في 3 كانون الأول من كل عام يحتفل العالم باليوم العالمي للاشخاص ذوي الإعاقة، الذي يسلط الضوء على أهمية دمج وشمول الأشخاص ذوي الإعاقة للعب دور أكثر فاعلية في مجتمعاتهم. حيث انطلق تحت شعار "تعزيز قيادة الأشخاص ذوي الإعاقة لمستقبل شامل ومستدام" هذا العام للتأكيد على الدور المحوري لشمول جميع الأفراد في عملية بناء مجتمع شامل.
مع كل عام، تتزايد المسؤوليات والفرص أمام المؤسسات والأفراد في تعزيز الشمولية وتصبح الحاجة أكبر لتوفير دعم حقيقي ملموس للأشخاص ذوي الإعاقة، مما يساهم في رفع أصواتهم وإبراز قصصهم بشكل أكبر. اليوم، هناك نماذج عديدة لأشخاص من ذوي الإعاقة يسهمون بفعالية في مختلف المجالات ويتركون بصمة واضحة في مسار التنمية، ليقدموا أمثلة للإبداع والقيادة في المجتمع.
أورنج الأردن: قصص ملهمة!
أورنج الأردن واحدة من المؤسسات التي استجابت لهذه المسؤوليات المتزايدة، حيث تقدم دعماً مؤسسياً للأشخاص ذوي الإعاقة يشكل جزءاً هاماً من استراتيجيتها للمسؤولية المجتمعية وذلك على مستويين رئيسيين الداخلي والخارجي.
على المستوى الداخلي تلتزم الشركة بقانون الأشخاص ذوي الإعاقة رقم 20 لعام 2017، والذي يشجع شركات القطاع الخاص على توظيف الأشخاص ذوي الإعاقة بالإضافة إلى نشر الوظائف الشاغرة في الشركة على صفحة المجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، كما أنها وقعت على ميثاق داخلي لإلزام الإدارة بدمجهم في القوى العاملة تحت شعار "نبصم بالعشرة".
على المستوى الخارجي أطلقت الشركة عام 2019 مظلة تهدف إلى تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة "قدراتنا مختلفة ولكن إمكاناتنا أكيدة" وتشمل سلسلة من البرامج والمبادرات المتكاملة والمستمرة، فضلاً عن استقطابهم في برامجها المنفذة تحت مظلة مراكز أورنج الرقمية ) (ODCفي جميع محافظات المملكة.
على غرار كل عام، نفذت أورنج عدداً من الأنشطة بمناسبة اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة هذا العام شملت تغيير اسم الشبكة إلى "Inclusion" بالتعاون مع المجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة لزيادة الوعي حول هذا الموضوع.
كما أطلقت الشركة هاكاثون الحلول الرقمية للأشخاص ذوي الإعاقة والإعلان عن الفائزين بالإضافة إلى رعاية المسابقة التي أطلقها المجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، تحت رعاية رئيس المجلس سمو الأمير مرعد بن رعد، بهدف نشر الوعي بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وتحفيز الإعلاميين على تناول قضاياهم من منظور حقوقي، فضلاً عن تشجيع الأعمال الإبداعية والإعلامية التي تسهم في تسليط الضوء على حقوق وقضايا الأشخاص ذوي الإعاقة ودمجهم في المجتمع.
تسهم كل هذه الأنشطة والمبادرات في تمكين أصوات مميزة من الخروج إلى النور والتعبير عن نفسها. عيسى زيدان وملك الفروان صوتان من أكاديمية أورنج للبرمجة يقدمان نموذجاً لدعم يسفر عن إلهام يترجم في شكل أجزاء صغيرة من مبادرات عالمية تأخذ خطوات أكبر كل عام.
إلهام يصنع التغيير
لم تكن الإعاقة البصرية عائقاً أمام عيسى زيدان دون الانطلاق وراء حلمه التكنولوجي، فكانت أكاديمية البرمجة منطلقاً، لتفتح بعدها إحدى كبريات شركات التكنولوجيا ذراعيها لاستقباله موظفاً حلمه يكبر كل يوم.
"التأثير الذي تركته أكاديمية البرمجة في نفسي يتجاوز المستويات المهنية إلى المستويات الشخصية حيث تعززت ثقتي بنفسي وأصبحت أشعر بالفعل بأنني جزء فاعل من المجتمع"، يقول عيسى عن تجربته.
التحق عيسى بالأكاديمية عام 2023 إلا أن طموحاته لا حدود لها وستظل دائماً مرئية وممتدة على طول درب من التمكين والإلهام.
من جهتها تعتبر ملك الفروان وهي من ذوي الإعاقة الحركية، وتحمل شهادة في هندسة البرمجيات، بأن الانضمام إلى برامج أورنج "هو بمثابة تغيير جذري في جميع الجوانب" ففي أكاديمية البرمجة شعرت ملك بأن "عقليتها قد أعيدت برمجتها كذلك لتصبح أكثر تركيزاً على الحل والإبداع والابتكار فضلاً عن تعزيز الشعور بالانتماء".
عقب تخرجهما حصل كل من عيسى وملك على فرص مميزة في مجال تطوير المواقع الإلكترونية حيث تم تعيينهما مباشرة عقب التخرج.
ربما لم تمتلك ملك حلماً مشابهاً لعيسى لكنها امتلكت إرادة مشابهة فكان التحاقها بأكاديمية البرمجة بداية تحقيق حلم، ولكن ليس نهاية رحلة ستظل مرئية وتكتسب المزيد من الطموح والإلهام مع كل مبادرة تكبر وكل جهد يثمر!