جراءة نيوز - اخبار الاردن -
يميل السفير السوري الأسبق في الأردن الجنرال بهجت سليمان إلى المناكفة المعتادة منه لعمان وهو يطرح بصورة علنية على العاهل الملك عبدالله الثاني سؤالين حول الفارق بين تنظيم النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية .
السفير سليمان يفضل التنطح شخصيا لكل ما يرد من الأردن حتى لا تسجل ردود فعله كمواقف رسمية وعندما طرح الملك عبر «سي إن إن» رأيه في التساؤل حول مبررات النظام السوري الذي يقصف الجميع باستثناء «داعش» إختارت دمشق الرد مرة أخرى ليس عبر القنوات الرسمية إنما عبر السفير سليمان نفسه. لذلك لجأ السفير الذي سبق ان طرد من عمان بصورة نظامية إلى طرح سؤالين عبر «الفيسبوك» على الأردنيين: ما هوالفارق بين تنظيم جبهة النصرة وتنظيم داعش؟..وما هو ردكم على من يتحالف مع الإرهاب ممثلا بتنظيم النصرة الممثل لتنظيم القاعدة؟
بالنسبة للحكومة الأردنية لا يوجد مبرر للتفاعل أو حتى للإهتمام بالتعليقات غير الدبلوماسية التي تصدر عن السفير سليمان الذي طلبت منه مغادرة عمان أصلا بسبب لسانه وأحاديثه غير الدبلوماسية .
وكما سبق لـ «القدس العربي» أن فهمت من الناطق الرسمي الأردني الدكتور محمد المومني لا مجال للرد على تعليقات وتهويمات هنا وهناك إلا عبر القنوات الرسمية والدبلوماسية حيث يوجد سفارة سورية في عمان وأخرى أردنية في دمشق.
عمليا تعكس تعليقات العاهل الأردني عبر «سي إن إن» أمس الأول حول خلفية نشوء تنظيم الدولة في مدينة الرقة السورية والتغاضي عنها مرحلة متقدمة جدا من سوء العلاقات بين عمان والنظام السوري وهو ما تصادق عليه ايضا تعليقات السفير المشاكس بهجت سليمان.
في حالة الحفر في بعض الخلفيات يمكن القول ان التصريحات السياسية الساخنة المتبادلة بين عمان ودمشق هذه الأيام تشرح عن بعد جذر الخلافات والتباعد وتوقف تبادل الرسائل منذ سقوط معبر نصيب الحدودي بين البلدين قبل نحو خمسة اسابيع وهي عملية إتهم سليمان نفسه الأردن بالتعاون معها. وفي الوقت الذي خفتت فيه الرسائل الأردنية السرية مع القصر الرئاسي السوري منذ عشرة اسابيع تقريبا برزت إتصالات حديثة مع «مؤسسة أمنية» سورية جديدة تفرض بصماتها وتضطر عمان للتعاون معها بسبب نفوذها وتنامي دورها في منطقة درعا وهي نفسها المؤسسة التي تتبع اليوم الإئتلاف المعارض.
الإئتلاف المعارض والجيش السوري الحر شكلا معا «وحدة أمنية إستخبارية « تنشط على الحدود مع الأردن ومن خلال التنسيق مع الفصائل الموحدة التي انضمت لها جبهة النصرة اصلا ومن المرجح ان «التواصل الأردني» مع هذه الذراع الأمنية بحكم أنها اليتيمة الموجودة الآن في الميدان هو الذي يغيظ دمشق وتعتبره سلوكا عدائيا وخصاميا.
ذراع الإئتلاف المشكلة في الواقع من ضباط إستخبارات سبق أن انشقوا عن النظام هي التي تدير الآن الجانب السوري من معبر نصيب المغلق مع الأردن وهي الجهة التي ضمنت إستجابة جبهة النصرة لطلب أردني ملح يتمثل في انسحاب مقاتلي النصرة من معبر نصيب وضمان عدم وجود مظاهر مسلحة مقابل تعاون الأردن في مسائل متعددة من بينها تسيير الشاحنات أحيانا وتأسيس ثم تشغيل معبر جديد على الطريقة التركية.
في الحالة المشار لها شكلت إستجابة جبهة النصرة حرصا على بقاء تعاونها مع بقية اطياف المعارضة المسلحة بعد مواجهاتها الدامية مع تنظيم داعش..شكلت هذه الإستجابة خطوة «مشجعة» لرصد إشارات «مسيسة» في أداء جبهة النصرة قد تكون السبب برأي بعض المحللين وبينهم رئيس تحرير صحيفة «السبيل» الإسلامية عاطف جولاني لعدم حصول عمليات مباشرة ضد قوات النصرة داخل الأرض السورية .