اكتشاف طريقة بسيطة لعلاج الألم المزمن أسفل الظهر في 40 دقيقة فقط
توصل باحثون إلى أن ملايين الأشخاص الذين يعانون من آلام أسفل الظهر يمكن أن يشعروا بالارتياح بعد خضوع أدمغتهم لشكل من أشكال التحفيز الكهربائي.
واختبر الباحثون هذه الطريقة على 20 مريضا يعانون من الأوجاع المؤلمة والمزمنة.
وزعم الفريق أن جميع المرضى الذين تعرضوا لجلسة علاج واحدة لمدة 40 دقيقة فقط، قد تخلصوا بشكل واضح من معاناتهم.
ويقول الباحثون إن العلاج يمكن أن يكون بديلا رخيصا لتقليل استخدام المواد الأفيونية مثل المورفين، الذي يمكن أن يكون له آثار جانبية شديدة.
وعادة ما ينظر الأطباء إلى المنطقة المحيطة بالألم مثل العمود الفقري للبحث عن علاج، لكن عددا من الباحثين رأوا أن الألم المزمن أسفل الظهر، هو أكثر تعقيدا، حيث أنه يتضمن اتصالا بخلايا الدماغ.
وأظهرت دراسات سابقة أن الأشخاص الذين يعانون من الألم المزمن يعانون من تذبذبات عصبية غير طبيعية أو موجات دماغية.
وأراد الباحثون في هذه الدراسة في جامعة نورث كارولينا، أن ينظروا إلى نوع من نشاط الدماغ يسمى تذبذبات ألفا (alpha oscillations)، وهذا النشاط يهيمن على الدماغ عندما يكون مستقرا، مثل أحلام اليقظة أو عندما نركز أثناء مشاهدة الألعاب الرياضية.
وأظهرت الأبحاث السابقة أن الذين يعانون من آلام الظهر المزمنة لديهم نقص في تذبذبات ألفا في جزء من الدماغ يدعى القشرة الحسية الجسدية، الموجودة في منتصف الدماغ.
وأراد الباحثون، من خلال الدراسة الحديثة بقيادة الدكتور فلافيو فروهليتش، أن يروا ما إذا كان النشاط في هذا الجزء من الدماغ سيقلل من الألم.
وخضع 20 مريضا تتراوح أعمارهم ما بين 18 و65 عاما، ممن يعانون من الآلام المزمنة أسفل الظهر، إلى جلستين منفصلتين مدة كل منهما 40 دقيقة على مدى ثلاثة أسابيع.
واختبر الباحثون العلاج الجديد الذي يسمى بالتحفيز المتعاقب الحالي عبر الجمجمة (TACS)، الذي يستهدف منطقة القشرة الحسية الجسدية وتعزيز موجات الدماغ، ثم استخدموا في جلسة أخرى دواء وهميا لم يستهدف منطقة الدماغ المحددة.
ووجد الباحثون أن العلاج بالتحفيز المتعاقب الحالي عبر الجمجمة قد ساهم في تعزيز إيقاعات الدماغ الطبيعية في تلك المنطقة، والحد بشكل كبير من الأعراض المرتبطة بالألم المزمن أسفل الظهر.
وقال الدكتور فروهليتش: "لقد نشرنا العديد من الأوراق البحثية المعنية بالتحفيز الدماغي على مدى سنوات عدة، ولكن هذه المرة الأولى التي نقوم فيها بدراسة الألم المزمن، كما أن هذه المرة الوحيدة التي تصطف فيها جميع عناصر الدراسة الثلاثية بشكل مثالي.. لقد استهدفنا بنجاح منطقة معينة من الدماغ، وقمنا بتعزيز أو استعادة نشاط تلك المنطقة، وقد ربطنا ذلك التحسن بانخفاض ملحوظ في الأعراض".
وتقدم النتائج أملا جديدا للأشخاص الذين يعانون من أنواع مختلفة من الألم المزمن، في إيجاد علاجات فعالة، خاصة وأن التحسن قد حدث عقب جلسة واحدة فقط.