"فوضى التنبؤ".. عندما يرتبك الطقس والناس
لا تمر دقائق بسيطة حتى تنتشر مئات "البوستات والتغريدات" على مواقع التواصل الاجتماعي عن "حال" المنخفض القطبي الذي ستتأثر به المملكة خلال الأيام القادمة، حتى تبدأ التوقعات والتخمينات ويحتدم الجدال.
وبين رغبة المواطنين برؤية الزائر الأبيض وما لقدومه من خصوصية، يصبحون أكثراهتماما ومتابعة لوسائل الإعلام وما ينشر على مواقع التواصل الاجتماعي.
فالمتجول اليوم بين صفحات تلك مواقع يجد أن أغلبها تتحدث عن الكتلة الهوائية القطبية الباردة، فهذا يسميها "أم العواصف" وذاك يتنبأ بسمك الثلج المتوقع تساقطه على الأردن مشيرا إلى أنه سيتجاوز المتر في بعض المناطق.
في غمرة ما سبق، يظهر حجم الفوضى في "سوق التنبؤ" إن صح لنا أن نسميه كذلك، وما يسببه ذلك من إرباك للناس، الذين يعتمدون على وسائل الإعلام في أوقات المنخفضات الجوية أكثر من الأوقات الأخرى بسبب ما يكتنفها من غموض.
كثير من المواطنين حملوا "فوضى التنبؤ" إلى بعض المتحمسين بدخول مجال الرصد الجوي، من خلال إنشاء صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي لا تكلفهم شيئا مقارنة بالمؤسسات الأخرى المعنية بهذا الأمر، بالإضافة إلى غياب المعلومة الصحيحة.
وفي زخم هذه الأجواء المشحونة تنقسم الآراء حول "ثبوت رؤية" المنخفض من عدمه كما يفضل عدد من ناشطي مواقع التواصل تسميتها في إشارة إلى الوقت الذي يسبق الإعلان فيه عن رؤية هلال رمضان كل عام.
ولا تقتصر المسألة فقط على الإرباك الحاصل في الجانب الافتراضي؛ ففي الجانب الواقعي أمر مماثل يدفع المواطنين للتهافت على محطات المحروقات والمخابز للتزود بكميات كبيرة من هاتين المادتين، بما ينسجم مع ما يسمعونه من وسائل الإعلام.
يشار إلى أن 60 مليون رغيف خبز وأكثر من 300 ألف اسطوانة غاز بيعت خلال المنخفض القطبي الذي تأثرت به المملكة أواخر العام الماضي، في حين أن المنخفض الجوي كان سريعا وبسيطا ولم يحدث أي إغلاقات في الطرق ولم يعطل الحياة العامة.
إلى ذلك عمدت بعض المواقع التي تدعي اختصاصها بالطقس إلى إطلاق تسميات وأوصاف مبالغة على الحالة الجوية المقبلة، حيث بدأ الناس يروجون أن الموجة القادمة أقوى موجة تضرب المنطقة منذ 80 عاما.
وهذا الزخم من الأخبار أربك فعلا الناس بحسب ما رصدت "الغد" من تعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي.
ويقول مستخدمو هذه المواقع إنه في السابق كان المواطن يستيقظ من النوم ليجد الأرض وقد اكتست بالحلة البيضاء، بينما في زمن التواصل الاجتماعي أصبحت الثلوج لا ترى إلا في الصور.
ويشدد المعلقون على أن ما اسموه "النق" على المنخفض القادم بسبب كثرة الأخبار المتداولة بشأنه سيضطره إلى تغيير مساره وعدم قدومه إلى الأردن.
في المقابل يرى كثير من الناس أن هذا الزخم مفيد للمواطنين، مستذكرين ما حدث قبل 3 أعوام عندما ضربت العاصفة الثلجية "أليكسا" المملكة وما سببته من إغلاقات للطرق وانقطاع المحروقات والمواد الغذائية عن المواطنين بسبب نقص التحذيرات.
يشار إلى أن المملكة تتأثر اعتبارا من الأحد بكتلة هوائية قطبية شديدة البرودة، مصحوبة بالثلوج المتراكمة والأمطار الغزيرة، وتستمر لعدة أيام.