جراءة نيوز - بقلم: بركات الجازي
إذا ذُكرت الفروسية، ذُكرت قبيلة السرحان. وإذا سُئل عن النخوة والكرم والمواقف الصلبة، أُشير إلى أهل البويضا وقلايد الخيل.
قبيلة قحطانية عريقة، تعود بجذورها الراسخة إلى قبيلة طيّ، تمتد من وادي السرحان شمال الأردن إلى دومة الجندل والجوف في المملكة العربية السعودية، حاملة معها سيرةً من الشرف والمجد والرجولة.
السرحان ما كانوا يومًا على الهامش... كانوا دائمًا في مقدمة الصف، في الميدان قبل المكاتب، وفي ساحات القتال قبل صفحات التاريخ.
هم من ساهموا في تأسيس الجيش العربي المصطفوي، وكانوا من أول من هبّ للدفاع عن القدس وفلسطين... لا بشعارات، بل بالدم والرجال.
نذكر منهم بكل فخر:
🔸 البطل على أفهيد السرحان، أحد فرسان الجيش العربي في معارك فلسطين،
🔸 والباشا عطاالله غاصب السرحان، من أعلام القيادة والانضباط،
🔸 ويشرّفني بكل اعتزاز أن أذكر العقيد المتقاعد علي أسمر غيلان السرحان، معلمي الأول في بداية حياتي العسكرية، رجلٌ من طينة الأحرار، أحد أشاوس الدروع، وقائدٌ لا يعرف سوى العز والشجاعة. أطال الله في عمره.
قبيلة السرحان لم تكن فقط سندًا للوطن، بل كانت أحد أعمدته... مثلها مثل سائر القبائل الأردنية الشامخة، التي وقفت مع الوطن والقيادة في السراء والضراء.
من الجوف إلى وادي السرحان... من بندقية المعركة إلى راية المجد... السرحان هم زاد الوطن، وهم نكهة البادية الأصيلة.
رجالٌ إذا نادى المنادي لبّوا، وإذا اشتد الموقف وقفوا كالجبال.
فيهم الكرم، وفيهم الشهامة، وفيهم نقاء الأصل وصلابة المعدن.