جراءة نيوز - اخبار الاردن :
«لودران» لبلدية لواء بصيرا أحدهما وقع في أحد الأودية السحيقة في منطقة أم سراب والآخر لم يعد يعلم أين سيذهب وحيدا، والمواطنون ما زالوا يطلبون الإغاثة لهم ولأبنائهم حتى اللحظة في منطقة القادسية في لواء بصيرا، وطرق فرعية مغلقة، وصقيع في الشوارع العامة يحول دون حركة المركبات، وانقطاع تام للمياه في اللواء.
غياب لغرفة العمليات في بصيرا، وتخبط للأشغال العامة وغياب لدور السلامة العامة، وطالبات ومعلمات يخاطرن بأرواحهن على إحدى الطرق المنحدرة والمغلقة بسبب الثلوج للوصول إلى مدرسة «الحديقة» للوصول إلى غرفة الامتحان.
زيارة رسمية لأمين عام وزارة التربية والتعليم لتفقد سير امتحان الثانوية العامة لكنها لم تستمر بسبب تراكم الثلوج، ومواطنون يتبرعون بمركباتهم الخاصة لمديرية تربية لواء بصيرا لنقل رؤساء القاعات بسبب غياب سيارات الدفع الرباعي في المديرية.
أسئلة امتحان الثانوية العامة تجوب الطرقات سيرا على الأقدام، وطلبة لم يدركوا ماهية الأسئلة بسبب البرد القارس الذي يواجهونه أثناء سيرهم على الأقدام مسافة لا تقل عن 1.5 كم إلى غرفة الامتحان بسبب إغلاق الثلوج الطرق المؤدية إلى غرف امتحاناتهم.
نقص الآليات في بلدية بصيرا المخصصة للتعامل مع حالات الطوارئ، ومخاطبات المعنيين لتعزيز آلياتها خلال العاصفة الثلجية ظلت دون جدوى,، وتساؤلات حول غياب دور مصنع إسمنت الرشادية في إرسال آلياته للمساعدة.
وما زالت الثلوج تغطي معظم مناطق لواء بصيرا وتغلق العديد من الطرق الفرعية، خصوصا في القادسية في ظل مناشدة أهالي المنطقة بضرورة إنقاذهم من كابوس هذه الموجة الثلجية التي ما زالت تقف دون قدرتهم على جلب الوقود والخبز لهم ولأبنائهم.
إن ما يحدث في بصيرا حتى اللحظة يكشف الغطاء عن نقاط ضعف تتمثل في عدم قدرة مؤسسات الحكم المحلي مثل المتصرفية والأشغال والبلدية على وضع خطط ممنهجة وميدانية للأزمات تهدف إلى الحيلولة دون تعريض المواطنين للخطر.
المواطن محمد الخوالدة يؤكد على طلبه للإغاثة العاجلة له ولأبنائه الذي لم تفتح طريق بيته حتى اللحظة بسبب تراكم الثلوج، وأنه لم تعد لديه مادة الكاز لتشغيل التدفئة، ولم يعد قادرا على جلب الخبز أو «جركن» الكاز نهائيا بسبب أكوام الثلوج الكبيرة التي تغلق الطريق الفرعي المؤدي لبيته، والمياه مقطوعة منذ بداية الموجة الثلجية بسبب التجمد.
واتهم الخوالدة الأشغال العامة والبلدية والمتصرفية بالتقصير متسائلا عن أحوال المنطقة لو استمرت هذه الموجة أسبوعا آخر في ظل تقصير الجهات المعنية في مكافحتها والحد من أخطارها على المواطنين.
ولفت المواطن غازي النعانعة إلى أن الأوضاع التي يعيشها أبناء منطقة القادسية صعبة بسبب الموجة الثلجية الأخيرة، مؤكدا على أنه يجب محاسبة الجهات المعنية التي لم تسهم في الحد من آثار هذه الموجة.
وأوضح النعانعة أن التقصير في عمل كل من المتصرفية والأشغال كاد أن يودي بحياة العديد من المرضى بسبب بعد المسافة بينهم وبين مستشفى الأمير زيد العسكري الذي يبعد عن المنطقة حوالي 40 كم والذي تزامن مع إغلاق كامل للطرق الرئيسية والفرعية لأيام عديدة وغياب آليات مؤسسات الحكم الإداري في اللواء.
وتساءل عن سبب غياب غرفة العمليات في اللواء التي كانت ستساهم في تنظيم الجهود وتوجيهها ضمن خطة واضحة إلى خدمة المجتمع المحلي وإنقاذ المواطنين الذين ما زالوا عالقين بسبب تراكم الثلوج في القادسية.
وامتد تأثير الموجة الثلجية التي يواجهها لواء بصيرا حتى وصل إلى مديرية تربية بصيرا التي وصفت مواجهة الموجة الثلجية بالضعيفة ودون المستوى المطلوب والتي يجب أن يبرر المسؤولون للمجتمع المحلي أسباب ضعفها .
