مطالبات اسرائيلية بإهداء القاتل "ورودا " ، وتساؤلات حول طلب الاردن الافراج عن أسرى !!
من المفارقات العجيبة-الغريبة، أنّه بعد مرور 20 عامًا على محاولة الاغتيال الفاشلة لرئيس الدائرة السياسيّة السبق في حركة المقاومة الإسلاميّة (حماس)، خالد مشعل، في العاصمة الأردنيّة عمّان، يجد رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو نفسه مضطرا لحلّ الأزمة المتفاقمة في الحرم القدسيّ الشريف.
أيضًا في العام 1997، و عند محاولة الاغتيال الفاشلة، كان نتنياهو رئيسًا للوزراء في إسرائيل، واضطر بسبب فشل العملية لإطلاق سراح مؤسس حركة (حماس) الشيخ أحمد ياسين وتسليمه للعاهل الأردنيّ آنذاك الملك المرحوم الحسين بن طلال.
ناحوم بارنيع، كبير المحللين في صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، قال في مقالٍ نشره إنّه يتحتّم على نتنياهو، أنْ يشتري باقةً من الورد ويقوم بتسليمها كهديّةٍ لحارس السفارة الإسرائيليّة في الأردن الذي وبحسبه، كان السبب الرئيسيّ في حلّ المشكلة حول الأقصى آنيًا.
أمّا مُحلل الشؤون العسكريّة في صحيفة (هآرتس)، عاموس هارئيل، فقد رأى أنّه حول المواجهة في عمان نشأ توتر ثلاثي:
الاحتجاج في الأردن على تغيير الوضع القائم في الحرم القدسي والتظاهرات في الحرم التي يثيرها الإخوان المسلمون، ودعاية معادية لإسرائيل مصدرها تحديدًا أشخاص مقربون من السلطة، والغضب لموت مواطنين أردنيين بإطلاق نار الحارس، والخلاف بشأن مسألة التحقيق مع الإسرائيليّ مُطلق النار.
ولفت هارئيل إلى أنّه يتضح لاحقًا أنّ المستوى السياسي في إسرائيل لم يقدّر بصورة كافية الانعكاسات المتوقعة لقرار وضع آلات الكشف عن المعادن، الذي اتخذ بتسرع بعد مقتل الشرطيين في الحرم.
وتطرح الأزمة الناشبة مع الأردن علامة سؤال بشأن أحد الإنجازات الأساسية التي يتباهى بها نتنياهو ألا وهي تعزيز التحالف مع الدول السنية المعتدلة في المنطقة ومن بينها مصر والأردن والسعودية والإمارات العربيّة المتحدّة، على حدّ تعبيره.
بالإضافة إلى ذلك، قال هارئيل: صحيح أنّ عمان تلعب لعبة مزدوجة منذ سنوات بضغط من الشارع: تنسق خطواتها مع إسرائيل سرًا، وتدينها علنًا في كل مرة تشتعل الأجواء في المناطق المحتلة وخاصة في القدس.
لكنّ الخطوات الأخيرة للأردنيين، شدّدّ المُحلل، توضح أنّه عندما يصل الخلاف إلى الحرم القدسي فهناك حدود لقدرتهم على المناورة، بحسب قوله.
لكن على الرغم من المؤشرات الإيجابية، تابع هارئيل، بدا بالأمس أنّه ما تزال هناك عوائق تحتاج إلى معالجة حتى بعد عودة طاقم السفارة إلى إسرائيل فأيّ قرار يتعلق بالحرم مرتبط بإرادة الوقف والجانب الفلسطيني عمومًا.
وهناك أشخاص تسرهم النيران التي اشتعلت في الأيام العشرة الأخيرة والأزمة التي أقحمت الحكومة الإسرائيلية نفسها فيها.
ثانيًا، السؤال المطروح هو ما إذا كان الاردن قد طالب بثمن إضافي على ثمن الصلحة المطلوبة حاليًا، وذلك على شكل إطلاق أسرى أردنيين مسجونين في السجون الإسرائيلية، و هذا ما حصل عليه في عام 1997 لقاء إعادة عميلين من الموساد إلى إسرائيل حاولا اغتيال خالد مشعل مسؤول "حماس″ في عمان، حيث أُطلق سراح العميلين بعد إطلاق سراح زعيم "حماس″ الشيخ أحمد ياسين الذي اغتالته إسرائيل في النهاية في غزة بعد مرور 7 سنوات.
من ناحيته، هاجم موقع (WALLA) الإخباري العبري، أيضًا، نتنياهو بعبارات حادة جدًا، مشيرًا إلى أنّ النتيجة النهائية للأزمة تظهر أنّ إسرائيل تراجعت أمام أعمال العنف، ومن دون تزيين ما حدث بكلمات جميلة، تراجعت إسرائيل وذيلها بين أرجلها، في إشارة إلى الخزي والعار، وأزالت البوابات وكذلك ربما الكاميرات، من على مداخل الحرم.
في السياق عينه، قال مُحلل الشؤون الأمنيّة في صحيفة (معاريف)، يوسي ملمان، إنّ الاردن هو حليف لإسرائيل، لافتًا إلى اتصالات أمنية وعسكرية مع إسرائيل، وعليه فليست له مصلحة في تحطيم الأواني.
وفي إسرائيل، بما في ذلك رئيس الوزراء نتنياهو، يفهمون الضائقة الا ان المشكلة بحسب " ملمان " ليست فقط حادثة إطلاق النار، إذْ يمكن استخدام المشكلة أيضًا كحلٍّ لازمة أوسع تتعلّق بالأقصى، كما أكّد في مقاله.