بينما لا تزال آلاف العائلات في سوريا ولبنان ينتظرون ظهور أسماء أولادهم وأحبابهم الأحياء من بين الذين أفرج عنهم وأطلق سراحهم من السجون السورية، بعد سقوط الرئيس السابق بشار الأسد، صعق الكثيرون بحجم المأساة التي تفجرت من وراء أبواب تلك الزنازين خلال الأسبوع الماضي.
إلا أن المهندس المدني أسامة عثمان الذي ظل لسنوات متخفياً، رافضا الكشف عن هويته خلال عمله على جمع الشهادات والصور حول "معتقلات النظام السوري السابق"، شريك "قيصر" الشهير كشف المزيد من الفظائع.
فقد أكد في مقابلة مع العربية/الحدث أن العديد من الصور التي هربت من داخل السجون السورية عبر من عرف بـ "قيصر" وهو ضابط منشق تمكن من الفرار خلال الحرب بعدما وثق ما يجري داخل أقبية السجون من تعذيب للمعتقلين، كشفت أجساد جد هزيلة تكاد تشبه الهياكل العظمية للسجناء.
كما أضاف أن تلك المشاهد أكدت بلا شك فيه أن المعتقلين كانوا يتعرضون لعملية تجويع ممنهجة.
وأشار إلى أن بعض المعتقلين اقتلعت عيونهم من جحورها، مضيفاً أن بعض الصور أظهرت الدماء حول عيون السجناء، ما يعني أنهم كانوا أحياء حين اقتلعت. وأردف قائلا "فلك أن تتخيل كيف اقتلعت وما عانوه"
أطفال قتلوا تعذيباً
إلى ذلك، أوضح أن في حوزته صورا لأطفال قتلوا تعذيباً وبالرصاص في السجون.
هذا ودعا إلى ضرورة محاكمة الأسد داخل سوريا وبقانون سوري، مشددا على أنه أدار "مصنعاً للقتل وارتكب الفظائع".
يذكر أن أسامة الذي لقب على مدار السنوات الماضية بـ "سامي" حماية لهويته، وخوفاً من تعرضه وعائلته لأي أذى من النظام كان شارك مع قيصر الذي يعتبر الشاهد الملك على جرائم التعذيب في السجون في تهريب آلاف الصور التي وثقت أثار التعذيب على أجساد المعتقلين فضلا عن مواقع دفن الجثث.
وتمكن الرجلان من الفرار من سوريا خلال الحرب، حيث عملا على نشر تلك الصور والوثائق، ما أدى إلى صدور قانون أميركي عرف باسم "قيصر" وفرض عقوبات على نظام الأسد لتورطه في انتهاكات جسيمة وجرائم انسانية.