ما هو أسلوب "المعاملة الصامتة" .. وما أضراره النفسية؟

تقريرا سلّط فيه الضوء على ما يُعرف بأسلوب "المعاملة الصامتة"، موضحا طبيعة هذا السلوك والأضرار النفسية التي يسببها لأولئك الذين يتعرضون لهذه المعاملة.

وقال الموقع في تقريره إن أغلب الناس يغفلون عن خطورة "المعاملة الصامتة" عند الحديث عن أسوأ أساليب التعامل مع الآخرين.

ويؤكد الموقع أن هذا الأسلوب الذي يعتمده بعض الأشخاص للتحكم في الآخرين وفرض آرائهم، عبر التجاهل واللامبالاة، غير مقبول تماما في العلاقات بين الأزواج أو أفراد العائلة أو الأصدقاء، ولا ينبغي أبدا التسامح معه، لأنه يسبب الكثير من الأذى النفسي.

وحسب الموقع، فإن الابتعاد عن الآخرين لبعض الوقت من أجل تهدئة الأعصاب في لحظات الغضب أمر جيد، لكن التجاهل التام للشخص الذي تتعامل معه لمجرد أنه لم يقبل رأيك أو فكرتك، تصرّف غير أخلاقي بتاتا.

أسلوب للعقاب والتحكم

يُعرّف موقع "هي سيغموند" المتخصص في أبحاث علم النفس، "المعاملة الصامتة" بأنها وسيلة للتسبّب بالأذى دون ترك أي أثر.

وحسب هذا الموقع، فقد أظهرت الأبحاث أن التجاهل يؤثر عصبيا على ذات المنطقة من الدماغ التي تتأثر بالألم الجسدي.

وينقل الموقع عن كيبلينغ ويليامز، أستاذ علم النفس في جامعة بيرديو بالولايات المتحدة الأمريكية، والذي درس هذا السلوك لمدة عشرين سنة، قوله إن "نبذ الآخرين وتجاهلهم، عبر اللامبالاة أو المعاملة الصامتة، هو أسلوب للعقاب أو التحكم، وقد لا يدرك الناس الأذى النفسي أو الجسدي الذي ينجر عنه. في الحقيقة، لدينا في أعماقنا كبشر قدرة على إدراك هذا النبذ، وسواء تعرضت للتجاهل من قبل شخص تكرهه أو مجموعة أشخاص، فإن الألم يبقى موجودا".

ويضيف ويليامز: "تنشّط المعاملة الصامتة، حتى لو كانت لمدّة وجيزة فقط، القشرة الحزامية الأمامية، وهي جزء الدماغ الذي يستشعر الألم الجسدي، كما أن الشعور بالألم يكون بالدرجة ذاتها، بغض النظر عما إذا كان هذا التجاهل من قبل الغرباء أو الأصدقاء المقربين أو الأعداء".


كيف تتعامل مع هؤلاء الأشخاص؟

حسب موقع "أوارنس أكت"، لا يجب أن نحاول أبدا إرضاء الآخرين إذا رفضوا التحدث إلينا واعتمدوا أسلوب المعاملة الصامتة.

في حال لم ترتكب أي خطأ، فإن الاستسلام لهؤلاء الأشخاص لن يؤدي إلّا إلى تماديهم في هذا السلوك، واقتناعهم أن كل ما عليهم فعله للوصول إلى ما يريدونه منك، هو التجاهل.

ويؤكد الموقع أن هذا الأسلوب قد يظهر في العلاقات بين الأصدقاء أو بين أفراد الأسرة، وليس حكرا فقط على العلاقات الرومانسيّة والحياة الزوجيّة.

وفي حال كنت تتعرّض لهذا الأسلوب بكثرة في علاقتك مع شريكك أو صديقك، يجب أن تعرف إذا كان يفعل ذلك لمجرد الشعور بالرضا عن نفسه، أو لإجبارك على موافقته على شيء معيّن.