وكاله جراءة نيوز - عمان - اشتكت مصادر رفيعة المستوى في مديرية الخدمات الطبية الملكية لرئيس الوزراء عون الخصاونة بصفته وزيرا للدفاع من تأخر صرف وزارة الصحة مخصصا تبلغ قيمته 29.2 مليون دينار لصالح صندوق التأمين الصحي العسكري في المديرية بدل معالجة مرضى النفقات العامة.
وحذرت المصادر التي فضلت عدم الكشف عن هويتها من استمرار تراكم الديون على المديرية سيما وأنها باتت تمثل أحد أهم المعضلات المالية التي تواجهها.
وبينت المصادر أنها تقدمت بطلب مخصص مالي إضافي بقيمة 40 مليون دينار للقيام بدورها في الرعاية الطبية الموكلة إليها في ظل ما تعانيه من صعوبات مالية.
وقالت المصادر إن "مديرية الخدمات الطبية الملكية اشتكت من تعامل وزارة الصحة وعدم تسديدها لديون مستحقة عليها للخدمات الطبية".
وبينت المصادر أن هناك إجحافا كبيرا بحق هذه المديرية دون كل الجهات في تحصيل ديونها إذ كان هناك نقص في التحصيلات خلال عامي 2011/2012 بمقدار 2.5 مليون دينار.
وأضافت المصادر "لو تم التحصيل وفقا للمخطط لأسهمت المبالغ في التخفيف من حدة الأزمة المالية التي تعاني منها بالإضافة إلى تأخيرها في تسديد الدفعات المالية المحولة لها من وزارة المالية للجهات الدائنة لفترة طويلة وبدون مبرر".
وتطرقت المصادر إلى تأثيرات قرار التسعيرة الموحدة من قبل مجلس الوزراء بتاريخ 13 كانون الأول (ديسمبر) الماضي وآثاره السلبية على الوضع المالي للخدمات الطبية الملكية.
وبينت المصادر أن هذه المديرية تعاني من وضع مالي بالغ التعقيد يزداد يوما بعد يوم نتيجة لعدم إيجاد الحلول المناسبة والسريعة له من قبل الحكومة وإن استمر ذلك سيزيد من حجم المشاكل التي تواجهها هذه المديرية.
ومن الحلول التي اقترحتها الخدمات الطبية لترتيب أوضاعها المالية إعادة النظر في قرار تطبيق التسعيرة الموحدة نظرا للآثار السلبية المترتبة بسبب تطبيقها، بالإضافة لإعادة النظر في المخصصات التي ترصد في الموازنة العامة للدولة في السنوات القادمة بحيث تتناسب مع احتياجاتها الفعلية والحد من تراكم العجوزات.
في غضون ذلك، أكد مدير عام الخدمات الطبية الملكية اللواء الطبيب عبد العزيز الزيادات ان الأبراج الطبية في مدينة الحسين الطبية والتي اعلن منتصف العام 2010 عن التوجه لطرح عطاء لإنشائها هو حلم وطموح يصعب تحقيقه حاليا نتيجة للظروف والامكانات المالية، معربا عن امله أن يتحقق في المستقبل.
وقال اننا نتطلع في خططنا المستقبلية لتطوير مدينة الحسين الطبية وتحديثها حال توفر المخصصات اللازمة لذلك، والتوسع في الأقسام الجراحية خاصة التي تشهد تزايد اعداد المراجعين والمنتفعين من القوات المسلحة والأجهزة الأمنية الاخرى وطالبي الخدمة من المواطنين الاردنيين وغيرهم.
واشار اللواء الطبيب الى الزيادات بأعداد المراجعين للخدمات الطبية اذ بلغ عدد المراجعين منذ بداية العام الحالي وحتى نهاية آذار الماضي مليونا وخمسمائة واثنين واربعين الفا وسبعمائة وثمانين مراجعا، فيما بلغ عدد المنتفعين مليونا وستمائة وخمسة وسبعين الفا وثلاثمائة وثمانية وعشرين، لافتا الى ان نسبة إشغال الاسرة في المدينة الطبية تصل غالبا الى نحو 95 بالمئة، واحيانا مئة بالمئة في بعض الاقسام؛ ما يظهر الحاجة الماسة لزيادة غرف العمليات والأسرة.
وردا على سؤال حول بعض الشكاوى من تدني مستوى الخدمات الطبية في مستشفى الملكة علياء المتعلقة بمرافق المستشفى ونقص اطباء الاختصاص، بين الزيادات ان البنية التحتية للمستشفى متآكلة، والمبلغ المطلوب لتحديثه كما قدرته الشركة التي انشأته يبلغ 16 مليون دينار، موضحا ان عملية التحديث والتطوير للمستشفى تتطلب إغلاقه لفترة تتراوح بين ثمانية اشهر الى سنة. واضاف ان التحديث إن تم ولو بشكل جزئي فإنه يؤثر على مراجعي المستشفى بسبب الأتربة والغبار، كما حدث خلال تحديث الطابق الرابع، مبينا ان العمل جار حاليا لوضع خطة تحديثية للمستشفى كله.
