لماذا تفشل جهود الوساطة في التوصل لهدنة في قطاع غزة
إمكانية وقف إطلاق النار في غزة، يثير الجدل، خصوصاً في ظل ازدياد المطالبات بذلك، إذ إن الوضع في القطاع أكثر إلحاحاً، فبالإضافة إلى الكارثة الإنسانية الناجمة عن الحرب، يوجد 101 محتجز إسرائيلي في القطاع.
وفيما تعد الأهداف الإسرائيلية في غزة أكثر تعقيداً تثار التساؤلات حول إمكانية التوصل إلى اتفاق مماثل لوقف إطلاق النار في لبنان، فيما تستمر الحرب بلا نهاية واضحة في غزة وارتباطها بملفات معقدة تمتد من الاعتبارات العسكرية إلى السياسية.
عدداً من العوامل أسهمت في نجاح جهود الوساطة لوقف إطلاق النار في لبنان، التي تعثرت حتى الآن في قطاع غزة، أولها أن طبيعة المعركة تختلف بين الجبهتين، إذ لم تنطلق المواجهة في لبنان من أحداث مشابهة لما جرى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول في غزة.
وبالتالي تختلف الأهداف، إذ كانت أهداف إسرائيل في لبنان تركز على احتواء الوضع، وإضعاف حزب الله، وضمان انسحاب مقاتليه بعيداً عن الحدود، وإعادة سكان الشمال إلى منازلهم، ويبدو أنها تحققت".
كذلك استمرار حزب الله رغم هذه الضربات في إطلاق الصواريخ، تسبب في ضغوط متزايدة على الاقتصاد الإسرائيلي من خلال التأثير على السياحة، والبنية التحتية، وشركات الطيران، كما منع عودة سكان الشمال بشكل كامل، وكل هذا كلَّف جيش الاحتلال الإسرائيلي وقوات الاحتياط، ما دفع إسرائيل إلى القبول بوقف إطلاق النار في هذه الجبهة.
أما في غزة، فالوضع مختلف تماماً، فلا توجد ضغوط مماثلة لما واجهته إسرائيل في الشمال، والأهداف أكثر تعقيداً وعمقاً، وتشمل طموحات استيطانية، بالإضافة إلى قضية المحتجزين... كل هذه العوامل تجعل نجاح الوساطة في غزة أكثر صعوبة في الوقت الحالي".
قرارات الحرب ووقفها في غزة مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالتعقيدات السياسية الداخلية لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي يسعى للحفاظ على استقرار ائتلافه الحاكم وموقعه السياسي، خصوصاً في ظل الضغوط المتعلقة بالتحقيقات في أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول والقضايا المرتبطة بها، إضافةً إلى محاكمته في قضايا الفساد".
كما ان التهديدات المتكررة من أعضاء الائتلاف الحكومي بالانسحاب من الحكومة في حال التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب على غزة جعلت اتخاذ قرار بإنهاء القتال أكثر تعقيداً، وهذا ما يفسر غياب أي قرار نهائي من الجانب الإسرائيلي لوقف الحرب بشكل حاسم ، وهذا ما يؤدي الى وضع نتنياهو العراقيل امام اي تهدئة في قطاع غزة ، رغم الجهود الدولية المبذولة لوقف المجازر والدمار والجرائم ضد الانسانية وانتهاك حقوق الانسان ، على مرأى وسمع العالم بلا رادع .