جراءة نيوز - اخبار الاردن :
فيما يشهد مخيم الزعتري للاجئين السوريين زيادة ملحوظة في عدد البقالات والدكاكين، التي تصطف على جانبي الشارع الرئيسي للمخيم، والتي تتنوع فيما تقدمه من بضائع، مثل الملابس والأحذية والخضار والفواكه والبقالة، يثير وجود مطاعم غذائية بين هذه الدكاكين، ومنها محلات بيع "الشاورما"، التساؤلات حول الرقابة الصحية المفروضة عليها.
المخيم الذي افتتح قبل 7 اشهر فقط، والذي اصبح يمثل مجتمعا بشريا يزيد تعداد سكانه عن المائة ألف لاجئ سوري، "دكاكين" تبيع الشاورما والفلافل، واطعمة اخرى، يتم اعدادها داخل المحل، اضافة الى توفر الحلويات الساخنة، مثل الكنافة والعوامة وغيرها.
ويلفت ناشطون في مؤسسات مجتمع مدني الى ان استخدام اللحوم في اعداد الشاورما مثلا يتطلب رقابة وشهادة تبين "ما هية هذه اللحوم التي يتم توريدها من خارج المخيم ومدى صلاحياتها للاستهلاك البشري"، وتحدد ايضا من هو الطرف الذي يزود المخيم بهذه اللحوم. كما يؤكدون ان تصنيع الحلويات والمواد الغذائية يحتاج لرقابة "صحية دائمة ومشددة، لتبيان مدى صلاحية المواد المستخدمة في الاعداد.
واقر المنسق العام لشؤون اللاجئين السوريين في الأردن انمار الحمود، بـ عدم وجود رقابة صحية على الأطعمة المعروضة للبيع في هذه الدكاكين داخل مخيم الزعتري.
واشار الى انها لا تحصل على ترخيص من اية جهة، ما اعتبره خللا، الا انه أكد ان الادارة الجديدة للمخيم، بقيادة اللواء محمد الزواهرة، ستضع حدا لهذا الأمر.
ونبه الحمود الى ضرورة "وجود دور فاعل لوزارة الصحة والمؤسسة العامة للغذاء والدواء في الرقابة والاشراف على الأطعمة التي تدخل المخيم"، قائلا" يجب ان لا تستمر هذه المحال بتقديم الطعام بدون اشراف حكومي"، واصفا وجود هذه الدكاكين بـ "الخطر الكامن" الذي يتربص بالناس فمن الممكن ان يؤدي غياب الرقابة الى تلوث الغذاء واصابة اعداد كبيرة من الناس بالتسمم.
بدوره، أكد مدير المؤسسة العامة للغذاء والدواء هايل عبيدات ، ان مسؤولية المؤسسة هي الرقابة على الغذاء داخل المملكة، الا انه اشار الى ان مخيم الزعتري له خصوصية، نظرا لظروفه الانسانية.
ولفت عبيدات الى ان المؤسسة كانت خالفت بعض هذه الدكاكين سابقا، ولكن "هناك ادارة للمخيم، لا نتدخل في صلاحياتها، وما زلنا ننتظر تصويب الوضع، وتابع هناك تنسيق مع ادارة المخيم والهيئة الخيرية الهاشمية، وخاطبناهما لتصويب الوضع، ولكن هناك ظروفا قاهرة احيانا، تؤدي لتأجيل مثل هذه الأمور، كالأعداد الكبيرة للاجئين الواصلين يوميا للمخيم.
واشار الى ان مؤسسة الغذاء والدواء انشأت مكتبا لها في المخيم، منذ أكثر من شهرين، كما اوضح ان فرق تفتيش تابعة للمؤسسة تقوم بزيارات دورية وباستمرار، وقال لم تحصل حالات تسمم، ولكننا نتخوف من حصول ذلك، نتيجة للظروف البيئية والمناخية بالمخيم".
كما أكد ان المؤسسة قامت بمخاطبة منظمة الصحة العالمية بهذا الصدد، اضافة الى الجهات المحلية المعنية، للتنبيه الى أن "هذه الدكاكين هي مخالفات، ولا بد من تصويبها او ازالتها.. نبهنا لمخاطر هذه المظاهر لضمان عدم حدوث حالات تسمم".
وبين عبيدات ان المؤسسة كانت تراقب الغذاء والوجبات الساخنة، التي كانت تقدم للاجئين داخل المخيم، من قبل برنامج الغذاء العالمي سابقا، قبيل بناء المطابخ المجتمعية، وان المؤسسة "اغلقت بعض مشاغل الأطعمة، التي كانت توفر هذه الوجبات الساخنة للاجئين السوريين"، كما اشار الى ان المؤسسة "نصحت البرنامج حينها بعمل مطابخ داخل المخيم".
وفي هذا الصدد، اشار عبيدات الى ضرورة ان تقدم الدول المانحة مساعدات كافية للأردن، لمساعدته في تحمل الأعباء المترتبة عليه، جراء استضافة مئات الآلاف من اللاجئين السوريين، ولتوفير كوادر، نظرا لوجود "نواقص وتشوهات، يتطلب حلها مساعدة مالية"، وقال "هذا ما نقدر ان نقدمه، وهو عبء علينا، فلو توفرت الامكانات، لتوفرت مطاعم ومطابخ مناسبة، ولامكن تحضير اطعمة، وليس تركها لاسواق عشوائية".