وبخصوص طرق قاعات امتحان الثانوية العامة المغلقة بسبب تراكم الثلوج في بصيرا، أكد مدير تربية بصيرا حسين العسوفي في حديث إلى «الرأي» أنه خاطب الجهات المعنية في اللواء وعلى رأسها متصرفية لواء بصيرا بضرورة فتح طريقي مدرستي بصيرا المهنية وبصيرا الأساسية المختلطة لأن الطلبة سيتقدمون لامتحان الدراسة الثانوية فيهما السبت.
وأكد العسوفي أن الطلبة والمراقبين ورؤساء القاعات وأوراق الامتحان يسيرون مشيا على الأقدام مسافة لا تقل عن 1.5 كم للوصول إلى تلك القاعات بسبب إغلاق الثلوج الطرق المؤدية إليهما.
وأشار إلى أن تعامل البلدية والأشغال المتصرفية مع الموجة الثلجية كان دون المستوى المطلوب الأمر الذي وضع امتحان شهادة الدراسة الثانوية في دائرة الخطر وتمت مخالفة أهداف وزارة التربية والتعليم الرامية إلى تهيئة البيئة المناسبة لإجراء الامتحان.
رئيس قسم الامتحانات في مديرية تربية لواء بصيرا محمد الرفوع أكد على أن هناك تناقضا بين الدعوات الرامية إلى سير امتحان الثانوية العامة بكل نزاهة وشفافية وبين سير ورقة الامتحان على الأقدام وهي تجوب الطرق الفرعية المغلقة بسبب تراكم الثلوج باحثة عن قاعة الامتحان.
وشدد الرفوع على أن تقديم الخدمة دون المستوى المطلوب والتي تمثلت بغياب دور متصرفية لواء بصيرا عن الإشراف على فتح الطرق المؤدية إلى غرف الامتحانات ستكون له آثار سلبية على السمعة الطيبة التي يتميز بها امتحان الثانوية العامة.
د.زياد الخوالدة رئيس قاعة امتحان شهادة الدراسة الثانوية في مدرسة بصيرا المهنية أكد على أنه والمراقبين ساروا على الأقدام يوم السبت الماضي للوصول إلى قاعة الامتحان مسافة لا تقل عن 3 كم ذهابا وإيابا، مشيرا إلى أن أوراق الأسئلة والأجوبة للامتحان ذاته كانت في يده وهو يتخبط في الثلوج التي زادت - حسب قوله - عن متر.
وأوضح الخوالدة أنه كان قلقا على تلك الأوراق حيث أنه كان ينزلق على الثلوج ويتأذى في كل مرة يقع فيها ولم يكن يستطيع أن يخفف قبضته على أوراق الامتحان لكي لا تتأذى سمعة الامتحان.
أما رئيس لجنة بلدية لواء بصيرا محمد البواليز فقد أكد على أنه كان منذ بداية الموجة الثلجية مع أحد «لودري» البلدية مشرفا على عملية فتح الطرق، مشيرا إلى أن الخدمة التي قدمتها البلدية هي القصوى في ظل عدم وجود آليات تساعد البلدية في تقديمها الخدمة المتكاملة للمجتمع.
وأكد البواليز على أن المواطنين كانوا على تواصل معه هاتفيا خلال الموجة الثلجية لفتح طرقهم، مؤكدا أن البلدية كانت وحيدة خلال الفترة الأولى من الموجة الثلجية دون وجود دعم أو تعزيز من أي جهة أخرى.
وأشار إلى أن حالات الصقيع تسببت في سقوط «اللودر» الثاني في أحد الأودية مما تسبب في تعطل خدمته يوما كاملا حتى إخراجه من هناك وأن البلدية استعانت بآليات مواطنين لفتح الطرق المغلقة أثناء الموجة الثلجية.
وحاولت «الرأي» الاتصال مع المحافظ أو متصرف لواء بصيرا أو مدير شركة اسمنت الرشادية للحصول على المعلومات بخصوص الموجة الثلجية التي اجتاحت اللواء لكن دون جدوى.
وأوضح مدير مكتب أشغال لواء بصيرا المهندس محمد القرارعة أن المكتب بدأ بفتح الطرق في لواء بصيرا منذ اليوم الأول للموجة الثلجية وأن «لودرا»
و»جريدرا» كانا في الميدان لكسح الثلوج في الطرق الرئيسية التي تعتبر خارج التنظيم.
إن ما يحدث في لواء بصيرا حتى هذه اللحظة من تراكم للثلوج وإغلاق العديد من الطرق الفرعية تتطلب من الجميع توجيه الدعم الفوري بجميع أشكاله إلى قطاعات اللواء كافة، ابتداء من دعم المواطنين الذين كادوا أن يدفعوا أرواحهم ثمنا لضعف جاهزية المؤسسات المعنية في التعامل مع مثل هذه الظواهر الطبيعية وانتهاء بدعم المؤسسات لتعزيز جاهزيتها وقدرتها على مواجهة المتغيرات الطبيعية في المرات القادمة."الراي"