آخر الأخبار
  ارتفاع أسعار الذهب محليا   ولي العهد يطمئن هاتفيا على صحة لاعب النشامى أدهم القريشي   الحكم السويدي .. اعتذر ام لا .. صحافة دولية تربك المشهد   ابرد ايام الشتاء تبدأ في الأردن غدا الاحد   وزير الصناعة: عام 2026 سيكون نقطة تحول بالعلاقات التجارية مع الولايات المتحدة   ماذا نعرف عن المتحوّر الجديد للإنفلونزا المنتشر في 34 دولة؟   مهم حول رفع اشتراك الضمان   جمال السلامي يعبّر عن شعورٍ ممزوج بالحسرة والفخر بعد مباراة النشامى   أجواء باردة نسبيًا في أغلب المناطق حتى الثلاثاء   الأرصاد: لا حالات مطرية متوقعة حتى 25 كانون الأول   هل سيخضع السلامي للضريبة؟   تأخير بدء امتحانات الطلبة في لواء البترا السبت   الأرصاد: مربعانية الشتاء الأحد .. واستعدوا لأبرد فترات السنة   الأردن يتسلم رئاسة الدورة 45 لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب   سان جورج الفحيص- يطلق موسماً احتفالياً بعيد الميلاد المجيد   الأردنيون يستقبلون "النشامى" ابطال الوصافة التاريخية لكأس العرب   الانقلاب الشتوي يبدأ الأحد 21 كانون الأول 2025… ومربعينية الشتاء تدخل أبرد أيام العام   ولي العهد للنشامى: رفعتم معنويات كل الأردن .. والمرحلة القادمة مهمة   النشامى يعودون إلى عمان الجمعة بعد وصافة كأس العرب 2025   تقرير فلكي حول إمكانية رؤية هلال شهر رجب

الشيخ والقاضي العشائري جدوع بن عودة الجازي (أبو ناصر) – سِتْر الرجال وميزان العدالة

{clean_title}
جراءة نيوز - بقلم: بركــــات الجـــازي

في عمق ذاكرة البادية الأردنية، يسطع نجمٌ من رجالاتها الكبار، شيخ وقاضٍ عشائري لا يشبه إلا نفسه، ورمزٌ من رموز الفراسة والحكمة والعدل... إنه الشيخ والقاضي العشائري جدوع بن عودة ، الذي لقّبه  الحويطات واهل الباديه بـ"أبوهن"؛ لما كان يمثّله من ملاذٍ آمن لقضايا العرض والشرف، تلك القضايا التي لا يُفصل فيها إلا من كان أهلًا للستر والهيبة والعلم والاختصاص ابآ عن جد.

وُلد الشيخ جدوع في أذرح بالشراه عام 1910، ونشأ في بيت عريق الجذور، بين أعمدة المجد والعزّ والفروسية، فهو نجل الفارس والشيخ محمد بن عيسى بن عودة( احد الأعضاء المنتخبين في اول مجلس تشريعي بامارة شرق الاردن انذاك 1928 ). و أحد زعماء عشيرة الجازي، وحفيدٌ من سلالة الأمراء، ومن سلالة غازي (حويط) الجدّ المؤسس، وجمعته صلة الدم والنسب بـالشيخ ضيف الله أبو الصقور، المعروف بـ(شوير الحويطات)، لتجتمع في شخصيته صفات الزعامة: فراسة، حكمة، هيبة، وستر.

في ثمانينيات القرن الماضي، وبينما كنت طفلًا أرافق والدي إلى بيت الشعر المروبع – ذو الأعمدة الأربعة – لا تزال صور الرجال تتوافد في مخيلتي، يطرقون بابه لحل معضلة، أو طلب ستر، أو الفصل في خصومة… بيت عزّ وكرم، يحتضن الجميع. وكان أبو ناصر هناك، بهيبته المعهودة، وجهه الطلق، وصوته الصارم في الحق، لا يُساوم في عدالة، ولا يلين في وجه الباطل.

بدأ حياته في الجيش العربي، لكن روحه العشائرية ونزعته للعدل دفعته إلى طريق آخر… إلى طريق القضاء العشائري، بعد وفاة والده محمد بن عيسى .والذي سلكه بتفوّق، وذلك لاختصاصه بالفصل في قضايا ( العرض والدم ) ، وهي الأصعب والأدق في منظومة العدل العشائري، لما تتطلبه من حكمة وفطنة، علم وستر، وشرف لا يُساوم.

امتلك الشيخ جدوع مكانة خاصة لدى القيادة الأردنية؛ فكان قريبًا من الملك الحسين بن طلال رحمه الله، ومن الأمير الحسن بن طلال أطال الله بعمره، يحظى بثقة الدولة واحترام القبائل، وكان من أشهر قضاة البادية الأردنية، اسمه يُذكر في المجالس باحترام، وسيرته تروى للأجيال بفخر.

رحل الشيخ جدوع بن عودة عام 1986، لكنه لم يرحل من الذاكرة… فهامات الرجال لا تُنسى، والسيرة العطرة تبقى حيّة في الضمائر.

رحم الله الشيخ أبو ناصر، قاضي العرض والدم ، ووجه الحويطات، وسِتر البادية.