آخر الأخبار
  الامن العام يحذر مجدداً من هذه المدافئ   السلامي: لا يمكن مؤاخذة أبو ليلى أو غيره على الأخطاء   حسان للنشامى: رائعون ومبدعون صنعتم أجمل نهائي عربي   البوتاس العربية" تهنّئ المنتخب الوطني لكرة القدم بحصوله على لقب وصيف كأس العرب   علي علوان يحصد لقب هداف كأس العرب 2025   الملك للنشامى: رفعتوا راسنا   الملكة: فخورون بالنشامى، أداء مميز طوال البطولة!   منتخب النشامى وصيفاً لكأس العرب 2025 بعد مواجهة مثيرة مع المغرب   الشوط الثاني: النشامى والمغرب ( 3-2 ) للمغرب .. تحديث مستمر   تحذير صادر عن "إدارة السير" للأردنيين بشأن المواكب   تحذير صادر عن مدير مركز الحسين للسرطان للأردنيين   رئيس وزراء قطر: اجتماع وشيك للوسطاء بشأن اتفاق غزة   أبو الغيط: الأردن في قلب الاحداث ودبلوماسيته نشطة للغاية   النائب الهميسات يوجه سؤالاً للحكومة بخصوص مديرة المواصفات والمقاييس   الحكومة الاردنية ستنظر برفع الرواتب بموازنة عام 2027   الملك يهنئ أمير دولة الكويت بذكرى توليه مقاليد الحكم   عثمان القريني يكشف عن موعد مباراة الاردن والمغرب وحقيقة تغير موعدها   تفاصل حالة الطقس في المملكة حتى السبت   العيسوي يلتقي وفدا من أبناء عشائر حلحول- الخليل بالأردن   وزير البيئة: بدء إعداد البرنامج التنفيذي للحد من الإلقاء العشوائي للنفايات

الشيخ والقاضي العشائري جدوع بن عودة الجازي (أبو ناصر) – سِتْر الرجال وميزان العدالة

{clean_title}
جراءة نيوز - بقلم: بركــــات الجـــازي

في عمق ذاكرة البادية الأردنية، يسطع نجمٌ من رجالاتها الكبار، شيخ وقاضٍ عشائري لا يشبه إلا نفسه، ورمزٌ من رموز الفراسة والحكمة والعدل... إنه الشيخ والقاضي العشائري جدوع بن عودة ، الذي لقّبه  الحويطات واهل الباديه بـ"أبوهن"؛ لما كان يمثّله من ملاذٍ آمن لقضايا العرض والشرف، تلك القضايا التي لا يُفصل فيها إلا من كان أهلًا للستر والهيبة والعلم والاختصاص ابآ عن جد.

وُلد الشيخ جدوع في أذرح بالشراه عام 1910، ونشأ في بيت عريق الجذور، بين أعمدة المجد والعزّ والفروسية، فهو نجل الفارس والشيخ محمد بن عيسى بن عودة( احد الأعضاء المنتخبين في اول مجلس تشريعي بامارة شرق الاردن انذاك 1928 ). و أحد زعماء عشيرة الجازي، وحفيدٌ من سلالة الأمراء، ومن سلالة غازي (حويط) الجدّ المؤسس، وجمعته صلة الدم والنسب بـالشيخ ضيف الله أبو الصقور، المعروف بـ(شوير الحويطات)، لتجتمع في شخصيته صفات الزعامة: فراسة، حكمة، هيبة، وستر.

في ثمانينيات القرن الماضي، وبينما كنت طفلًا أرافق والدي إلى بيت الشعر المروبع – ذو الأعمدة الأربعة – لا تزال صور الرجال تتوافد في مخيلتي، يطرقون بابه لحل معضلة، أو طلب ستر، أو الفصل في خصومة… بيت عزّ وكرم، يحتضن الجميع. وكان أبو ناصر هناك، بهيبته المعهودة، وجهه الطلق، وصوته الصارم في الحق، لا يُساوم في عدالة، ولا يلين في وجه الباطل.

بدأ حياته في الجيش العربي، لكن روحه العشائرية ونزعته للعدل دفعته إلى طريق آخر… إلى طريق القضاء العشائري، بعد وفاة والده محمد بن عيسى .والذي سلكه بتفوّق، وذلك لاختصاصه بالفصل في قضايا ( العرض والدم ) ، وهي الأصعب والأدق في منظومة العدل العشائري، لما تتطلبه من حكمة وفطنة، علم وستر، وشرف لا يُساوم.

امتلك الشيخ جدوع مكانة خاصة لدى القيادة الأردنية؛ فكان قريبًا من الملك الحسين بن طلال رحمه الله، ومن الأمير الحسن بن طلال أطال الله بعمره، يحظى بثقة الدولة واحترام القبائل، وكان من أشهر قضاة البادية الأردنية، اسمه يُذكر في المجالس باحترام، وسيرته تروى للأجيال بفخر.

رحل الشيخ جدوع بن عودة عام 1986، لكنه لم يرحل من الذاكرة… فهامات الرجال لا تُنسى، والسيرة العطرة تبقى حيّة في الضمائر.

رحم الله الشيخ أبو ناصر، قاضي العرض والدم ، ووجه الحويطات، وسِتر البادية.