آخر الأخبار
  الأردن.. وفاتان بحادث بسبب مخالفة (الرجوع للخلف)   الدفاع المدني يخمد حريق مستودع مستلزمات خشبية في العاصمة   أجواء باردة نسبيًا اليوم وغدًا وانخفاض على درجات الحرارة الجمعة   موقوفان و30 شاهداً بقضية حريق دار المسنين   مرصد الزلازل الأردني ينفي تسجيل أي هزة أرضية في معان   لماذا لم تسلم "حماس" ردها على اتفاق وقف اطلاق النار حتى الان؟ مصدر يوضح ..   الملك يبحث مع مبعوث ترامب وقف إطلاق النار في غزة   في قرار قطعي .. المحكمة الإدارية العليا تلغي قرار فصل طلبة من جامعة العلوم الاسلامية   هل تعتزم الحكومة رفع رسوم تصاريح العمل في الاردن؟ الوزير البكار يوضح ..   هل ستغادر روسيا الشرق الاوسط؟ لافروف يجيب ..   إعلام سوري: غارات يرجح أنها أردنية على مواقع مهربي مخدرات بالسويداء   إيعاز ملكي لـ"الهيئة الخيرية الأردنية" بخصوص أهالي قطاع غزة   توضيح صادر عن "ضريبة الدخل" للموظفين والمستخدمين حول اقتطاع ضريبة الدخل   قرار جديد صادر عن "هيئة تنظيم النقل البري" بخصوص سيارات السفريات الخارجية الأردنية   كشف بنود جديدة باتفاق وقف النار في غزة .. 1000 أسير و"حق الفيتو"   "خطة اليوم التالي للحرب" تقوم على إعادة بناء وتنظيم قطاع غزة .. و"السلطة الفلسطينية" ستشارك!   فعاليات ونشاطات متميزة لكلية العمارة والتصميم في عمان الأهلية   طب الأسنان في عمان الأهلية تنظم ورشة توعوية حول مرض السكري وآثاره   مذكرة تفاهم بين عمان الأهلية وشركة (جوباك)   شراكة استراتيجية بين أورنج الأردن ودار الدواء للتنمية والاستثمار

دعت "عليهم فماتوا" .. أم أيمن تسكن المقابر بعد حسرتها على فراق أبنائها الأربعة

{clean_title}
كانت متكئة على جدران المقابر، جاءت بعد أن جعلت التراب مأوى لها، لتكفر عن ذنب قديم ارتكبته في زمن بعيد، فقد فقدت في يوم واحد أربعة من أبنائها، ودفنت معهم جزءًا من قلبها وحياتها.

أم أيمن تعيش الآن وسط قبور أبنائها، محاطةً بذكرياتهم وأحزان الفقد العميقة التي لا تُفارقها، تشعر بالذنب والندم، تعتقد أن دعاءها الغاضب كان السبب في رحيلهم، وتردد بصوت محمّل بالحزن: "ربنا حقق لي دعائي"، كأنها تسعى إلى تسوية حساباتها مع القدر وتخفيف وطأة الألم الذي لا ينتهي


كانت متكئة على جدران المقابر، جاءت بعد أن جعلت التراب مأوى لها، لتكفر عن ذنب قديم ارتكبته في زمن بعيد، فقد فقدت في يوم واحد أربعة من أبنائها، ودفنت معهم جزءًا من قلبها وحياتها.

أم أيمن تعيش الآن وسط قبور أبنائها، محاطةً بذكرياتهم وأحزان الفقد العميقة التي لا تُفارقها، تشعر بالذنب والندم، تعتقد أن دعاءها الغاضب كان السبب في رحيلهم، وتردد بصوت محمّل بالحزن: "ربنا حقق لي دعائي"، كأنها تسعى إلى تسوية حساباتها مع القدر وتخفيف وطأة الألم الذي لا ينتهي.


روت أم أيمن حكايتها مُعبرةً عن شعورها بالذنب لدعائها على أبنائها في لحظة غضب، حدث ذلك في التسعينات، وهي الآن تتذكرها وكأنها بالأمس: "حزينة عيالي الأربعة كانوا قاعدين بيلعبوا الكوتشينة وكانت عندنا شعلة في البوتوجاز الراجل مقفلهاش كويس عشان كان بيقلي بطاطس، فحصل إنفجار نتيجة ده وكان فيه سلك عريان لمس معاه".

حاولت أم أيمن أن تتمالك أعصابها قبل أن تقول بصوت حزين: "أولادي الأربعة هم سيد كان في الصف الأول الثانوي، وهدى في ثالثة إعدادي، وإيمان كانت في أولى إعدادي، وهند رابعة ابتدائي، وكانوا حلوين جدًا كأنهم هيموتوا، ولادي كانوا حنينين عليا أوي ".

بعد فاصل قصير من الصمت قالت أم أيمن: "أنا بحلم بيهم دائمًا أنهم جابوا ليّا ملابس جديدة وأنهم بيطبطبوا عليّا ويقوللي متزعليش، في لحظة ماتوا عيالي الأربعة واحد وراء التاني، وسبوني بموت من الحصرة عليهم والإحساس بالذنب إني كنت بدعي عليهم عشان كانوا أشقياء" وبقولهم تطلعو في نعش واحد".

نصيب أم أيمن من القسوة
رغم كم الحزن التي تعيش فيه أم أيمن إلا أنّها لم تنجو من قسوة زوجة ابنها الوحيد الذي تبقى لها في هذه الحياة، فتقول: "مش معايا دلوقتي غير أيمن كنت أدعي ربنا يوميًا وأقوله أنت خدت نصيبك باركلي في نصيبي يارب، تزوج أيمن وربنا رزقه بولد وبنت، ومستمرش الجواز كتير، وبعد وقت قصير اتجوز واحدة تانية وكانت بتعاملني بمنتهي القسوة حتى تغير أبني تجاهي وقالي أنا أمي ماتت حزنت جدا ودعيت عليه بالموت هو كمان، ودي مش الواقعة الأولي ليّا، أنا برضو دعيت على مرات طليقي بعد زواجهم وتوفيت هي وأبنائها الاثنين خلال سنتين".

حياة في المقابر
وعن تفاصيل يومها داخل المقابر، قالت: "يومي بيمشي في المقابر بروح بني سويف أشتري الطلبات وأجي السمنة والسكر والزيت والصابون، بس ربنا رزقني بالحرامية، بيجو يسرقوا مني كل الحاجات اللي بشتريها، بطاطين ودافية وحصر، مفضلش حاجة ليا في الحوش خالص، مش عارفة أعيش في المقابر خالص".

البحث عن مسكن آمن
طبيعة بيئة المقابر الصعبة جعلت أم أيمن تفكر في البحث عن سكن آخر، ومن ثمّ المجيئ كل حين لزيارة أبنائها، فتقول: "أنا عايشة على المعاش ومعنديش غيره وطلعت عمره 3 مرات قبل كده، وعايزة سكن أعيش وأستريح فيه وهبقي أجي أزور عيالي لأني بكون نايمة وخايفة من الحرامية وانا لوحدي، وبنصح كل الأمهات أنهم ميدعوش على عيالهم خالص وأنا بدعي على أيمن عشان مش مريحني".