جراءة نيوز - اخبار الاردن :
خلطت استقالة الدكتور عبد الله النسور التي وضعها بين يدي جلالة الملك امس الاول الاوراق من جديد وبدأت بورصة الاسماء ترتفع وتهبط حول هوية الرئيس القادم وهل سيكون من داخل البرلمان الجديد ام لا .
النسور والذي استلم منصبه منذ ثلاثة اشهر كان لربما في نظر البعض رجل المرحلة خطا خطوات واثقة ودقيقة لم يتمكن غيره الكثير من رؤساء الحكومات السابقة ان يقوم بها خوفا من غضب الشارع الاردني وحدوث ما لا تحمد عقباه
وعلى الرغم مما شهدته المملكة من موجة احتجاجات حول رفع الدعم عن المشتقات النفطية الا ان الرجل كان واثقا الى حد كبير ان الشارع الاردني سيتفهم الامر ويدرك انه اي النسور يعبر بالمملكة الى طريق الامان
ربما نختلف او نتفق مع هذا الامر كون الر فع مس جميع الشرائح الاردنية وان الدعم الذي قدم لم يشمل جميع الاسر الاردنية مما لا زال يشكل عبأ اقتصاديا عليهم
لكن وفي الوقت ذاته نتفهم ان الرجل خاطر بشعبيته بعد ان كان احد المعارضين الشرسين تحت قبة البرلمان كون المرحلة اقتضت هذا الامر والا فان البلد كانت ستدخل في المجهول
فالحديث اليوم عن حكومة برلمانية بعد تشكيل البرلمان الحالي يعتبر ان جاز التعبير" انتحارا سياسيا" كون البعض من البرلمانيين الجدد ليس لديهم خبرة والمام بالوضع الاقتصادي والسياسي في البلد كما ان الكثير منهم لم يدخلوا المعترك السياسي قبل صعودهم الى البرلمان.
فالاردن اليوم يحتاج الى شخصية كشخصية الدكتور النسور الذي وان واجه بعض الانتقادات الحادة الا انه مقبول الى حد كبير لدى الشارع الاردني ويدرك اللعبة السياسية والاقتصادية التي تحيط بالاردن من الداخل والخارج وكما انه الامين في الوضع الحالي على مستقبل الاردنيين .
ولا يخفى ان الحكومة المقبلة تحتاج الى كادر وزاري يحمل معنى "الرجل المناسب في المكان المناسب" ولا تريد اشخاصا يتخبطون في وزاراتهم ويريدون تعلم ابجديات ادارة الوزارة وملفاتها فتبقى الوزارة مكانك قف.
لا نريد ان يفهم اننا نتحامل على المجلس النيابي الحالي فنحن لا نريد حرمانه من فرصة ابداء الراي والمشورة في تشكيل الحكومة المقبلة الا اننا في ذات الوقت لا نريد ان ندخل البلاد في الحائط.