آخر الأخبار
  تصريح رسمي حول انتشار الانفلونزا في الأردن   سوريا .. تصفية شجاع العلي المشتبه بتورطه في جرائم مسلحة   خطة أمنية شاملة خلال فترة امتحانات الثانوية العامة   مهم من وزارة العمل حول أخر يوم للإجراءات التنظيمية للعمالة الوافدة   مراكز الإصلاح تُمكّن أحد نزلائها من اجتياز متطلبات الماجستير   مندوبا عن الملك وولي العهد .. العيسوي يعزي الشوابكة   "جمعية البنوك الاردنية" تبشر الاردنيين بخصوص أسعار الفائدة للعام القادم   أمطار قادمة للمملكة في هذا الموعد!   الأردن يرفض اقتحام وزير أمن الاحتلال للمسجد الاقصى   النائب عطية يسأل الحكومة عن هرب 13 ألف عاملة منزل   الضريبة تدعو الأردنيين لتقديم طلبات التسوية.. وتعلن السبت دوام رسمي   التعليم العالي: لا مخالفات علينا في تقرير ديوان المحاسبة 2023   وزير الداخلية ينعى المساعدة   الاردن .. كم لاجئاً سوريا عاد إلى بلاده منذ سقوط الأسد ؟   وفاة موظف في وزارة التربية .. والوزير ينعاه   الأوقاف تدعو المواطنين لأداء صلاة الاستسقاء   بشرى سارة للمقترضين في الأردن   هذا ما ستشهده سماء المملكة في الفترة من 28 كانون أول/ ديسمبر إلى 12 يناير   محاضرة توعوية في عمان الأهلية حول العنف الأسري   وفد طلابي من عمان الأهلية يزور اللجنة البارالمبية الأردنية

الجنرال إسرائيلي زوهر فالتي: "حزب الله” لم يعد موجوداً كما كان وما حدث ضربة قاسية لإيران

{clean_title}
يدّعي جنرال إسرائيلي في الاحتياط، زوهر فالتي، أن "حزب الله” لم يعد موجوداً كما كان، ويدعو إسرائيل لمنع سيطرة إيران وبسط هيمنتها بالكامل عليه، مثلما يطالب اللبنانيين لاستغلال الفرصة لبناء كيان سياسي جديد بدونه.
ويقول زوهر فالتي إن أحد عشر يوماً في أيلول/سبتمبر، وبضعة أيام من تشرين الأول/أكتوبر 2024، غيّرت التنظيم "الإرهابي” "حزب الله”، رأساً بعد الضربات الكبيرة التي تعرّض لها.

ويحاول تسويغ رؤيته بالقول، في مقال نشره موقع القناة 12 العبرية: "نشأ واقعٌ غير مسبوق، خسر فيه الحزبُ آلاف المقاتلين، وتضرّرت فيه منظوماتُه الإستراتيجية، ومن ضمنها آلاف الصواريخ والقذائف في بيروت وشتى أنحاء لبنان، وخَسَرَ زعيمَه الكاريزماتي حسن نصر الله، وأضحى من دون سلسلة قيادته العملانية الرفيعة المستوى التي قُتلت كلّها. لقد كانت هذه القيادة مركزاً للمعرفة والعمل في بناء وتفعيل قوات الحزب طوال 30 عاماً وأكثر من القتال ضد إسرائيل”.

فالتي: ما حدث ضربة قاسية لإيران، التي بَنَتْ "حزب الله” طوال عقود، بالإضافة إلى خسارة الوجه العسكري لـ "حماس” في غزة. من هنا، نحن أمام فرصة يجب عدم تضييعها

وطبقاً لفالتي، فقد حدث كلُّ هذا نتيجة سلسلة من الأحداث التي أثبتت لـ "حزب الله” وللآخرين حجم الاختراق العميق للحزب، الذي من الصعب جداً فهمه في الوقت الحقيقي، ومعرفة كيفية مواجهته.

ويمضي في وصف الضرر الناجم: "لقد اعتُبر ما حدث ضربة قاسية لإيران، التي بَنَتْ هذا التنظيم طوال عقود، بالإضافة إلى خسارة الوجه العسكري لـ”حماس” في غزة. من هنا، نحن أمام فرصة يجب عدم تضييعها”.

