لا شكّ أنّكِ تحلمين باللحظة التي تضمّين فيها مولودكِ الجديد إلى قلبكِ للمرّة الأولى… ولكن صدّقي أم لا، حمل مولودكِ وهو نظيف تماماً بعد تحميمه من قبل طاقم المستشفى ليس الخيار الأفضل على الإطلاق!
إذ تبيّن أنّه من الأفضل ترك الطفل دون إستحمام بعد ولادته مباشرةً لفترة لا بأس بها! والسبب؟ المادّة البيضاء الدهنية التي يولد الطفل وهي تغطّي جسمه، والتي تدعى Vernix.
هذه المادّة يتمّ تكوّنها خلال الفصل الثالث من الحمل، وتؤمّن ما يشبه حاجزاً جلدياً ما بين بشرة الطفل والمحيط المائي الذي يوجد فيه داخل رحم الأمّ. ولعلّ خصائص الـVernix في الرحم تشمل الحماية من الماء، تسهيل تكوّن الجلد، والحماية من الإلتهابات البكتيريّة.
أمّا عند الولادة، فتعمل هذه المادّة كمطرّي ومسهّل للخروج، كما تلعب دوراً مضاداً للأكسدة، كما محافظاً على حرارة الجسم، بالإضافة إلى الوقاية من الباكتيريا.
لذلك، وبسبب فوائده المهمّة أيضاً ما بعد الولادة، يقترح العلم والطبّ الحديث أن يتمّ تأجيل الإستحمام الأوّل للطفل ما بعد 24 ساعة على الأقلّ من الولادة، خصوصاً وأنّ السائل الذي يحيط بالجنين كما الـVernix Caseosa يحتويان على مواد مضادّة للباكتيريا كتلك الموجودة في حليب الأم.
لذلك، وإن كنتِ تريدين أن يستفيد طفلكِ المستقبلي من هذه الخصائص المعزّزة للمناعة، أطلبي من طاقم المستشفى بشكل واضح عدم تحميم مولودكِ إلّا بعد 24 ساعة على ولادته، وعدم مسح مادّة الـVernix بعد خروجه مباشرة من بطنكِ عند تجفيفه.