آخر الأخبار
  الجامعة الأردنيّة تحتلّ المركز الرابع عربيًّا والأولى محليًّا في تصنيف الجامعات العربيّة 2025   مصدر: لا ملكيات شخصية في أراضي عمرة .. وجميعها لخزينة الدولة   فيدان: نتوقع بدء المرحلة الثانية من اتفاق غزة مطلع 2026   محمد الشاكر يوضح حول العواصف الثلجية نهاية العام   الدكتور منذر الحوارات: دراسة اقتصادية تظهر أن كل دينار يُحصّل من منتجات التبغ يقابله 3-5 دنانير كلفة صحية لاحقة   خلال تصريحات تلفزيونية .. المدرب جمال سلامي يتغزل بمهاجم النشامى يزن النعيمات   مسودة نظام الناطقين الإعلاميين في الوزارات والمؤسسات والدوائر الحكومية لسنة 2025   النائب ابراهيم الطراونة: الاردنيين نسيوا همومهم ومشكلاتهم في لحظات تشجيع المنتخب الوطني، حيث تجاوزوا خلافاتهم ورفعوا عنوانًا واحد هو الأردن   بعد سؤال للنائب خالد أبو حسان .. وزير الشؤون السياسية والبرلمانية العودات يوضح حول "أمانة عمان"   وزير العمل للشباب: الأجور ترتفع كلما زادات مهاراتكم   مذكرات تبليغ قضائية ومواعيد جلسات متهمين (أسماء)   العرموطي: الأولى تخفيض ضريبة الكاز للفقراء وليس السجائر والتبغ   نائب أردني: السفير الأمريكي ما ضل غير يصير يعطي عرايس   النقد الدولي: الضمان الاجتماعي تشهد تراجعًا تدريجيًا رغم الفوائض المالية   وزارة الطاقة توضح بشأن اتفاقية تعدين النحاس في منطقة أبو خشيبة   الديوان الملكي ينشر صورة من اجتماع للملك بالعيسوي   النشامى يتقدم مركزين في التصنيف العالمي لفيفا   العقبة تحصد جائزة «أفضل وجهة شاطئية – الفئة الدولية» ضمن جوائز Travel + Leisure India’s Best Awards 2025   القريشي يجري عملية جراحية تتكلل بالنجاح   الظهراوي: 300 ألف مركبة غير مرخصة في شوارع الأردن
عـاجـل :

الشيخ والقاضي العشائري جدوع بن عودة الجازي (أبو ناصر) – سِتْر الرجال وميزان العدالة

{clean_title}
جراءة نيوز - بقلم: بركــــات الجـــازي

في عمق ذاكرة البادية الأردنية، يسطع نجمٌ من رجالاتها الكبار، شيخ وقاضٍ عشائري لا يشبه إلا نفسه، ورمزٌ من رموز الفراسة والحكمة والعدل... إنه الشيخ والقاضي العشائري جدوع بن عودة ، الذي لقّبه  الحويطات واهل الباديه بـ"أبوهن"؛ لما كان يمثّله من ملاذٍ آمن لقضايا العرض والشرف، تلك القضايا التي لا يُفصل فيها إلا من كان أهلًا للستر والهيبة والعلم والاختصاص ابآ عن جد.

وُلد الشيخ جدوع في أذرح بالشراه عام 1910، ونشأ في بيت عريق الجذور، بين أعمدة المجد والعزّ والفروسية، فهو نجل الفارس والشيخ محمد بن عيسى بن عودة( احد الأعضاء المنتخبين في اول مجلس تشريعي بامارة شرق الاردن انذاك 1928 ). و أحد زعماء عشيرة الجازي، وحفيدٌ من سلالة الأمراء، ومن سلالة غازي (حويط) الجدّ المؤسس، وجمعته صلة الدم والنسب بـالشيخ ضيف الله أبو الصقور، المعروف بـ(شوير الحويطات)، لتجتمع في شخصيته صفات الزعامة: فراسة، حكمة، هيبة، وستر.

في ثمانينيات القرن الماضي، وبينما كنت طفلًا أرافق والدي إلى بيت الشعر المروبع – ذو الأعمدة الأربعة – لا تزال صور الرجال تتوافد في مخيلتي، يطرقون بابه لحل معضلة، أو طلب ستر، أو الفصل في خصومة… بيت عزّ وكرم، يحتضن الجميع. وكان أبو ناصر هناك، بهيبته المعهودة، وجهه الطلق، وصوته الصارم في الحق، لا يُساوم في عدالة، ولا يلين في وجه الباطل.

بدأ حياته في الجيش العربي، لكن روحه العشائرية ونزعته للعدل دفعته إلى طريق آخر… إلى طريق القضاء العشائري، بعد وفاة والده محمد بن عيسى .والذي سلكه بتفوّق، وذلك لاختصاصه بالفصل في قضايا ( العرض والدم ) ، وهي الأصعب والأدق في منظومة العدل العشائري، لما تتطلبه من حكمة وفطنة، علم وستر، وشرف لا يُساوم.

امتلك الشيخ جدوع مكانة خاصة لدى القيادة الأردنية؛ فكان قريبًا من الملك الحسين بن طلال رحمه الله، ومن الأمير الحسن بن طلال أطال الله بعمره، يحظى بثقة الدولة واحترام القبائل، وكان من أشهر قضاة البادية الأردنية، اسمه يُذكر في المجالس باحترام، وسيرته تروى للأجيال بفخر.

رحل الشيخ جدوع بن عودة عام 1986، لكنه لم يرحل من الذاكرة… فهامات الرجال لا تُنسى، والسيرة العطرة تبقى حيّة في الضمائر.

رحم الله الشيخ أبو ناصر، قاضي العرض والدم ، ووجه الحويطات، وسِتر البادية.