ويقول الجنرال الإسرائيلي في الاحتياط إن أجيالاً من الباحثين في الاستخبارات، في الموساد والاستخبارات العسكرية، في شأن "حزب الله” ولبنان، خلال الـ35 عاماً الأخيرة، وضباط في الموساد وعناصر في الوحدة 504، الذين عملوا على فهم الحزب طوال سنوات؛ من مترجمين، ومبرمجين، وعناصر فك الشيفرة، وعناصر من السايبر، قاموا بعمل مذهل، سيكون في الفترة القريبة غير ذي دلالة.

ويضيف: "كلّ طريقة التفكير وفهم الحزب ستتغير، ويجب أن تتأقلم معها أجهزتنا الاستخباراتية، ويتأقلم معها شركاؤنا وأصدقاؤنا في الاستخبارات في العالم. سيكون هناك تساؤلات وحاجة إلى دراسة "حزب الله” من جديد، أكثر مما سيكون لدينا إجابات وصورة استخباراتية واضحة”.

بناء الحزب من جديد
ويرى الجنرال الإسرائيلي أن "حزب الله”، برئاسة حسن نصر الله، كان تنظيماً موحداً، والآن، سيكون حزباً مختلفاً تحت قيادة جديدة، فهو بحاجة فعلياً إلى بناء نفسه من جديد، وهذا يشكّل تحدياً للأجهزة الاستخباراتية لفهم ما تبقى من الحزب، وما هو سلّم الأولويات الجديد لديه،


ومَن هو الشخص، أو المجموعة التي ستديره بصورة جماعية، وما هو بروفايل الشخصيات التي ستديره، ومَن هو جيل القادة الجديد، ومَن يتخذ القرارات: هل هو شخص، أم مجموعة، أم دولة؟ هل سيظل الحزب مستقلاً، كما كان حتى اليوم حيال إيران، في ظل الشخصية المميزة لنصر الله كزعيم، أم أن توجهه سيتغير وسيصبح الحزب خاضعاً بصورة كاملة للوصاية الإيرانية، أو لـ "الحرس الثوري” الذي يديره؟”.

ويعتقد فالتي أن فكرة خضوع "حزب الله” لوصاية "الحرس الثوري” يجب أن تُقلق إسرائيل كثيراً، ويتعيّن عليها أن تفعل كل شيء لمنع حدوث ذلك والتصدي له.

على خلفية ذلك يقترح فالتي أن يواصل الجيش الإسرائيلي "تطهير” القرى في الجنوب اللبناني على طول منطقة محددة، وأن ينزع، خلال وقت محدد، بنى "حزب الله” عموماً، و”قوات الرضوان” خصوصاً، ويمنع إعادة تمركُزها من جديد، بالقرب من الحدود الشمالية، وذلك بهدف منح سكان الشمال الأعزاء الشعور بالأمان كي يتمكّنوا من العودة إلى منازلهم”.

عمل طيلة عقدين
ويزعم فالتي أن الجيش والموساد أعدّا طوال عقدين ما نراه الآن في لبنان. وقام الجيش، بواسطة الاستخبارات، وخصوصاً جهازه لمحاربة "الإرهاب” وسلاح الجو، بعمل مذهل، داعياً لإدراك أهمية هذا النجاح، واستخدامه كرافعة في الوقت المناسب.

ويضيف محاولاً تحريض اللبنانيين على "حزب الله”: "كما يجب ألا نتعثر ونعلق، ومن الجيد أن نستنفد القدرة على مهاجمة أهداف "حزب الله” المتوفرة. في المقابل، يجب أن نعمل مع المجتمع الدولي، لكن ضمن توقعات منخفضة بسبب التجربة مع اللبنانيين. على اللبنانيين عموماً، وزعماء الطوائف خصوصاً، أن يدركوا الفرصة الذهبية المتاحة لهم من دون تخطيط. يجب أن نعرف ما إذا كانت كلمة مسؤولية موجودة في القاموس اللبناني، وهو ما سيتيح للبنانيين تحمّل مسؤولية مستقبلهم، ففي الواقع، هذه المرة الأولى، منذ ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، التي يستطيعون فيها التحرّر من خناق حزب الله".

وضمن سياسات "فرّق تسد”، يدّعي أن "هناك فرصة الآن أمام كل الطوائف في لبنان، وخصوصاً الطائفة الشيعية، لرفع رأسها، والمطالبة بقيادة وطنية مختلفة، وأن يقولوا إننا مواطنون لبنانيون، سنتعاون مع المسيحيين والسنة والدروز من أجل استقرار الدولة اللبنانية”.

