
الأنظمة الديكتاتورية التي سقطت او التي لا تزال تقاوم في محاولة يائسة للبقاء هي سبب اندلاع ثورات الربيع العربي وهي المسؤولة عن كل هذا الخراب والتدمير والقتل الذي عصف ويعصف بسوريا وغير سوريا ،هي من أجج الغضب خلف الصدور بعد معاناة طويلة من القهر والاذلال والفساد المفضوح وتحويل الأوطان إلى مزارع والشعوب إلى عبيد .
عندما خرجت جماهير الشعوب إلى الشوارع مطالبة بإسقاط بعض الأنظمة ( وليس إصلاحها ) لم تطلب الإذن للتجمهر والاعتصام وهو ما اغضب الحكام المستبدين لأنهم تعودوا على إخراج الناس من أعمالهم واطفال المدارس من مدارسهم كرها إلى ميادين الهتاف والرقص التي يقيمها جلاوزتهم وقتما يشاؤون ، ليستمتعوا برؤيته الناس وهم يقدمون لهم الطاعة واشارات الذل . لهذا انقلبوا على شعوبهم بشراسة لم يعرفها الناس من أعدائهم في زمن الاستعمار ولا أثناء الحروب مع العدو الإسرائيلي .
من الممكن لأي سياسي او حتى إنسان عادي ان يعرب عن قلقه ومخاوفه تجاه ما تحمله الثورات العربية وخاصة الثورة السورية من وجود بعض الجماعات الإرهابية بين صفوفها ، لكن هذا القلق والخوف لا يبرر مؤازرة الديكتاتور والتماهي مع حربه على شعبه .
فالارهاب اختلط بكل الثورات في التاريخ المعاصر لكنه فشل في قيادتها لأن الشعوب لا تقدم التضحيات من اجل استبدال ديكتاتور باخر ولا جماعة ملهمة باخرى تزعم القدسية .
كما ان ثورات الربيع العربي تمثل النهاية لمرحلة تاريخية حتمية تشهد نهاية أنظمة الاستبداد بعد زرعت الرعب والفشل والفساد في اوطانها،الشعوب العربية أمام مرحلة جديدة قررت فيها حرمان الديكتاتوريات والأنظمة المستبدة من المناخات السابقة التي مكنتها من الحكم والاستمرار ،بعد ان اجتازت جدار الخوف من ارهاب الدولة الامنية ، وهي لن تتراجع عن مطالبها في الحرية والكرامة والديموقراطية .
لهذا من الطبيعي ان نرى هذه المواجهة في مصر وتونس وغيرها بين من يحاولون أحياء النظام الشمولي وبين من يتشبثون بدولة القانون وبالدولة المدنية التي تمنح الحريات في ظل التعددية والحوار وتقبل الآخر . ان عملية بناء الدولة المدنية في العالم العربي هي معركة الحاضر والمستقبل ولا مكان فيها لأي نظام شمولي او لفكر قمعي متطرف .
اما مديح العنف وحملات التحريض الطائفي القادمة من طهران ومن حزب الله لخدمة حرب النظام السوري على شعبه فهي محاولة بائسة لتصدير مفهوم ولاية الفقيه الى عالم السياسة العربية لوأد رياح الحرية والكرامة التي حملها الربيع العربي وخشية ان تنتقل إلى ايران .
وجوهر هذه المحاولة يلتقي مع الجماعات الإرهابية والظلامية الأخرى التي تسعى لاقتحام الثورات العربية ونزع روح الحرية منها،هذه المحاولات لن تنجح في عواصم الربيع العربي ولن تنجح في سوريا أمام تجاوز الشعب السوري لمسألة حجم التضحيات التي عليه تقديمها من اجل انتزاع حريته .
ومثلما انه لن يكون هناك مكان للتطرف والإرهاب في سوريا المستقبل ، لن يكون أيضاً مكان لما وصفة الدكتور محمد عابد الجابري لثقافة (اروشير) الفارسي الذي أسس لمبدأ فرض الذل والطاعة على الشعب باسم الدين وفي ظل مقولته « بان طاعة السلطة هي من طاعة الله».
الدكتور منذر الحوارات يكتب: عندما تكلم المنتخب بلسان الحقيقة
الرحامنة يكتب.. المحتوى الرقمي لم يعد ترفاً اعلامياً
محمد قاسم عابورة يكتب: النشامى… إرادة وطن ، وصناعة مجد
قلعة الكرك.. جرحٌ يُزهر فخراً، وبيعةٌ تتجدد خلف القيادة
الأردن نموذج للتسامح والتشاركية في ظل قيادته الحكيمة
المحامية سارة العطيات تكتب: التكييف القانوني لحوادث المدافئ السنوية في التشريع الأردني
مجلس النواب أمام اختبار ضبط الخطاب وحماية استقرار الدولة
الملك يبارك الشراكة الذكية في مركز سميح دروزة للأورام