المنطقة والمرحلة الأخيرة التوسع في المنطقة الخضراء بين وادي عربة والبحر الميت.
وقال هوغي 'إن نتائج دراسات الجدوى الاقتصادية حول الأردن تقدم حجة قوية لإقامة المشروع'.
وأضاف 'نحن ملتزمون باستخدام دراسات الجدوى الاقتصادية هذه كأداة لترجمة المفهوم على الواقع من أجل خلق نمو قابل للتجدد'.
وتشير دراسة الجدوى إلى وجود إمكانات كبيرة من أجل خلق قيمة مضافة للأردن عبر إنتاج الغذاء والمياه والطاقة من خلال نظام متكامل يزيل ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي.
وتشيرالدراسات أيضا إلى أن تحقيق التكامل ما بين هذا النظام مع المخططات المقترحة من أجل ضخ مياه البحر من البحر الأحمر والبحر الميت يساهم إلى حد كبير في تأمين الغذاء والطاقة والمياه في الأردن. ما يحسّن بشكل كبير ومستدام مجمل الوضع الاقتصادي لمخطط مشروع قناة البحرين (الأحمر- الميت).
ووفق هوغي، فإن الموقع المقترح في العقبة لإنشاء مركز الاختبار والعرض يمتاز بظروف مناخية وطبوغرافية تتناسب والحلول التكنولوجية المساهمة في تأمين موارد الطاقة والمياه والغذاء للأردن، ما يجعل الحجة قوية للمضي قدما في إقامة هذا المركز.
وتتضمن المكونات الرئيسية للمشروع الذي يعود للمخترع البريطاني تشارلي باتون، بيتا زجاجيا لمياه البحر، حيث يتم فيه ضخ المياه في أنابيب الجهاز وتقطيرها عبر شبكة مواجهة لمهب الريح، وبالتالي وعندما تهب ريح طبيعية في هذا البيت الزجاجي تتبخر المياه، ما يجعل الجو الداخلي باردا نسبيا ما يعني ظروفا مثالية لزراعة المحاصيل.
أما في الطرف الآخر من البيت الزجاجي، فيوضع مبخر يزود عن طريق مياه البحر التي يتم تسخينها عبر أنابيب سوداء اللون على سطح البيت الزجاجي، حيث تضخ المزيد من الرطوبة إلى الهواء والذي ينتج عن المساحة المزروعة، ويمر الهواء الحار والرطب جدا عبر أنابيب عمودية مبردة عن طريق تمرير مياه البحر الباردة خلالها، ثم يتم جمع الماء المتقطر على الأنابيب، وذلك لأغراض الري أو الشرب.
يشار إلى أن أكثر من 60 خبيرا من الأردن ومن بلدان أخرى ساهموا في دراسات جدوى مفهوم صحارى فوريست بروجكت.
وشارك في الندوة التي نظمتها كل من شركة صحارى فوريست بروجكت وسفارة مملكة النرويج في الأردن نخبة واسعة من الوفود الأردنية والدولية المتخصصة من مجالات مختلفة الأكاديمية منها والصناعية، بالإضافة إلى حكومات وجمعيات.
يشار إلى أن شركة 'صحارى فوريست بروجكت' كانت قد وقعت في كانون الثاني (يناير) 2011 مذكرة تفاهم مع سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة بحضور كل من؛ وزير الشؤون الخارجية الأردني ونظيره النرويجي كدليل على الدعمين الأردني والنرويجي لهذا الاتفاق.
وقد أعربت سلطة منطقة العقبة الاقتصادية عن تسهيل وتأمين أرض بمساحة 20 هكتارا لإنشاء مركز الاختبار والعرض فضلا' عن 200 هكتار لإمكانية التوسع في وقت لاحق. وبناء عليه، تعهدت شركة صحارى فوريست بروجكت بإجراء دراسات جدوى شاملة عن الأردن بدعم ومساعدة مالية من السلطات النرويجية.
إن شركة صحارى فوريست بروجكت هي شركة خاصة نرويجية ذات مسؤولية محدودة، والغرض منها خلق ابتكارات مربحة وتطوير حلول بيئية في قطاعات الغذاء والمياه والطاقة. ويمكن تحقيق تلك الغاية من خلال جلب تكنولوجيا صحارى فوريست بروجكت إلى سوق البلدان ذات الصلة.