ونفى الزيادات وجود نقص في اطباء الاختصاص في مستشفى الملكة علياء العسكري، مشيرا الى وجود اعداد كافية من اطباء الجراحة والباطنية والاختصاصات الاخرى ومنها زراعة المفاصل والتنظير والعظام وزراعة الأسنان واقسام النسائية والتوليد والخداج.
وبين ان هناك خطة مستقبلية لتوسعة عيادات المستشفى وقسم الاسنان، مشيرا الى انه سيتم افتتاح مركز لمعالجة الأورام بالأشعة خلال حزيران المقبل ليصبح في المستشفى مركز لمعالجة السرطان والاورام بالأشعة كمرحلة اولى يستقبل المرضى بشكل منتظم ليصار لاحقا الى افتتاح قسم اسرة للعلاج الكيماوي للسرطان.
وحول الخطط المعتمدة للتوسعة في المستشفيات العسكرية الاخرى، قال اللواء الزيادات انها تمت كبناء ولم تستغل لعدم توافر التجهيزات والاجهزة والمعدات الطبية اللازمة، مبينا انه تمت توسعة مستشفى الأمير راشد لتصبح طاقته الاستيعابية 500 سرير وما تزال التجهيزات البالغ كلفتها 5ر4 مليون دينار غير متوفرة وتقدر كلفة التجهيزات الطبية لمستشفى الأمير هاشم بن الحسين في الزرقاء والذي تمت توسعته قبل عامين بمليوني دينار اما مستشفى الأمير علي بن الحسين في الكرك والذي تمت توسعته كذلك، فتتراوح كلفة تأثيثه بين 8-10 ملايين دينار.
وقال ان هناك مستشفيات يتم انشاؤها حاليا وشارفت على الانتهاء ومنها مستشفيا المفرق العسكري، وعجلون جرش اللذان سعة كل منهما 150 سريرا قابلين للتوسعة الى 300 سرير مستقبلا ويتوقع انتهاء العمل فيهما خلال شهرين من الآن، فيما يتوقع انتهاء العمل في مستشفى الأمير هاشم بن عبدالله في العقبة خلال العام الحالي، مبينا ان جميع هذه المستشفيات ينقصها التأثيث.
ونفى الزيادات ردا على سؤال حول الشكاوى من عدم توفر الأدوية الشهرية للأمراض المزمنة خاصة في مدينة الحسين الطبية، مبينا انه تم خلال العام 2010 شراء ادوية بقيمة 30 مليون دينار فيما تم في العام الماضي شراء ادوية بقيمة 39 مليون دينار ويتوقع ان يزداد هذا المبلغ في العام الحالي ليصل الى 40 مليونا لشراء الادوية ومنها ادوية السرطان والأمراض المزمنة والكلى وهي من اغلى الادوية ثمنا، كما انه يتم شراء الادوية حسب الجودة اكثر من الاسم والسعر بهدف توفير الدواء الجيد للمنتفعين من المرضى والمراجعين.
وحول مساهمات الخدمات الطبية في الخارج قال: انها نابعة من توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني ومكارمه تجاه الاخوة والاشقاء، مبينا أن هناك مستشفى في غزة يقدم الخدمة للاخوة يضم اختصاصات مختلفة، اضافة الى ان القوات المسلحة، والهيئة الخيرية الاردنية الهاشمية تقومان بإرسال مساعدات لهم من خلال المستشفى كما يوجد في الضفة الغربية محطتان طبيتان جراحيتان، وتمت اقامة مستشفى في بنغازي بليبيا يضم اختصاصات مختلفة ويقدم خدماته الطبية للأشقاء هناك وكذلك هناك مواقع للخدمات الطبية في هايتي وليبريا والكونغو.
واشار الى انه وبتوجيهات ملكية وتجسيدا لأواصر التعاون مع الدول الصديقة والشرعية الدولية بتقديم كل اشكال الدعم للمناطق المنكوبة في العالم فقد تم ارسال فريق طبي جراحي متخصص الى مدينة فوكوشيما اليابانية المتضررة جراء الزلزال المدمر وموجة تسونامي الذي اودى بحياة عشرات الآلاف من المواطنين حيث باشر الفريق الطبي والذي يعد اول فريق طبي وصل الى المدينة حيث باشر عمله من 25 نيسان ولغاية 13 أيار من العام 2011 .
وقال اللواء الزيادات ان الانجازات التي تمت في الخدمات الطبية الملكية مواكبة للتطور والتقدم في جميع الاختصاصات، خاصة زراعات الاعضاء والقوقعة والنخاع العظمي والمفاصل والاطراف وترميمها وزراعة الكبد والتي هي من اعقد العمليات، اضافة الى جراحة الأعصاب والقلب وجراحة المنظار. وردا على سؤال حول معالجة الخدمات الطبية الملكية للمرضى العرب بين اللواء الزيادات انه لدى الخدمات الطبية 24 سريرا يتم الاستقبال فيها من خلال المكتب الدولي لمعالجة المدنيين. واوجز اللواء الزيادات اهم التحديات التي تواجه الخدمات الطبية بتزايد اعداد المرضى الذين يأتون للعلاج في الخدمات الطبية ما يتطلب التوسعة والتحديث خاصة في المدينة الطبية، وتوفير الاعداد التي نطمح بها من الاطباء، وتوسيع المدينة الطبية وتحديثها، وزيادة الموازنات ورواتب الاطباء والموظفين