ويقول فالتي إن الجيش اللبناني، الذي وظّفت فيه الولايات المتحدة وفرنسا الكثير، في العقود الأخيرة، وحرصتا على إعداده لمثل هذا الوضع، بقيادة الجنرال جوزف عون، في إمكانه تحقيق السيادة اللبنانية، واتخاذ قرار بشأن نشر الجيش على طول الحدود مع إسرائيل.. وهذا يمكن أن يتحقق من خلال تطبيق القرارين 1559 و1701، أو إذا قرر لبنان أن يكون دولة ذات سيادة تتحمّل مسؤولية نفسها.


ويتفق فالتي مع أوساط إسرائيلية واسعة بقوله إنه من المهم إبعاد "حزب الله” عن الحدود مع إسرائيل بمساعدة دولية وداخلية لبنانية، ونزع سلاحه والحد الأدنى هو ابتعاده إلى ما وراء نهر الأولي.

يعتقد فالتي أن فكرة خضوع "حزب الله” لوصاية "الحرس الثوري” يجب أن تُقلق إسرائيل كثيراً، ويتعيّن عليها أن تفعل كل شيء لمنع حدوث ذلك

ما الذي سيساعد لبنان على تحمّل المسؤولية؟
رداً على هذا التساؤل، يزعم الجنرال الإسرائيلي أنه ليس لدى إسرائيل أي مطامع إقليمية في لبنان، لا بل هي مستعدة لمساعدة لبنان على بناء نفسه، وليس لدى إسرائيل أي شيء ضد سكانه، بل على العكس: "لدى إسرائيل مشكلة واحدة فقط في لبنان، هي التنظيم "الإرهابي” "حزب الله”، الذي أخذ دولة بأكملها رهينة بحماية إيران، ورفع شعار القضاء على إسرائيل. وهذه فرصة ذهبية لنشوء لبنان آخر”.

بيْد أن المشكلة، في رأيه هي أن الولايات المتحدة على مسافة شهر ونصف الشهر من الانتخابات، والشعور بأن عهد الإدارة الحالية يشارف على الانتهاء، وسيسرق الوقت لكي تأتي إدارة جديدة تتأقلم مع الوضع.

ويتابع: "الأمل أنه، خلال هذه الفترة الانتقالية بين الإدارتين، يمكن القيام بخطوة. فرنسا بتصريحاتها البشعة قبل يومين من ذكرى 7 أكتوبر، وضعت نفسها في مكان سيئ، وتحوّلت من دولة كبرى تحلّ النزاعات إلى دولة ثمة شك في قدرتها على العمل لتحقيق خطة شاملة لإعادة إعمار لبنان. أيضاً العالم العربي فقدَ اهتمامه بالدولة اللبنانية منذ سنوات، وكان على قطيعة معها. من دون تدخّل ومساعدة كبيرة من جانب أمريكا وأوروبا ودول الخليج، لا توجد فرصة لإعادة إعمار حقيقية في لبنان، وسيبقى هذا البلد ضعيفاً، ومن دون مستقبل.

وضمن التوصيات، يقول: بما أنه لا يوجد فراغ في الشرق الأوسط، يجب على إسرائيل الاستمرار في الاستثمار في استخبارات محدثة، والمحافظة على قدرات عملانية كبيرة طوال الوقت من أجل التصدي لـ "الإرهاب”، وضد تعاظم قوة العناصر المعادية لها في لبنان.

ويختتم فالتي: "يجب أن نتذكر ما تغيّر منذ الانتفاضة الثانية في الساحة الفلسطينية في الضفة الغربية (2000-2005) حتى اليوم؛ فالجيش الإسرائيلي هو الذي يتحرّك ويقوم بمهمة التصدي المباشر لبناء القوة والهجمات "الإرهابية” في الضفة الغربية، وخصوصاً في المنطقة أ. في ما يتعلق بلبنان، سواء وُجدت قوة فعّالة، مثل الجيش اللبناني، للقيام بالمهمة، أو لم توجد، من المعقول أن نأخذ في الحسبان تطبيق درس مماثل بعد 7 أكتوبر في الساحة اللبنانية، وفي غزة. وأقصد عمليات إسرائيلية عملانية في المكانَين تقوم بها أجهزتنا الأمنية”.

يشار إلى أن زوهر فالتي شغل في السابق منصب رئيس الجناح الأمني السياسي في وزارة الأمن، ورئيس قسم المعلومات في الموساد، ونائب رئيس وحدة الدراسات في الاستخبارات العسكرية.