حدادين: طريق الإصلاح متواصل بعد الانتخابات والمقاطعة "خيار انعزالي"

جراءة نيوز - اخبار الاردن :

 قال وزير التنمية السياسية وزير الشؤون البرلمانية بسام حدادين، إن طريق الإصلاح بدأ وسيتواصل بعد محطة الانتخابات النيابية المقبلة، وإن البرلمان سيكون ميداناً للحوار مع جميع القوى السياسية داخله وخارجه وصولا لأوسع توافق وطني، معتبرا أن مقاطعة الانتخابات "خيار انعزالي سلبي وتخلٍ عن حقٍ دستوري".
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها في المؤتمر الشبابي الذي نظمته وزارة التنمية السياسية بالتعاون مع ملتقى شباب من أجل الديمقراطية والإصلاح أمس، ورعاه مندوبا عن جلالة الملك عبدالله الثاني رئيس الوزراء عبدالله النسور في قصر الثقافة، تحت عنوان "الانتخابات طريقنا إلى المُشاركة والتغيير".
وبمشاركة نحو ألفين من الشباب وطلبة الجامعات وممثلي الأحزاب السياسية، أضاف حدادين "إن جلالة الملك أبدى منذ توليه مسؤولياته الدستورية اهتماماً استثنائياً موصولاً بالشباب والاستثمار بهم، لأنهم قادة المستقبل وبناةُ الأردن الجديد الذي نتطلع إليه جميعاً بكل ثقة، ونحن نحث الخطى نحو استكمال برنامج الإصلاح الوطني الديمقراطي، الذي رسم معالمه وحدد محطاته جلالة الملك ومرَّ بمراحله الدستورية وأصبح واقعاً".
وأشار إلى أن فتح قانون الانتخاب من جديد وإجراء مراجعة ثانية للدستور  في البرلمان المقبل، "قد يكون ممكناً وربما مطلوباً"، فيما اعتبر أن "من يظن أن الدولة الأردنية ضعيفة فهو مخطئ".
وقال حدادين إنه بعد أقل من ثلاثة أسابيع سيصل برنامج الإصلاح إلى محطته المفصلية، في إجراء انتخابات نيابية مبكرة تتوجّ المسار الإصلاحي الراهن بمجلس نواب جديد سيُنتخب بأعلى مقاييس النزاهة والحيادية، وبإشراف وإدارة مباشرة من الهيئة المستقلة للانتخاب، ورقابة محلية ودولية مشهود لها.
وأضاف إن الحكومة "لا تذر الرماد في العيون عندما تتحدث عن الإصلاحات السياسية التي تحققت، وإنها لا تقول بأن ما تحقق نهاية مطاف الإصلاح"، مشيرا إلى أن هذا ما أكده جلالة الملك في كل مداخلاته السياسية في الآونه الأخيرة.
 وقال حدادين: "ثبت لجميع الأردنيين أن نظامنا السياسي النيابي الملكي الدستوري مرنٌ ومؤهلٌ لاستيعاب طموحات شعبنا في تحديث وتطوير أساليب الحكم وإدارة البلاد وفق إرادته ومحددات مصالحه الوطنية".
وأوضح بأنه "قد لا يكون المسار الإصلاحي الذي تسير عليه الدولة كافياً بنظر البعض منا؛ وهذا حق لهم. إلا أن المدخل الديمقراطي الأساسي لتجذير الإصلاحات وتطوير التشريعات هو البرلمان القادم؛ فتحت قبة البرلمان يُصنع التغيير؛ وهذا هو المسار الديمقراطي المُعتمد في الدول الديمقراطية ومن اللاعبيين الديمقراطيين في الحركة السياسية والحزبية".
وخاطب حدادين الشباب قائلا: "لقد اخترتم مسار الإصلاح الديمقراطي المرحلي والمتدرج في سياق الاستقرار، تجنباً للهزات السياسية والاجتماعية والانقسامات الحادة والفوضى؛ فكونوا كما هو الأمل بكم؛ فرساناً للتحدي ومشاعل للديمقراطية، واحملوا على أكتافكم الفتية الشامخة، الانتخابات النيابية حتى يكون للأردن ما يريد من مستقبل وضّاء زاهر".
وأضاف: "لا تسمحوا لأحد أن يصادر حقكم في الاقتراع والتغيير، لأن التصويت في الانتخابات النيابية القادمة هو الطريق للمشاركة في صياغة شكل ومضمون البرلمان القادم والحكومة القادمة أيضاً".
واختتم كلمته بالقول: "هذه ديمقراطيتكم بين أيديكم فاصنعوا التغيير الذي تريدونه؛ صناديق الاقتراع سبيلنا الديمقراطي والحضاري لنصنع المستقبل؛ وارفعوا رؤوسكم عالياً، فأنتم على خطى أبي الحسين، وموعدنا جميعاً يوم الاقتراع، يوم الوفاء للوطن".
بدوره، ألقى رئيس المجلس الأعلى للشباب د. سامح المجالي كلمة أكد فيها أهمية دور الشباب في المشاركة الفاعلة في الانتخابات النيابية المقبلة.
كما ألقى الزميل عماد نصير كلمة اللجنة التحضيرية للمؤتمر، وقال فيها "إن الشباب أمام استحقاق دستوري ووطني مهم جداً في مسيرة الإصلاح السياسي الذي نريده ناجزاً بهمة الجميع، ومشاركة القوى الحية، بل ومشاركة جميع أطراف العملية السياسية، لنبني توافقاً وطنياً جامعاً، يقر بالاختلاف ويحترم الرأي والرأي الآخر".
من جانبها، أشارت الناشطة إسراء الشيّاب في كلمتها إلى أنه سيكون للمرأة جهود لافتة في الانتخابات النيابية المقبلة؛ معتبرة أن مشاركة القطاع النسائي تُشكّل ترسيخاً حقيقياً لدور المرأة في مسيرة الإصلاح؛ والمشاركة الفاعلة في الانتخابات النيابية. وحضر رئيس الوزراء والحضور عرضاً مسرحياً حول الانتخابات النيابية لفرقة (زعل وخضرة).
وفي ختام المؤتمر وقع رئيس الوزراء والمُشاركون في المؤتمر والشباب على جدارية تتضمن مقتطفا من خطاب جلالة الملك حول مفهوم المواطنة، يُشار إلى أن المؤتمر تم تمويله من قبل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP).